من خلال حديثه العطر والممتع دائمًا عندما يتحدث الرئيس السيسى تنتظر جميع القلوب من جماهير الشعب المصرى والعربية لكى تستمع لكلام من القلب يثلج الصدور نحو فكر ووعى سليم، وهو المعيار السليم الذى يسلكه الإنسان لفهم صحيح الدين فى ظل ظروف دولية راهنه لمحاربة قوى الشر التي لا تريد الخير للإنسانية كلها، ومن خلال كلمة سيادته التى تحدث بها فى الذكرى العطرة لميلاد النبى محمد صلى الله عليه وسلم مساء أمس الأربعاء 11من ربيع الأول سنة 1442 من العام الهجرى و 28أكتوبر عام 2020ميلادية، مخاطبًا العالم أجمع، على التحلى بأخلاق الأنبياء وأن نتأدب بآدابهم وأخلاقهم الكريمة السمحة، ونبذ العنف والإرهاب والتحلى بالقيم والمبادئ النبيلة، وعدم الاستفزاز بالمشاعر الدينية المقدسة بالإساءة إلى أصحاب الديانات السماوية المقدسة حاملى رسائل الله لكتبه السماوية من الأنبياء والرسل، وهذا هو الطريق المستقيم لكى يختاره الإنسان لفهم صحيح الدين، لأن عدم فهم ذلك فقد ينحرف الإنسان بخروجه عن الطريق الصحيح بنهجه سلوكاً غير عاديًا نحو الانحراف والإرهاب والتطرف وهذه الفئة التى ضلت الطريق الصحيح الإسلام منها برىء، ولا يجب على أى شخص أن يحمل جموع المسلمين أوزار هؤلاء الضالين الخارجين عن تعليم وروح وقيم الدين الإسلامي السمحة، فقد حرص الرئيس إلى عدم امتهان الأديان السماوية أو التطاول عليها واحترام الشعائر والمعتقدات الدينية لكل دين لتجنب خطر المشاحنات والفتن بين أتباع الأديان السماوية المختلفة، لكى يعم السلام والرخاء بين أتباع الأديان ولا يخل بالنظام والآداب العامة على مستوى العالم.
وقد تحدث الرئيس عن حرية التعبير وإن كانت هذه الحرية قائمة فى دول العالم التى لا تضع قيودًا للأفراد عما يكتبون أو يتحدثون عما يكون فى صدورهم، باستخدام حق الرأى كذريعة بالإساءة إلى الأنبياء، هذا ليس هناك ما يبرر هذا الحق فهو عرضة لأن يساء استعماله فيجب على هؤلاء أن يتوقفوا حتى لا يكونوا سببًا فى إسقاط كل الحقوق كلها، عند اتخاذهم الإساءة لجرح أمة المليار ونصف المليار نفس بشرية على مستوى العالم، لأن حرية التعبير ليست مطلقة ولا يمكن لأي إنسان أن يتجاوزها ولابد أن يلتزم بها للحفاظ على المقومات الأساسية للمجتمع الدولى، والحفاظ على الأمن والسلام الاجتماعى لأن الحفاظ على الحقوق والواجبات العامة للأفراد وعدم انتهاك مشاعرهم هو الطريق الصحيح لنبذ العنف والإرهاب والتطرف، لأن حرية التعبير عن الرأى هذا الحق ليس مفتوح بابه على مصراعيه فى الإساءة إلى الرموز الدينية المقدسة وحرية التعبير فى هذه المسائل الدينية شديدة الحساسية والخطورة والرئيس السيسى يدعو كل إنسان ألا يزج بنفسه فى تلك الأمور الدينية لأن للديانات السماوية قداساتها فى النفوس البشرية وأن احترام هذه القداسة عدم التطرق لشئون الدين بالأحاديث والتعليقات المستفزة حتى لا يكون موضوعاً تتناوله الفئات القليلة من التعصب والتطرف بل يكون الحديث من قبيل الثناء والشكر والإحسان ،ومن المستحيل أن نجد أى دولة فى العالم تنص فى قوانينها على السماح بحرية للإساءة إلى الأنبياء أو الديانات السماوية المقدسة، لأن الضمانة الدستورية لحرية التعبير وحرية الاعتقاد تمنع أى إنسان أن يزج بنفسه أن يغوص فى قدسية الأنبياء والمرسلين بالنقد لهم أو بالعقائد الدينية أو الحط منها أو يزدريها.
ويهدف الرئيس السيسى من خلال حديثه إلى تجنب أحداث فتن دينية أو طائفية فى المجتمع الدولى، لأن هناك فئات قليلة من المجتمع ليس عندها وعى وعدم الإلمام بالعقائد الدينية ودراسة أحكامها الرئيس يطلب من هؤلاء مراجعة مع النفس لهؤلاء بقوله كفى إيذاء لنا بأن لا يجب على المجتمع الدولى أن لا يحمل المسلمين أخطاء وسيئات أعمال هذه الفئة القليلة التى ضلت الطريق الصحيح نحو التعليم بالقيم والمبادئ والأخلاق الحميدة التى يتحلى بها الدين الإسلامى الحنيف، والنظر إلى معانى حديث الرئيس أنه يختص فئة قليلة من المسلمون هى المنحرفة فلا يجب أن يتحمل المسلمون أوزار تلك الفئة فلم يطلق الرئيس العمومية لكل المسلمين بل اختص بها فئة قليلة فاسدة منحرفة ولا يتحمل المسلمون على وجه الأرض شرور هذه الفئة، حتى لا ينال المخلصين من أبناء الدين الإسلامي من الشيوع بالنقد فى قدرة نفوس المسلمون حتى لا يكون هناك تجاوز وشطط لحرية العقائد الدينية بل يجب رد كبح جماح كل فاسد ومنحرف صاحب كل فكر عقيم يريد الشر للإنسانية جمعاء وذلك عن طريق مسائلة كل فاعل لأن لأ حرية تعبير تتعلق بالمسائل الدينية الخاصة بالأنبياء أو المسائل الدينية لأن هذا ميدان محرم على النقد أو الغوص فيه محاط بقلوب المؤمنين وبرب العزة تبارك وتعالى وتطبيقا لذلك قضت محكمة النقض المصرية فى حكمها بجلسة 27/1/1994/م القضية رقم 657لسنة 11ق،مجموعة القواعد القانونية لخمسة وعشرون عاماً الجزء الأول، ص292 بأن "حرية الاعتقاد وإن كانت مكفولة بمقتضى أحكام الدستور إلا أن هذا لا يبيح لمن يجادل فى مبادئ دين أن يمتهن حرمته ويحط من قدره أو يزدرى به عن عمد. فإذا ما تبين أنه ما كان ينبغى بالجدل الذى أثارة المساس بحرمة الدين والسخرية منه فليس أن يحمى من ذلك بحرية الاعتقاد وتوافر القصد الجنائى هنا هو الأمور التى تستخلصها محكمة الموضوع من الوقائع والظروف المطروحة أمامها ولا يشترط فى الحكم بالعقوبة أن يذكر فيه صراحة سوء نية المتهم بل يكفى أن يكون فى مجموعة عباراته ما يفيد ذلك".
والرئيس السيسى دعا إلى بناء الوعى الرشيد ويجب على المؤسسات العامة فى الدولة كلها سواءً كانت حكومية أو جمعيات أهلية أو مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدنى المعنى بالأمور الدينية والاجتماعية والثقافية وصحافة وأعلام الوقوف جانب الدولة المصرية فى نشر الفكر المستنير الصحيح والبعد كل البعد عن أى مفاهيم خاطئة وحماية الدولة من الارهاب والتعصب الأعمى، والتوقف عن النقد فى المسائل الدينية والعقائدية وأن نتحلى بخلق النبى محمد صلى الله علية وسلم وقد ذكره الله عز وجل فى كتابه الكريم (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) (4 سورة القلم)
وإن نبى الله محمد لقد أرسله الله تعالى رحمة لكل مخلوق وكائن حى على وجه الأرض بقوله عز وجل فى محكم التنزيل (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (107) سورة الأنبياء
وحث الرئيس السيسى المجتمع المصرى أن يضاعف من العمل والإنتاج حتى ترقى مصر وتزدهر لحماية جهود الدولة لمقاومة العنف والإرهاب، فيجب على الجميع أن يتفق على هذا التوافق، وهذا يأتى من منطلق تعلمنا بالقيم والمبادئ الإنسانية النبيلة وإيماننا الكامل بالديانات السماوية المقدسة، ومؤمنين برسائل الرسل ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وقد قال الله تبارك وتعالى فى كتابة المجيد (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) سورة الحشر رقم(7)