قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، إن موسم الانتخابات الأمريكية الراهن شهد إرسال مليارات الرسائل للأمريكيين فى الأسابيع القليلة الماضية فقط مع تحول الديمقراطيين والجمهوريين على حد السواء إلى هذه الرسائل لتحفيز الناخبين، الذين جعل وباء كورونا الوصول إليهم أصعب.
وأوضحت الصحيفة، أن الرسائل النصية ليست تكنولوجيا جديدة، إلا أن مزيدا من الوباء وقمع الإعلانات السياسية من قبل شركات السوشيال ميديا جعلها أكثر أهمية فى هذه الانتخابات عن ذى قبل. ويحذر الباحثون أن القواعد الفضفاضة حول ما يمكن أن ترسله الحملات يعنى أن الناخبين يخاطرون بالحصول على رسائل غير مرغوبة، والأسوأ مضللة، عن أصل الرسالة الأصلية.
ونقلت الصحيفة عن سترومر جالى، الأستاذ فى جامعة سيراكيوز التى تجمع الرسائل النصية لأغراض بحثية، إن الحملات تميل بالتأكيد أكثر للرسائل النصية أكثر من ذى قبل، مشيرة إلى أنه هى نفسها تتلقى ما بين 8 إلى 12 رسالة يوميا فى الوقت الراهن. وأضافت أنه من الناحية الفنية، كل هذه الرسائل قانونية، لكننا نسير على خط رفيع.
وأوضح فاينانشيال تايمز أنه وفقا لشركة "روبو كيلر" التى تبيع تكنولوجيا لوقف المكالمات والرسائل غير المرغوبة بها إن الأمريكيين تلقوا خلال الثلاثين يوما الماضية فقط إجمالى 2.1 مليار رسالة نصية سياسية.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن الرسائل النصية يمكن أن تكون أداة قوية، فـ 90% منها يتم فتحه فى غضون 15 دقيقة، و98% يتم فتحه فى غضون ساعتين، وفقا لشركة أبحاث السوق موبايل سكوارد.
وعلى الرغم من أن الحملات يجب أن تحصل على توافق قبل إرسال رسائل جماعية إلكترونية، إلا أنهم يعتبرون أن المتلقى قد وافق ببساطة بمجرد إدخال رقمه على الموقع الإلكترونى للمرشح أو على استمارة لفعالية ما.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن الرسائل النصية كانت لها أهميتها على وجه التحديد خلال هذا الموسم الانتخابى، ويعود ذلك جزئيا لأن شركات السوشيال ميديا وضعت صعوبة أكبر على استخدام منصاتها للوصول إلى الناخبين مقارنة بما كان عليه الحال فى عام 2016. فقد حظر تويتر الإعلان السياسى نهائيا، بينما حظر فيس بوك الإعلانات الجديدة فى الأسبوع الذى يسبق والذى يلى يوم الانتخابات.
ولم يعد البريد الإلكترونى ناجحا فى الوصول إلى الناخبين المستهدفين مثلما كان من قبل، بحسب ما يقول إريك ويلسون المخطط الإستراتيجى الرقمى الجمهورى، والذى أشار إلى أن صندوق البريد الوارد للناس أصبح ممتلئا بالتأكيد، وهذه التكنولوجيا بلغت ذروتها فى عام 2016.
كما أن وباء كورونا جعل هناك صعوبة أكبر فى الوصول إلى الناس فى منازلهم، حتى بالنسبة لحملة ترامب التى لا تزال تعقيد فعاليات مباشرة وتقوم بحملات قرع أبواب المنازل.
وفى الانتخابات الحالية، يعتمد الجمهوريون بشكل أكبر على الرسائل النصية للوصول إلى الناخبين. ويظهر روبو كيلر أن الحزب أرسل 1.4 مليار رسالة سياسية الشهر الماضى مقارنة بـ 615 مليون من الديمقراطيين. وقالت سترومر جالى إنها تلقت خمس رسائل تقريبا من حملة ترامب مقابل رسالة واحدة من منافسه جو بايدن.
ويقول الباحثون إن السبب فى ذلك جزئيا هو أن حملة ترامب فى حاجة أكبر إلى المال، بما أن الرسائل التى تحث الناخبين على التبرع والتى تبدو للوهلة الأولى أنها قادمة من جامعى الديون.
إلا أن المخططين الاستراتيجيين من كلا الجانبين يقولون أيضا إن الجمهوريين مستعدين لدفع الحدود سواء بمحتوى رسائلهم والكيفية التى يرسلونها به.