أخطر حقيبة فى العالم، لقب يطلق على الحقيبة النووية التى ترافق رؤساء الدول النووية أينما ذهبوا، بحيث يحمل هذه الحقيبة بالغة الأهمية أحد الحراس المدربين جيدًا ويكون موقعه على مقربة شديدة من الرئيس، وهذه الحقيبة تمكن رئيس الدولة من شن حربًا نووية ضد أى عدو دون الارتباط بالتواجد داخل دولته أو داخل مقر الحكم، وبالحديث عن هذه التكنولوجيا العسكرية الخطيرة، تأتى الولايات المتحدة الأمريكية، وغريمتها التقليدية روسيا، حيث يصطحب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، كلا منهما حقيبته النووية معه، ومن قبلهما الرؤساء السابقين للدولتين، وما يبرز هذا الملف على السطح فى هذا التوقيت، ما أفاد به تقرير صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، بأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اصطحب معه إلى مستشفى "والتر ريد" الطبى الوطنى العسكرى فى ماريلاند، حيث يعالج من فيروس كورونا المستجد، الحقيبة الأخطر فى العالم.
ووفق الصحيفة البريطانية، فإن مساعدى ترامب نقلوا الحقيبة، التى تعرف باسم "كرة القدم النووية"، للمروحية التى أقلت الرئيس الأمريكى من البيت الأبيض إلى مستشفى "والتر ريد"، حيث ترافق الحقيبة النووية كل رؤساء الولايات المتحدة فى حال مغادرتهم للبيت الأبيض منذ أزمة الصواريخ الكوبية فى عام 1962، بعد أن شعر جون كينيدى بتهديد الدولة الكاريبية الصغيرة.
وجاء اسم الحقيبة من خطة الحرب النووية فى عهد أيزنهاور، والتى قامت على التهديد باستخدام الأسلحة النووية لإنهاء الحرب الكورية، وإعطاء "الردع النووى" الأولوية مع خفض تمويل القوات العسكرية التقليدية.
وهناك ثلاثة حقائب نووية موزعة بين الرئيس ونائبه، بينما يتم حفظ النسخة الأخيرة فى البيت الأبيض، لإصدار أوامر بإطلاق أسلحة نووية بأى وقت، وبحسب "ديلى ميل"، فإن حاملى الحقيبة مسلحون بمسدسات من نوع "بيريتا"، ولديهم أوامر بإطلاق النار على أى شخص يحاول أخذها، ورغم قلة المعلومات المتعلقة بالحقيبة، إلا أن وجود هوائى صغير مدمج فيها يدل على احتوائها لهاتف يعمل بالأقمار الاصطناعية.
كذلك تحتوى الحقيبة على كتيب من 75 صفحة تتضمن معلومات تطلع الرئيس على الخيارات التى بين يديه بشأن توجيه ضربات نووية، هذا إلى جانب خرائط لمواقع بها مخابئ محصّنة فى حال اندلاع حرب مدمرة، ويشمل الكتيب أيضا 10 صفحات فيها تفاصيل عن كيفية الاتصال بالقادة العسكرين وشخصيات هامة، وتأتى مرفقة برمز سرى ذهبى على الرئيس حفظه.
وفى حال الرغبة بشنّ هجوم نووى، يذكر الرئيس الرمز لمركز القيادة العسكرية فى العاصمة واشنطن، والذى يكمل المهمة بناء على التعليمات التى لديه، ويرجح خبراء أن تحمل الحقيبة المحفوظة فى البيت الأبيض عندما يكون الرئيس فى مقر إقامته، رمز الإطلاق النووي، ورغم خطورة الحقيبة النووية، إلا أن التاريخ سجل حوادث غريبة مرتبطة بها، حيث نسيت فى الطائرة الرئاسية بعهد جيرالد فورد فى عام 1975، خلال مشاركته فى قمة بفرنسا.
وفى عهد الرئيس جيمى كارتر صدر إنذار خاطئ من مركز مراقبة الدفاع الجوى يفيد برصد صواريخ روسية موجهة للولايات المتحدة، إلا أن تأخّر مستشار الأمن القومى فى إيقاظ الرئيس حال دون وقوع كارثة، لورود نفى لعملية الرصد، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية.
وعلى غرار أمريكا، تمتلك روسيا حقيبتها النووية الخاصة والتى تعرف باسم "شيجيت" والخاصة بالرئيس فلاديمير بوتين، وفى "شيجيت"، رمز مفتاح شخصى وبطاقة فلاش وهى تحت حراسة مشددة على مدار الساعة، بحسب ما ذكرت صحيفة "صن" البريطانية.
ويمكن للرئيس الروسى، إرسال رمز إذن لقوات الصواريخ الاستراتيجية لإعطاء أمر لإطلاق أسلحة نووية فى أى وقت، ويعتقد أن هناك مجموعة من 3 حقائب صغيرة بحجم الكمبيوتر المحمول تسمح لبوتين نفسه ومسئولين آخرين رفيعى المستوى، بالعمل وشن هجوم نووى.
وألقت قناة "زفيزدا" الحكومية الروسية مؤخرا أول نظرة عامة على ما يوجد فى الحقيبة، حيث وأوضح مقدم البرنامج على القناة أليكسى يجوروف للمشاهدين، أن أحد مكونات الحقيبة هو بطاقة فلاش، باعتبارها بطاقة فردية وأنها أحد المفاتيح التى يتم إدخالها فى النظام.
ويتضمن الجهاز صفًا من الأرقام، المنظمة بشكل عرضى وسط الحقيبة، بالإضافة إلى 4 أزرار كبيرة تحت صف الأرقام، حيث أن الزر الأبيض هو زر الإطلاق، الأمر الذى يعد غريبًا، إذ يكون زر الإطلاق فى معظم الأحيان أحمر اللون.
كما تتضمن الحقيبة نظاما ثلاثى المفاتيح، مخصصا لبوتين واثنين من كبار المسئولين العسكريين من أجل إطلاق السلاح النووى، بحسب ما ذكر موقع "أتوميك هيريتيج"، ويعتقد أن المسئولين الكبيرين اللذين لديهما المفتاحين هما وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية.
جدير بالذكر أنه تم تطوير "شيجيت" خلال إدارة يورى أندروبوف للمخابرات السوفيتية "كى جى بى"، فى أوائل الثمانينيات من القرن الماضى، حيث تم وضع الحقيبة فى الخدمة، وهى متصلة بنظام اتصالات خاص يدعم التواصل بين كبار المسئولين الحكوميين عندما يتخذون قرار استخدام الأسلحة النووية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة