عقد أول أمس الاثنين أول اجتماعات منتدى الحوار الليبى عبر آلية الاتصال المرئى بمشاركة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، وجرت مشاورات حول التحركات التى تقوم بها البعثة الأممية لحل الأزمة الليبية، وذلك تمهيدا لعقد اللقاءات المباشرة بين الشخصيات الليبية يوم التاسع من نوفمبر المقبل في العاصمة التونسية.
ومع كشف البعثة الأممية عن أسماء الشخصيات قبل ساعات قليلة من انطلاق منتدى الحوار السياسى الليبى سادت حالة من الغضب والرفض بسبب هيمنة تيار معين على الحوار الليبى، وخاصة تيار الإسلام السياسى الحاضر بقوة في تمثيل أقاليم ليبيا الثلاثة سواء في صورة أعضاء برلمان أو سياسيين أو أعضاء مجلس دولة.
ستيفاني وليامز
ورصدت "اليوم السابع" كافة أسماء الشخصيات الوارد أسمائها في قائمة المشاركين في منتدى الحوار السياسى الليبى، وخلصت إلى نتائج تكشف وجود عوار وعدم توازن فى القائمة التي نشرتها البعثة الأممية عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى.
ورصدت "اليوم السابع" مشاركة 50 شخصية ليبية لديها رؤية أيديولوجية مختلفة لطبيعة وتكوين فكرة المؤسسة العسكرية الليبية ودعمهم للميليشيات المسلحة بينهم أعضاء مجلس نواب، أعضاء مجلس دولة، شخصيات سياسية وحزبية، وبعض الممثلين لمؤسسات مجتمع مدني ونشطاء، وهو ما يؤكد عدم توازن قائمة البعثة التي من المفترض ألا تعزز "كفة" طرف على حساب الآخر، وذلك في ظل حالة الانقسام السياسى بين الأطراف الليبية.
اللافت للانتباه في قائمة الشخصيات المشاركة في الحوار السياسى الليبى بتونس وجود 33 شخصية تنتمى لتيار الإسلام السياسى سواء من جماعة الإخوان أو الجماعة الليبية المقاتلة وهو عدد كبير جدا، وذلك لعدة اعتبارات أبرزها عدم وجود قاعدة شعبية لهذه الشخصيات في الأراضى الليبية، ولا يتجاوز نفوذها بعض الشوارع الضيقة سواء في مدن المنطقة الشرقية أو الغربية.
الإخوانى علي الصلابي
ويحظى إقليم طرابلس بنصيب الأسد في قائمة الشخصيات المشاركة في الحوار السياسى الليبى، فقد رصدنا اختيار 35 شخصية ليبية ما بين أعضاء مجلس نواب، أعضاء مجلس دولة، ونشطاء مجتمع مدنى، وشخصيات سياسية وحزبية غالبيتها تنتمى لتيار الإسلام السياسى، وتخصيص 15 مقعدا لإقليم فزان نصفهم ينتمون ويتحالفون مع جماعة الإخوان الليبية، و25 شخصية ليبية من إقليم برقة أكثر من نصفهم ينتمون لتيار الإسلام السياسى والآخرين ولديها رؤية أيديولوجية لطبيعة وتكوين فكرة المؤسسة العسكرية الليبية.
الاخواني على الصلابي
ويمثل مدينة بنغازى في منتدى الحوار السياسى الليبي تسع شخصيات نصفهم ينتمون لتيار الإسلام السياسى، فيما تشارك 10 شخصيات ممثلة عن مدينة طرابلس غالبيتها تدعم تيار الإسلام السياسى، وترفض وجود مؤسسة عسكرية ليبية، فيما حصدت مدينة مصراتة ذات الثقل العسكرى والاقتصادى ستة مقاعد ممثلة في أعضاء برلمان ورجال أعمال وقيادات إخوانية تمول وتدعم وتقود ميليشيات مسلحة مؤدلجة.
اللافت للانتباه هو تهميش البعثة الأممية لمدينة ترهونة أحد أكبر مدن الغرب الليبى التي تقطن بها "قبائل ترهونة" أحد أكبر قبائل ليبيا وأبرزها، بالإضافة إلى معاناة أهلها من التهجير والتنقل وسلب منازلهم على يد الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق، وهو ما دفع عضو مجلس النواب الليبى عن مدينة ترهونة محمد العبانى لانتقاد البعثة الأممية لتهميش مدينته.
عضو مجلس النواب الليبي محمد العباني
فيما حصدت مدينة الزاوية أحد أبرز معاقل الميليشيات المسلحة على ثلاثة مقاعد ينتمون لتيار الإسلام السياسى، وتشارك ثلاث شخصيات من مدينة الزنتان التي ينحدر منها قائد مليشيات الوفاق أسامة جويلى، وهو ما يشير إلى حرص البعثة على إرضاء الأطراف التي تتواجد عسكريا بقيادة ميليشيات مسلحة ويؤكد عدم فصل البعثة الأممية بين المسارين العسكرى والسياسي واعتمادها للقائمة الواردة لها من منظمة الحوار الإنسانى في جنيف دون مراجعة أسماء الشخصيات المشاركة والأقاليم التي تنتمى إليها وفكرها الأيديولوجى.
بدوره، عبّر المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، الأربعاء، عن استهجانه لأسلوب البعثة الأممية في الإقصاء والتهميش والمحاباة، وعدم الاهتمام الجدّي بالأطراف الليبية الفاعلة الحقيقية التي تمتلك قواعد اجتماعية وسياسية بالبلاد خلال اختيار الأسماء المشاركة في مؤتمر الحوار السياسي المقرر عقده في تونس.
وقال المجلس في بيان إنه لاحظ "هيمنة التنظيمات الإسلامية وحلفائها" على قائمة المدعوين للحوار في الوقت الذي تم فيه استبعاد الأطراف الوطنية الفاعلة والتكوينات الاجتماعية المؤثرة، مشيرا إلى أن اختيار البعثة لأعضاء المؤتمر من بينهم "عشرات المتطرفين، بل وبعض الإرهابيين المعروفين بممارستهم للإرهاب والدعوة إليه"، يعد استخفافا بالتضحيات التي قدمها الشعب الليبي في مواجهة الإرهاب وكذلك دعوة بعض الشخصيات التي تعيش في الخارج ولا قواعد لها بالداخل سواء سياسية أو اجتماعية.
وشدّد المجلس على رفضه انعقاد مؤتمر تونس بالكيفية والأشخاص الذين دعتهم بعثة الأمم المتحدة، كما أعلن عدم شرعية انعقاد المؤتمر، وعدم القبول بمخرجاته، مضيفا أن الآلية التي وضعتها البعثة لاتخاذ القرارات داخل المؤتمر "صممت لصالح التنظيمات الإرهابية ومن يدور في فلكها" لكونها تشكل أغلبية من أعضاء المؤتمر.