كأي طفلة كانت "نور إسلام" ابنة الـ 11 عامًا تترقب احتفال عيد ميلادها بحماس، قرر والداها أن يكون الاحتفال بين أصدقائها فى مكان لقائهم الأسبوعي أمام نادي الشرطة بالإسكندرية.
استعد والداها للحفل وانتظروا وصول كل الأصدقاء بينما يجهزون البالونات الملونة لتفاجأ "نور" بأن فى انتظارها عيد ميلاد مميز لا يمكن أن تنساه في حياتها، حيث فوجئت بصوت سيارات الشرطة واسم نور يتردد من الميكروفون بصوت يملأه التفاؤل والسعاده يقول "كل سنة وانتي طيبة يا نور"، "انا بحبك يا نور" وتفاجأ بضابط شرطة يخرج من السيارة حاملاً تورتة جاء خصيصًا للاحتفال بعيد ميلادها.
احتفال ضابط شرطة بطفلة من ذو القدرات
الأحتفال بنور
هذا المشهد المبهر لنور وهي جالسة على كرسيها المتحرك بينما يتقدم الضابط نحوها بالتورتة احتفالاً بعيد ميلاها كان وراءه الكثير من الكواليس، فقد ولدت نور بمشكلة في النخاع الشوكي حرمت بسببها من المشي والجري مثل باقي الأطفال في عمرها، إلا أن هذا لم يمنعها من مواصلة حياتها والاستمتاع بها، خاصة أنها تتمتع بالكثير من التحدي والإرادة والأهم من ذلك بمساندة ودعم والديها.
كان والداها يحملنها على الأكتاف منذ كانت رضيعة، حتى قررا أنها ستستخدم الكرسي المتحرك منذ عام تقريبًا، ومن بعدها أصبحوا يعدونها لتكون فتاة طبيعية تمارس حياتها مثل أي شخص عادي.
تحكى والدتها لـ"اليوم السابع": "نور اشتركت في كل الأنشطة الممكنة من جري وسباحة ورقص، وبقى لقبها ملكة الكرسي المتحرك وأول فاشونيستا على كرسي متحرك".
الرائد احمد الضبع ونور
عيد ميلادنور
اشتراكها بإحدى المجموعات الخاصة بذوى القدرات أنشأ بينها وبين أقرانها حالة من الألفة والحميمية، خاصة أنهم يتقابلون كل يوم جمعة يتبادلون أطراف الحديث والمرح واللعب احيانا، بالإضافة لاشتراكهم في المارثون الخاص بوزارة الشباب والرياضة من خلال احتفالية "30 يوم تحدي".
تقول والدة نور: "الجروب كان بمثابة العائلة التانية لنور، اخواتها واصحابها بتفرح معاهم وده اللي خلاني افكر إني اعمل عيد ميلادها وسطهم لحد ما طلب مني صديقها بنفس المجموعة محمد إبراهيم من ذوي القدرات الخاصة إنه هيجيب لها تورتة"، وتابعت: "محمد نشر بوست على صفحته لتهنئة نور بعيد ميلادها، ومن حسن الحظ والصدف الرائعة أن الرائد أحمد الضبع وهو أحد ضباط المرور بالإسكندرية صديق لمحمد على صفحته الشخصية، شاف البوست وطلب من محمد انه هيتولى الاحتفال بالكامل بنور وانها هتكون مفاجأة ليها".
الرائد احمد الضبع
لم تكن بينهم صلة من قبل لكن الحس الإنساني لدى الرائد أحمد الضبع جعله يصنع ابتسامة لا تنسى من الذاكرة ولا يمحها الوقت، فأضافت شيماء والدة نور: "تجمعنا على أساس أن محمد هو اللي هيجيب التورتة، وقعدنا ننفخ بلالين بسيطة عشان نفرح نور، وكانت المفاجأة لما سمعنا صوت سيارة الشرطة واسمها يتردد في الميكروفون".
وكانت المفاجئة الأكبر كما قالت والدة نور انه أخذ صورة نور وقام بطباعتها على تورتة عيد ميلادها ليحول احتفالاً عاديًا بعيد الميلاد إلى ذكرى لن تنسى أبدًا وقالت "قعد يلف حوالينا بالسيارة، خلاني احس أن بنتي طايرة من الفرح، مفيش كلمة شكر توفيه السعادة اللى دخلها لقلوبنا، ولا 100 سنة تكفي وصفه".