عبر تاريخ الجمعية العامة للأمم المتحدة شهدت فعاليات دورتها التي تنطلق في نهاية سبتمبر من كل عام مشاهد تاريخيه لم تُنس منذ عقود طويلة وجاءت جائحة كورونا لتغيير خطة الجمعية التي كانت تستقبل على منصتها جميع زعماء العالم لتصبح كلمات رؤسائها مسجلة مسبقا
أعدت صحيفة الشرق الأوسط تقرير عن المواقف التاريخية التي شهدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال افتتاح دورتها منذ عقود طويلة حيث شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في تاريخها مواقف حاسمة، أو أنها كانت بمثابة علامة على حقبة، أو منعطف في السياسات والعلاقات الدولية. وكان أبطالها من زعماء العالم الذين يأتون من كل دول العالم كل عام للوقوف على المنبر الرخامي الأخضر الداكن تحت قبة القاعة الرئيسة للمنظمة الدولية في نيويورك.
في بداية الحرب الباردة، ألقى المندوب السوفياتي أندريه فيشينسكي خطاباً أمام اجتماع للجمعية العامة في باريس، موجهاً كلامه إلى المندوبين الأمريكيين أليانور روزفلت وجون فوستر دالاس ووارن أوستن وجورج مارشال، متهماً الولايات المتحدة بالإعداد لحرب نووية ضد الاتحاد السوفياتي. وكان فيشينسكي، الذي اشتهر بخطاباته النارية ضد الولايات المتحدة، أول من استخدم حق النقض «الفيتو» عام 1947 لإجهاض مشروع قرار قدمه نظيره الأمريكي إدوارد ستيتينيوس للتفاوض على سحب القوات البريطانية من إندونيسيا. ووصف فيشنسكي مشروع القرار بأنه «ضعيف للغاية» وتبع ذلك 50 فيتو سوفياتياً طوال السنوات السبع التالية.
- في آخر يوم كامل له في مدينة نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة لعام 1960. انتقد رئيس الوزراء السوفياتي نيكيتا خروتشوف تصريحات المندوب الفلبيني الذي ادعى أن أوروبا الشرقية «حُرمت من الحقوق السياسية والمدنية»، وأن الاتحاد السوفياتي «ابتلعها». وبعدما ضرب خروتشوف المنصة بقبضتيه، خلع حذاءه الأيمن ولوح به ثم ضرب به على المنصة، بصوت أعلى وأعلى.
-عاين هذا المنتدى عام 1960 خطاباً مدته 269 دقيقة ألقاه الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، وهو الأطول في الجمعية العامة للأمم المتحدة، معلناً تأييده للاتحاد السوفياتي في مطلع الحرب الباردة، ومنتقداً «الإمبريالية» الأمريكية.
-بعد الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل رسمي للشعب الفلسطيني، ومنح الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات حق مخاطبة الجمعية العامة كأول ممثل لمنظمة غير حكومية، حضر عرفات عام 1974 إلى المنصة وهو يرتدي حزام المسدس والممشط، علماً بأنه لم يحضر المسدس. ووقف ملوحاً بغصن زيتون قائلاً: «جئت وأنا أحمل غصن زيتون وبندقية مناضل من أجل الحرية. لا تدعوا غصن الزيتون يسقط من يدي».
- قدّم وزير الخارجية الأمريكي كولين باول حجج بلاده أمام مجلس الأمن لغزو العراق عام 2003. ومنها قنينة الجمرة الخبيثة وصور لأسلحة الدمار الشامل المزعومة. على رغم أن هذا لم يكن اجتماعاً رسمياً للجمعية العامة، فإن الحجج المطروحة أمام مجلس الأمن بشأن الغزو لعبت دوراً أساسياً في الحرب التي أدت إلى سقوط آلاف القتلى من العسكريين والمدنيين... ولم تكشف بعد أي أسلحة للدمار الشامل في العراق.
- عام 2009 وقف الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي على المنبر طويلاً بعدما قرأ ورقة من الملاحظات المكتوبة بخط اليد، ثم استطرد طويلاً ليصبّ جام غضبه ضد مجلس الأمن. وبعد ذلك، مزق ميثاق الأمم المتحدة وهو لا يزال على المنبر.
- عام 2010 تسبب خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بانسحاب مندوبين من الدول الغربية، إذ ادعى عام 2010 أن الولايات المتحدة ساعدت في تنظيم هجمات 11 سبتمبر 2001. وفي عام 2011 اتهم أوروبا باستخدام «الهولوكوست» ذريعةً لدعم إسرائيل.
- رغم أنها لم تخطب أمام الجمعية العامة، أذهلت سيفرن سوزوكي، البالغة من العمر 12 سنة، العالم وأسكتته لمدة 5 دقائق، خلال «قمة الأرض للأمم المتحدة» عام 1992. إذ ناشدت المندوبين إنقاذ أطفال العالم. وكان أفضل ما في الأمر أنها تحدثت بشغف طفل بدلاً من محاولة أن تبدو بالغة. ولذلك قيل إن صدى حديثها جعل العالم يصمت لمدة 5 دقائق.
- تصدرت صور الفتاة السويدية جريتا تونبيرج أغلفة المجلات العالمية عام 2019 بوصفها «شخصية العام» لدى مجلة «تايم» الأمريكية، نظراً للدور الرائد الذي اضطلعت به ابنة الـ16 سنة في قضية تغير المناخ، وخروجها في مظاهرات دورية لمطالبة حكومات العالم بإجراءات أكثر فاعلية لحماية الكوكب. وعقب نجاح حركتها محلياً، أبحرت في مركب بيئي إلى الولايات المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة