قليلة هي الكتب التي تتحدث عن إنجلز، وربما يوجد عدد أقل من تلك الكتب التي تتناول إنجلز بطريقة جدية بصفته واحدًا من المفكرين، وهو ما حاول كتاب "إنجلز: مقدمة قصيرة جدا" تأليف تيريل كارفر، تداركه والحديث عن المفكر الماركسى الشهير، ويستعرض هذا الكتاب الرائع أهمية أفكار وأعمال فريدريك إنجلز، ولن يكون من قبيل المبالغة القول بأن إنجلز هو واضع الماركسية؛ الحركة السياسية الأكثر تأثيرًا فى العصور الحديثة، أو أن أعماله كان لها من التأثير أكبر مما كان لأعمال ماركس فيما يتعلَّق بتحوُّل الأفراد إليها.
كان إنجلز أول مؤرخ وعالم أنثروبولوجيا وفيلسوف ماركسي، فضلًا عن كونه أول معلق على الأعمالِ المبكرة لماركس.
ويتتبع تيريل كارفر فى هذا الكتابِ تأثير إنجلز على تطور الجانبين النظرى والتطبيقى للماركسية، ويناقش الصعوبات التى واجَهَها الماركسيون فى الدفاعِ عن المادية والجدلية اللتين طرحهما إنجلز.
ويرى المؤلف أنه على الرغم من كون إنجلز شريكا فى أحد الإسهامات الفكرية الأكثر شهرة على مر التاريخ، وعلى الرغم من أنه وفقا لاعترافه كان الشريكَ الأقل نصيبًا فى هذا الإسهام، فلقد كان فى واقع الأمر أكثر تأثيرا من الناحية السياسية مقارنة بشريكه صاحب النصيب الأكبر فى هذا الإسهام، ويأتى هذا التأثير من خلال شروحه لأفكار كارل ماركس التى أدت إلى انتشارها على نحو كبير.
وقد اعترف ماركس نفسه بأنه قد تأثر إلى حدٍّ كبير بأعمال إنجلز، وتوجد بطبيعة الحال الأعمال الشهيرة التى كتبها إنجلز بالاشتراك مع ماركس، وسوف أقوم بمناقشة إسهام إنجلز فى تلك الأعمال، بقدر ما يمكن تحديدها، وعكف إنجلز فى معظم حياته على تأليف أعماله الخاصة ونشرها باسمه، وهنا نجد المشاكل الأكثر صعوبةً والأكثر أهمية فيما يتعلق بفكره.
ويشير الكاتب إلى أن إنجلز كان أول الماركسيين، وكان تأثيره على الماركسية كبيرا؛ فقد كتب عددًا هائلًا من المقالات والكُتَيِّبات والمقالات النقدية، بالإضافة إلى عدد كبير من الكتب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة