تعانى سجون أمريكا اللاتينية من انتشار كبير لفيروس كورونا، مما يثير العديد من المخاوف بسبب عدم القدرة على السيطرة، والاكتظاظ وعدم اتخاذ الاجراءات الوقائية ضد الوباء، هذا فضلا عن نقص الاختبارات.
ونمت الاصابات بفيروس كورونا فى سجون الأرجنتين بنسبة 31% فى سبتمبر الماضى، وحذرت مؤسسة العنف الأرجنتينى Procuvin من أن الاصابات التى يتم اكتشافها فى السجون تتزايد بشكل واضح، واعتبارًا من 30 سبتمبر 2020، تم إحصاء إصابة 398 شخصًا في السجون الفيدرالية، بينما في نهاية أغسطس كان هناك 304.
كورونا فى سجوون امريكا اللاتينية
وأوضحت صحيفة "تيبمبو" التشيلية أن قائمة المؤسسات العقابية هى التى تحتوى على الأكثر عدوى مع 123 حالة، ويتبعها مجمع السجون الفيدرالى الثانى الواقع فى بلدية ماركوس باز فى بوينيس آيريس، حيث أصيب 66 شخص، ومجمع ديفوتو ايضا مع 53 حالة.
ومنذ بداية الوباء توفى 14 سجينا بسبب كورونا فى السجون الأرجنتينية، وجميعهم من الرجال مع متوسط عمر 67 عاما.
سجلت الأرجنتين رقما قياسيا في إصابات كورونا اليومية، وهناك 8326 حالة إصابة بمرض الجهاز التنفسي بسبب الوباء في الـ 24 ساعة الماضية، وبالتالى فإن إجمالى عدد الإصابات يصل إلى 1037325، وإجمالى الوفيات 27.519 شخصًا.
وفى فنزويلا، أصدرت حكومة نيكولاس مادورو مرسوما بالحجر الصحى فى السجون بعد تأكيد أول اصابيتين بفيروس كورونا وعلقت الزيارات فى السجون والزنازين لمنع انتشار الوباء إلا أن عدد الاصابات وصلت الآن إلى 130 حالة إصابة بالفيروس.
وفى كولومبيا، تم عزل أكثر من 200 سجين ، سجن موديلو و بالوجوردو ،بعد تشخيص اصابات بفيروس كورونا، وفرضت السلطات الكوبية طوارئ صحية فى سجنين فى العاصمة بسبب الوباء، وأكد وزير الداخلية في سانتاندير ، كاميلو أريناس ، أنه يتم اتخاذ جميع الإجراءات الصحية لمنع حدوث المزيد من حالات الإصابة بفيروس كورونا بين نزلاء السجون، وفقا لصحيفة "بيريوديكو دى كوبا".
وفى سجن موديلو فى بوكارامانجا ، تم تأكيد 64 حالة إصابة بكورونا ، وفى سجن بالوجوردو يعانى 204 سجينا من الفيروس، وأكدت السلطات الكوبية أنه تم عزل السجناء لتجنب المزيد من الإصابات فى مراكز الاحتجاز.
كما أعلنت السلطات الكوبية وجود العديد من حالات الاصابة فى سجن سييجو دى افيلا، وهو سجن مخصص للنساء،حيث تم الكشف عن 6 حالات جديدة بالوباء فى سبتمبر بعد عدة أسابيع ووصل اجمالى الحالات فى السجن الى 36 حالة، حسبما قالت إذاعة "بلو راديو" الكوبية.
وفى المكسيك ، أصيب 23 مهاجرا بفيروس كورونا فى سجن "تشياباس"، قامت الحكومة المكسيكية بنقل المصابين وابقاءهم معزولين دون رعاية طبية فى مركز الهجرة، وتعرضت السلطات المكسيكية للعديد من الانتقادات بسبب عدم رعاية المصابين.
ونفذت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان جهاز مراقبة خاصا فى محطات الهجرة للتأكد من أن الحكومة المكسيكية تطبق بروتوكولات أمنية لمنع المزيد من العدوى أو فقدان الأرواح البشرية.
وطالب العديد من الخبراء، بتوسيع اختبارات الكشف عن كورونا فى مراكز السجون التى لديها بالفعل حالات ايجابية، وقالت الخبيرة كورين ديريك: "اعتقد أنه من المهم إجراء المزيد من الفحوصات والاختبارات لأنه من المهم الكشف المبكر عن الاصابات وذلك من اجل اتخاذ تدابير سريعة تقلل من المخاطر".
وأضافت دريريك أن هذه القضية يجب أن تكون ذات أولوية ، لأن الزيادة الكبيرة والسريعة في الحالات في بعض السجون ستضع النظام الصحي الذي يحاول البقاء في وضع أكثر خطورة كما أن مواجهة الوباء ستصبح أمرا مستحيلا".
وأشارت الخبيرة إلى أن "نظام السجون مختلف عن الخارج، فالمساحات صغيرة للغاية وهناك فرص كبيرة لانتشار الفيروس بسرعة كبيرة، ولذلك فمن الضرورى إجراء اختبارات بين المعتقلين والعاملين الذين هم يتحركون الى الخارح ومن الممكن أن ينقلوا العدوى الموجودة بداخل السجون إلى أسرهم وعائلاتهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة