تعرض 3 أشخاص لهجوم من سمكة قرش أثناء ممارسة رياضة السباحة السطحية بالقرب من منطقة غوص "الشارك ريف" بمحمية رأس محمد على البحر الأحمر بمحافظة جنوب سيناء.
حادث هجوم أسماك القرش لم يكن الأول فى مصر، لكن تعرضت شواطئ مدينة شرم الشيخ فى 2010، لسلسلة من هجمات القرش، أصيب فيها 4 سائحين جرَّاء الهجوم ومات شخص؛ وقد وقعت كل تلك الحوادث بالقرب من الساحل.
لكن ما الذى تغير جعل هجمات القرش شرسة على مسافة قريبة من الشاطئ؟
وفقا لبيانات وزارة البيئة حول الواقعة، فإن سمكة القرش المتسببة فى الهجوم هى سمكة قرش من نوع القرش المحيطى ذو الزعنفة البيضاء، والمُقدر حجمها بمترين تقريبًا.
وخلال 10 سنوات الماضية، رصدت وزارة البيئة بداية من 2010 نحو 6 حوادث أو هجمات فقط من أسماك القرش، وفقا لما قاله الدكتور محمد سالم رئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، قائلا أن ذلك مستوى لا يذكر من الهجمات بما يتم رصده سنويا فى الولايات المتحدة وأستراليا وجنوب أفريقيا.
ووفق المعلومات الاحصائية التى جمعها علماء جامعة بوند الأسترالية من مختلف مناطق العالم، فإن هجمات أسماك القرش على سواحل استراليا خلال 30 سنة الماضية 171 حادثة فى هذا البلد، كانت نتيجة 32 منها الموت.
وفى جنوب افريقيا 132، كانت نتيجة 28 منها الوفاة، وفى الولايات المتحدة الأمريكية 769 هجمة كانت نتيجة 25 منها الوفاة.
وأكد سالم أن أسماك القرش متواجدة على كل سواحل البحر الأحمر ومنها الأنواع التى تهاجم البشر، موضحًا أن مصر تعد أقل دول العالم من حيث حوادث هجوم القرش على البشر.
لكن لماذا تهاجم أسماك القرش الإنسان؟
السواحل المصرية المطلة على البحر الأحمر بها أكثر من 30 نوعًا من أسماك القرش، ومعظم أسماك القرش المعروف عنها مهاجمة البشر موجودة بالبحر الأحمر. وفقا لبيانات وزارة البيئة.
فيما قال رئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، إن 90% من حوادث هجوم القرش على البشر تحدث نتيجة خطأ غير مقصود من أسماك القرش، و10% تحدث نتيجة خطأ من البشر أنفسهم.
وقال إن القروش من الأسماك الغضروفية، أحد أكثر الحيوانات بدائية، ولديها صعوبة فى تحديد فريستها، وتخطئ كثيرًا فى تحديد فريستها، وتتعرف على الفريسة من خلال "عضة واحدة"، وتحدد من خلالها إن كان هذا الكائن على قائمة غذائها أم لا، ولكنها عندما تقترب من الفريسة تعانى من الصرع الغذائى
تغير السلوك
ظواهر هجوم أسماك القرش على الأشخاص بالبحر الأحمر قليلة جداً مقارنة بالمعدلات العالمية، وفقا لما قاله الدكتور منتصر الحمادي، أستاذ البيئة البحرية بمعهد علوم البحار
وأضاف فى تصريحات لـ "تليفزيون اليوم السابع" إن هجوم أسماك القرش ناتج عن أنشطة البشر المختلفة وعلى رأسها إطعام أسماك القرش، حيث يؤدى هذا إلى تحور وتعدل سلوكها.
وأضاف أن أسماك القرش الموجودة بالبحر الأحمر من طباعها أنها لا تهاجم الإنسان، موضحاً أنها تأخذ احتياطاتها وحينما يحدث ذعر من الإنسان عند رؤية أسماك القرش يترجمها القرش على أن الإنسان سيهاجمه وبالتالى يبادر سمك القرش بالهجوم على الإنسان
هل أثر التغيير المناخ على سلوك القرش؟
كشفت دراسة أجراها باحثون أستراليون نشرت نتائجها فى 2018، إنه مع تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض، زادت التحذيرات من تأثير ذلك على هجرة أسماك القرش وزيادة هجماتها خاصة فى فصل الصيف.
وقالت صحيفة "ذا صن" البريطانية إن المملكة المتحدة وبعض الأماكن الدافئة المفضلة فى بريطانيا شهدت أمثلة على هذا التحول، حيث بات من الشائع التحذير من وجود أسماك قرش فى مايوركا وقبالة ساحل كورنوال.
وأوضحت الصحيفة أن السبب الكامن وراء هذا التحول أصبح ملموسا، مع إصدار جمعية الأرصاد الجوية الأمريكية تقرير عن حالة المناخ كشف عن أن عام 2017 هو واحد من أكثر السنوات حرارة فى التاريخ، فضلا عن أن درجات حرارة سطح البحر ارتفعت أيضا إلى مستويات نادرا ما لوحظت من قبل.
كما اكتشف باحثون أمريكيون أن أسماك القرش بدأت تغير مكان سباحتها وتزاوجها ومواقع بحثها عن الغذاء.
الإنسان ليس الطعام المفضل للقروش
وكانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، نقلت عن أحد أكبر خبراء تتبع سمك القرش، أن أسماك القرش البيضاء الكبيرة ربما تسبح خلال سنوات فى المياه البريطانية حيث تسمح درجات حرارة المحيطات المرتفعة بسبب تغير المناخ للأنواع الجنوبية بالمغامرة شمالا للمرة الأولى.
ريتشارد بيرس، رئيس أمانة أسماك القرش وجمعية حماية القرش ،قال فى تصريحات سابقة نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية إن الإنسان ليس من وجبات القرش المفضلة؛ فهى لا تسعى لافتراس البشر.
الصيد الجائر
يتبنى بعض علماء البيئة نظريو أخرى؛ حيث يزعمون الصيد الجائر فى المحيط المفتوح قد تسبب فى استنزاف المخزون السمكى الذى تعتمد عليه القروش للبقاء، الأمر الذى يجبر القروش على المغامرة صوب الشاطئ؛ بحثًا عن مصدر آخر للطعام.
فبحسب الاتحاد الدولى للحفاظ على الطبيعة (IUCN)، يتم قتل من 30 إلى 70 مليون قرش سنويًّا جرَّاء عمليات الصيد وثلث أنواع القرش التى تعيش فى المحيطات المفتوحة معرضة للانقراض.
وعلى الرغم من أن الإنسان ليس من الوجبات المفضلة لأسماك القرش، فإنه تسبب فى تغير سلوك القرش حتى باتت عدوانية تجاه البشر بسبب الطعام التى باتت الأسماك متعودة على تلقيها من الإنسان، بالإضافة إلى التغيير المناخى كلها عوامل أدت لتغير سلوك القروش