عقدت البعثة الدولية المشتركة لمتابعة انتخابات مجلس النواب مؤتمرا صحفيا اليوم الثلاثاء للإعلان عن الملاحظات الأولية للمتابعين والتى جاء على رأسها، تعاون رؤساء اللجان والموظفين مع الناخبين والمتابعين والالتزام بقوانين العملية الانتخابية.
وأوضح بول أوكومو، رئيس المنصة الإفريقية من كينيا، وأحد المتابعين الدوليين، أن البعثة تلقت عدد من الشكاوى المتعلقة بتوجيه الناخبين وخرق الصمت الانتخابى، وخاصة فى لجان الدائرة السابعة ومقرها قسم العمرانية، وكذلك أمام بعض اللجان فى الدائرة الأولى ومقرها قسم الجيزة، والدائرة الخامسة ومقرها مركز أطفيح، فضلا عن رصد البعثة عدد من المخالفات لبعض من أنصار المترشحين المستقلين والمنتمين لأحزاب على حد سواء، تمثلت فى الدعاية الانتخابية فى محيط مراكز الاقتراع مما يعد كسرا للصمت الانتخابي.
كما رصدت البعثة تواجد سيارات ومكبرات صوت تجوب محافظة الجيزة لتشغيل أغانى بصوت مطربين شعبيين لصالح أحد المرشحين، وحالات نقل جماعى بسيارات خاصة لتوجيه الناخبين، بالإضافة إلى الشكاوى التى قدمت ضد المرشحين والتى تقوم الهيئة الوطنية للانتخابات بالنظر فيها حاليا.
ورصدت البعثة أيضا تعاون قوات الأمن فى تنظيم دخول المواطنين إلى اللجان، وتعاون قوات الأمن مع المتابعين باستثناء بعض الدوائر التى تأخر فيها دخول المتابعين نتيجة التأكد من هويتهم وتم التواصل مع الهيئة الوطنية للانتخابات لتذليل العقبات وتسهيل القيام بالمتابعة، وتفاوت مدى التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فايروس كورونا.
كما رصد متابعو البعثة الدولية أيضا تواجد تقديم خدمات طبية لمبادرة "100 مليون صحة" أمام معظم مراكز الاقتراع التى تمت زيارتها، ووجود تغطية إعلامية واسعة لسير عمليات الاقتراع فى مختلف المحافظات، وتسهيل عملية الادلاء بالأصوات لذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن.
بالإضافة إلى سهولة وصول الناخبين إلى اللجان الانتخابية المقيد بها أسمائهم للتصويت، وتوافر جميع الأدوات الخاصة بالانتخابات ( الصناديق الشفافة - الأقفال - بطاقات الاقتراع - الجداول الانتخابية...الخ)، وغياب مندوبى المرشحين فى معظم اللجان.
وبناء على الملاحظات السابقة، أوصت البعثة الدولية المشتركة لمتابعة انتخابات مجلس النواب الهيئة الوطنية للانتخابات بتكثيف جهودها لتدريب الموظفين المنخرطين فى العملية الانتخابية، وتكثيف التعاون بين مع المجتمع المدنى، الأحزاب السياسية والهيئة الوطنية للانتخابات لرفع وعى الناخبين.
كما أوصت البعثة فى تقريرها المبدئى بتكثيف الجهود لاستخدام التكنولوجيا فى العمليات الانتخابية، وأوصت المرشحين والأحزاب بالالتزام بقواعد وقوانين الانتخابات بشكل أكبر، وتطوير أداء العاملين بالحملات الانتخابية خاصة فيما بتعلق بقواعد الدعاية الانتخابية، وأوصت المواطنين بالالتزام بإجراءات الوقاية بصورة أكبر خلال المرحلة الثانية.
وبدوره أكد رياض عيسى، رئيس مؤسسة متطوعون بلا حدود من لبنان، وأحد المتابعين الدوليين، أن التجاوزات التى رصدها متابعو البعثة لا ترقى لأن تكون سببا فى الطعن فى نزاهة العملية الانتخابية، موضحا أن الأمر يحتاج إلى مزيد من التوعية، وأن ما تم من تجاوزات بمحيط اللجان الانتخابية كان ناتجا عن عدم وعى أو جهل بالقواعد المنظمة للعملية الانتخابية.
ومن ناحيته أكد أيمن عقيل، المتحدث باسم البعثة الدولية المشتركة لمتابعة انتخابات مجلس النواب، أن البعثة لم ترصد أية تجاوزات تتعلق بالمال السياسى أو رشاوى انتخابية أو شراء أصوات الناخبين، لافتا إلى أنه لا يمكن الاعتماد على مقاطع الفيديو التى انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعى كدليل دامغ على وجود رشاوى أو مال سياسى.
وأوضح عقيل، أن الجزء المهم فى عمل البعثة تمثل فى إصرار المتابعين الدوليين على متابعة الانتخابات فى مصر رغم ظروف جائحة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن البعثة تضم 7 منظمات دولية ومنظمة محلية وهى مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، إلى جانب مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان والمركز الوطنى لحقوق الإنسان.
وأشار عقيل، خلال كلمته بمؤتمر البعثة، إلى أن هناك 73 دولة أجلت الانتخابات بسبب جائحة فيروس كورونا على رأسهم إثيوبيا وبولندا وتشيلى وإيران وسوريا، فيما يوجد 77 دولة أخرى أجرت وستجرى الانتخابات خلال هذا العام منهم جمهورية مصر العربية، موضحا أنه رغم كل التحديات التى تدور حول العالم وانتشار وباء وحروب وإرهاب ووضع اقتصادى سيء وحروب أهلية فى الكثير من الدول إلا أن إصرار بعض الدول ومنها مصر على استكمال المسار الديمقراطى أمر جيد وإيجابي.
وأضاف عقيل، أنه فى ذات الوقت كان هناك مهرجان الجونة السينمائى ومباريات كرة قدم وعمليات الإنشاء والتطوير العمرانى مستمرة، مؤكدا أن الانتخابات عملية طويلة وليست الاقتراع فقط، قائلا: "مصر تنتظر الأفضل والوصول إليه يحتاج مشاركة فعالة من المواطنين، الدستور نص على أن المشاركة حق وواجب وطنى".
وتتكون البعثة الدولية المشتركة من 7 منظمات غير حكومية من دول مختلفة فى أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، وهم منظمة متطوعون بلا حدود، منظمة مجموعة ريادة الأعمال الاقتصاد الاجتماعى (ايكو)، منظمة زيموس، منظمة الزيكا، منظمة جالس الدولية، منظمة المنصة الأفريقية، منظمة منتدى أوغندا للمنظمات غير الحكومية، إلى جانب الشريك المحلى الرئيسى والمتمثل فى مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان.
وتابعت البعثة الدولية المشتركة مجريات العملية الانتخابية من خلال استمارة متابعة شملت سلامة وأمن الناخبين، حرية وسهولة التصويت، سلوك رجال الأمن وموظفى الانتخابات، ترهيب الناخبين، سلوك الأمن والمرشحين داخل وحول مراكز الاقتراع، مدى الالتزام بقوانين وقواعد الانتخابات، ومدى الالتزام بإجراءات الحماية من فيروس كوفيد 19.
وكانت مرجعية البعثة تستند إلى الدستور والقوانين المصرية لتنظيم العملية الانتخابية، قرارات الهيئة الوطنية للانتخابات بالإضافة إلى المعايير الدولية لحرية ونزاهة الانتخابات والإعلان العالمى لحقوق الإنسان.
وشكلت البعثة غُرفة عمليات مركزية لمتابعة الانتخابات، بالتنسيق مع عدد من المتابعين والمنسقين التابعين لمنظمتين مصريتين هما "مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان، ومؤسسة المركز الوطنى لحقوق الإنسان"، وبلغ إجمالى عدد اللجان الفرعية التى تم زيارتها من قبل أفراد البعثة حوالى 1086 لجنة فرعية داخل 6 محافظات، من إجمالى 5926 لجنة، أى بنسبة تغطية 18% من إجمالى اللجان الفرعية على مستوى السِت محافظات.