يعتبر الإنسان كائنا اجتماعيا بالفطرة، محبًا لمن حوله ويشعر بالطمأنينة داخل المجموعات، وعلى حسب كل شخص وآخر قد يكون منهم من يجد الصداقة في الجنس الآخر تحت شعار "بيست فريند"، البعض يتخذ هذه الصداقات من أجل التباهى أمام أصدقائه بأنه "جان" ومحط إعجاب وثقة الفتيات، والبعض يجدها فرصة للتعرف عن قرب على طريقة تفكير الجنس الآخر. فماذا يقول الشباب عن فكرة اختيار صديق مقرب من الجنس الآخر.
أحمد. م شاب عشريني يعمل بأحد البنوك قال لليوم السابع: "بدأت في الجامعة لأني كنت ومازلت وسيما، البنات هن اللي كانوا بتعرفوا عليا ومع الوقت بقى حرفيا صحابي كلهم بنات"، وتابع: "سمعة اسم أحمد انه بتاع بنات وكدة سبقاه اه، بس فعلا كلهم زي اخواتي البنات واللي مقبلوش على اختي مش هقبله عليهم".
أما عن معتز. ج صاحب الثلاثين عاما ويعمل مهندسا قال: "برتاح مع صديقاتى البنات جدا، بالرغم من اني متجوز وعندي طفل، الموضوع كان متعب في الأول عشان اقنع مراتي إن ليا صديقات بنات، إلا أنها رضخت في الآخر".
فى المقابل يرى سمير. م ، 40 عامًا، يعمل في شركة مقاولات أن هذه الفكرة محفوفة بالمخاطر، وقال: "أنا بعتبر البنات اللي بتعامل معاهم مجرد زملاء عمل، ومش عيب لو واحدة طلبت خدمة اعملها لها، لكن مش لدرجة الصحاب والفضفضة، لو مش خايف من الغلط هخاف على زعل مراتي لانها بتغير".
وعلى جانب آخر أوضحت الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع عن رأيها في حدود صداقة الرجل بالمرأة، فقالت إن المجتمع استبدل مفهوم العائلة بمفهوم الأصدقاء، أي عدم تواصل العائلة ببعضها واجتماعهم على فترات طويلة جعل الشخص أصبح في حاجة للشعور بدفء المحيطين به ويجد ذلك في تكوين صداقات مع من حوله.
وتابعت: "المجتمع زمان كان فيه حدود عن دلوقتي، غير وجود المدارس والجامعات المشتركة والنوادي، نضيف عليهم آليات التواصل اللي زادت وبقى مستحيل مراقبتها او السيطرة عليها"، كما اضافت منصور أن نظرة الولد للبنت والعكس تغيرت تماما عن ذي قبل، حيث تعتبر الفتاة زميلها في العمل كأخ لها قد تحتاجة في بعض الأمور او حل المشكلات، بالإضافة إن الفتيات اصبحن اقوى ويعتمد عليهن عن زمان".
وأضافت: "اذا كان احد الطرفين مرتبطا يجب مراعاة ذلك في حدود الصداقات بين الولاد والبنات، فلا يصح اتصال صديقة بصديقها وهو في المنزل وهي على علم بغيرة زوجته وحتى لا تتسبب له في مشكلات والعكس".
حدود الصداقة بين الجنسين
أما عن محاذير صداقة الولد بالبنت فأوضحتها منصور في عدة نقاط أولا: معايير اختيار أصدقائنا ووضع ضوابط في عقلنا اثناء التعامل معهم خاصة وان كانوا من الجنس الاخر. ثانيا: عدم وضع ثقة كاملة مهما كان درجة الصداقة.
ثالثا: منع الأحاديث في موضوعات معينة قد تتطرق لمناقشات خارجة عن السيطرة. ورابعا: وضع حدود في المزاح، خاصة امام احد حتى لا يصدر له انطباع سيء.
خامسا: مراعاة البيئة والمكان الذي نكون فيه، مع منع التواجد مع الطرف الآخر في مكان نائي وحدنا حتى لا نكون عرضة للشبهات والمشكلات. سادسا: تجنب الحديث عن الأمور الخاصة والمحرجة.
واختتمت منصور قائلة عند الخلل بأحد القواعد او تجاوز الأمر حدود الصداقة او الزمالة يجب على الفرد قطع العلاقة فورا مع ذلك الشخص.