بخطوات ثابتة تواصل الحكومة الفرنسية تحركاتها لملاحقة رموز الفكر المتطرف، والكيانات والجمعيات المرتبطة بتنظيم الإخوان الإرهابى، والممولة من تركيا وقطر، وسط حملة مضادة تقودها أنقرة يستغل خلالها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أزمة الرسوم المسيئة لتحقيق أهداف سياسية، رداً على قطع باريس الطريق على العديد من مؤامرات النظام التركى فى الشرق الأوسط.
وجددت دوائر عدة داخل الدولة الفرنسية أن حملتها المستمرة، موجهة ضد الفكر المتطرف، ودعاة الإرهاب، ولا تمس بأى شكل من الأشكال الدين الإسلامى، حيث قال وزير الداخلية الفرنسى جيرالد درمانين فى كلمة له لإذاعة فرانس إنتر الفرنسية، انه خلال خطبة صلاة الجمعة القادمة، سيقوم الإمام فى مسجد باريس الكبير بقراءة النشيد الوطنى لفرنسا "أجل الجمهورية"، وهى خطوة رمزية قوية.
امام مسجد باريس الكبير
وقال دارمانين، "إن معركتنا اليوم ضد أيديولوجية قاتلة وراديكالية، وليست ضد دين، والغالبية العظمى من المسلمين تحترم قوانين الجمهورية بشكل كامل، ولكننا نستهدف فئة تفسر النصوص الدينية بشكل متطرف".
وأضاف الوزير الفرنسي أن معدلات التطرف والهجمات الإرهابية التي تستهدف بلادنا أصبحت في زيادة وهو ما يراه الجميع، مضيفا، "يحزننا جميعا أن نرى دولا أجنبية تتدخل في شئننا، وتعتبر مسلمى الجمهورية تابعين لها، ويجب أن نثبت عكس ذلك."
وتوالت حملة السلطات الفرنسية ضد الكيانات الممولة من تركيا وقطر، حيث أيدت محكمة مونتروى الإدارية الثلاثاء الإغلاق الإدارى لمسجد بانتين، وكانت الهيئات الإدارية لهذا المسجد قد نقلت الفيديو الذى يستهدف صموئيل باتي.
وزير الداخلية الفرنسى
وشنت صحف ووسائل إعلام تركية معارضة هجوما ضد أردوغان على إثر دعوته لمقاطعة البضائع الفرنسية، حيث تمت الإشارة إلى استخدام زوجته المستمر الحقائب الفرنسية، واعتبر خبراء أن الهدف من الدعوة هو استغلال تصريحات الرئيس الفرنسى ماكرون وتوظيفها لصالحه، وتساءلت وسائل الإعلام هل ستتخلى أمينة أردوغان عن حقائبها الهرمس فرنسية الصنع والتى تبلغ قيمة الحقيبة الواحدة 50 ألف دولار، لنصرة الرسول.
وكشفت وسائل إعلام ألمانية مؤامرات أردوغان التي يهاجم من أجلها ماكرون المتصدى الأكبر لإنتهاكاته، إذ يدعم النظام التركي للإرهابيين في سوريا، حيث كشف مستشار وزارة الخارجية الألمانية، مفاجأة من العيار الثقيل حينها، مؤكدًا أن الرئيس التركى، هو من زود جبهة النصرة والإرهابيين بغاز السارين السام والأسلحة.
وقال المسئول الألمانى، خلال أحد البرامج الحوارية المحلية، إن "الحكومة التركية وأردوغان علما في عام مبكرًا ( عام 2018) بأن هناك إمكانية لتحويل مسار الحرب في سوريا لصالحهما، لقد استخدموا الإرهابيين والمتطرفين لمحاربة الأكراد الذين يدينون بالولاء لحزب العمال الكردى، كل هذا مرتبط ومتشابك ويجعل الحرب معقدة، لقد قامت تركيا علنًا بتزويد جبهة النصرة بغاز السارين".
ماكرون واردوغان
وأشار مستشار الخارجية الألمانية إلى "تحقيق أمريكى بتاريخ يوليو 2017، يمكن مراجعته للتأكد من هذا الأمر، حيث يقول بكل وضوح إن تركيا زودت جبهة النصرة وتنظيمات إرهابية أخرى بغاز السارين".
وتابع الدبلوماسى الألمانى، قائلاً إن "تركيا ترسل جميع أنواع الأسلحة إلى جبهة النصرة الإرهابية، وهذا معروف"، لافتًا إلى أنه "عندما نشر لاوند هذا الأمر لأول مرة، تقدم أردوغان شخصيًا برفع دعوى لإلقاء القبض عليه واتهامه بالخيانة العظمى، نتيجة ذلك"، وأن ذلك كان مصير كل إعلامى تركى كتب عن هذا الموضوع تحديداً، يكون إما السجن أو النفى".
وفجرت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية، فضيحة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى يدافع عن المسلمين والإسلام وقالت إنه يستخدم شبكة اتحاد الأئمة التركى، "كجزء من شبكات التحكم فى الأتراك المغتربين من أجل أهدافه الخاصة، وأشار إلى أنها تلقت أموالا فى السنوات الماضية من صناديق مالية مختلفة تابعة للدولة الألمانية ودول أوروبا، على رأسها صندوق خاص بالدعم فى إطار الخدمة التطوعية لدى الجيش الألمانى، وبرنامج "أن تعيش الديمقراطية" الذى تشرف عليه وزارة شؤون الأسرة الألمانية.
اردوغان والمرتزقة
وبحسب الموقع فإن اتحاد الأئمة التركى فى برلين يتعرض لانتقادات واسعة داخل ألمانيا من قبل بعض المسئولين لقربه الشديد لحزب العادلة والتنمية التركى ولأجهزة الدولة فى تركيا، وارتباطه بنظام أردوغان، كما أن الهيئة متهمة بالتجسس على معارضى الرئيس التركي.
وألمحت وزارة داخلية ولاية بافاريا الألمانية إلى أنها لم تعد تستبعد وضع الاتحاد الإسلامى التركى تحت مراقبة هيئة حماية الدستور.
ومن جهته هدد وزير الداخلية النمساوى هيربرت كيكل بطرد عدد يصل إلى 60 إماماً مرتبطين بتركيا وعائلاتهم.