فيروس كورونا يشل واشنطن مركز الثقل السياسي الأمريكي

الأحد، 04 أكتوبر 2020 03:31 م
فيروس كورونا يشل واشنطن مركز الثقل السياسي الأمريكي واشنطن
وكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خلف نوافذ البنك الدولي الكبيرة، يلزم حرّاس الأمن مواقعهم لكن دون نشاط. وفي الخارج، تبدو أرصفة واشنطن خالية.

لا تزال أبواب المصرف مفتوحة ولا يزال مستعدا لاستضافة مناسبات بينها اجتماعاته مع المؤسسات المالية الدولية التي تنظّم مرّتين في السنة، لكن جميعها ستكون الآن افتراضية.

وفي الجوار، كتب على لافتة وضعت على مبنى مقر صندوق النقد الدولي وعُلّقت منذ ستة شهور "مغلق مؤقتا".

وقبل شهر فقط على الانتخابات الرئاسية، لا تزال واشنطن، مركز السياسة الأميركية، في حالة جمود اقتصادي واجتماعي عميق منذ بدأ تفشي كوفيد-19 قبل ستة شهور.

ولن يكون بإمكان 12 ألف شخص من المقرر أن يشاركوا في الاجتماعات المقبلة في البنك الدولي وصندوق النقد التجوّل على أرصفة مركز المدينة الأنيق، الذي كان يعد قبل الوباء مثالا على حداثة مراكز المدن الأميركية.

بدلا من ذلك، سيجلسون في منازلهم خلف شاشات حواسيبهم، وإلى جانب أنشطتها السياسية، كانت المدينة على مدى العقدين الماضيين مركزا للمؤتمرات الدولية.

ويشير مدير منظمة "ديستنيشن دي سي" المتخصصة في تسويق واشنطن كوجهة للمؤتمرات والسياحة إليوت فيرغسون إلى أنه قبل الوباء "شهدنا حضورا وزيارات بأعداد قياسية لواشنطن، ليس فقط للمؤتمرات والاجتماعات، بل كذلك لسوق الترفيه... والأسواق الدولية".

وحرّكت هذه الأنشطة الاقتصاد المحلي. وقال "كنا في طريقنا لاستقطاب أكثر بكثير من 25 مليون زائر إلى المدينة، عبر 42 مؤتمرا كبيرا". وأما اليوم، فتنتظر المدينة 11 مليون زائر فحسب.

العمل من المنزل

ولا شك أن الحياة عادت إلى الأحياء الأكثر عصرية في المدينة، إذ أعادت المطاعم فتح شرفاتها الخارجية بينما امتلأت المطاعم على الأسطح نهاية الصيف بفضل الزبائن المحليين.

لكن في وسط المدينة، وعلى مقربة من البيت الأبيض، لم تعد مطاعم الوجبات السريعة في شارع كي -- الذي يعد الشريان الرئيسي حيث يتناول أعضاء جماعات الضغط والمحامون غدائهم -- فتح أبوابها في ظل غياب الزبائن.

ويعود الأمر إلى أن آلاف الموظفين في الحكومة والمؤسسات، بينهم 9000 من موظفي البنك الدولي فضلا عن مستشاريه، يعملون من منازلهم حتى نهاية العام.

وفضّل معظم أصحاب الياقات البيضاء الذين كانوا يجلبون الحياة إلى عصب السياسة الأميركية والدولية مواصلة عملهم عن بعد.

كما أنهم يحظون بدعم رئيسة البلدية الديموقراطية موريل باوزر التي طبّقت سلسلة من القيود كانت بين الأكثر تشددا في البلاد لإبقاء حصيلة الوفيات بالفيروس عند 629 من بين أكثر من 12 ألفا و250 إصابة.

فنادق خالية
 

ونتيجة ذلك، بلغت نسبة النشاط الاقتصادي في مركز المدينة عند 12 في المئة فقط مما كان عليه العام السابق، مع عمل 95 في المئة من الموظفين من منازلهم، بحسب منظمة "داونتاون دي سي بزنس امبروفمنت دستركت". وبلغت نسبة انشغال الفنادق ثمانية في المئة في يونيو مقارنة بـ74 في المئة في فبراير.

وأفاد موظف في صيدلية من سلسلة "سي في إس" تقع على مقربة من مبنى صندوق النقد الدولي أن الفرع حيث يعمل يواجه خطر الإغلاق ما لم تفتح المؤسسات الكبيرة أبوابها مجددا قريبا.

وباتت الصيدلية في أفضل الأحوال تصرف مئتي وصفة في الأسبوع بدلا من أكثر من ألف كما كان الحال قبل الوباء بينما تم تعديل مواعيد فتح أبوابها لتتناسب مع أوقات العمل في المؤسسات المجاورة.

وأكد الموظف أن الصيدلية ستكون محظوظة إذا تمكّنت من الاستمرار لستة شهور.

وقال "أخشى من أن تغلق سلسلة +سي في إس+ هذا الفرع إذا لم يعودوا إلى العمل في وسط المدينة".

وعلى الرغم من الأجواء الكئيبة، يأمل غريغوري أوديل مدير "مركز مؤتمرات والتر اي واشنطن"، حيث تعقد أهم مؤتمرات المدينة، بأن الأيام المقبلة ستكون أفضل.

وأعاد المركز الذي يستقبل نحو 1,5 مليون شخص كل عام، فتح أبوابه قبل أسبوعين، وكشف عن مجموعة من المعدات المتطورة المصممة لمواجهة الفيروس.

 

ذكاء اصطناعي

وتم وضع معدات للكشف عن درجة حرارة الزوار في مركز المؤتمرات في قلب واشنطن. كما يتم رش المعقّمات داخله بشكل دوري.

وتراقب آليات تعتمد على الذكاء الاصطناعي الزوار وتسجّل إن كانوا يقتربون كثيرا من بعضهم البعض ويتجاهلون قواعد التباعد الاجتماعي.

وكلّف إلغاء 93 حدثا هذا العام المركز مبلغا مجموعه 345,5 مليون دولار.

وقال أوديل "إن الوقت اليوم، أكثر من أي فترة مضت، مهم للغاية بالنسبة للناس والمجتمعات للاجتماع معا، ولدى المؤتمرات والاجتماعات والمناسبات الرياضية والترفيهية القدرة على تحقيق ذلك، وإن كان افتراضيا".

لكن ماذا إن بدأ الناس استساغة العالم الافتراضي؟

يجيب إليوت فيرغسون على ذلك بالقول "لا أعتقد أننا نعتاد على الأمر. أعتقد أننا نخسر فرصة التواصل الشخصي".

وأضاف "يصعب على شخص ما الاهتمام بمنتجك أو أي نموذج تقدمه" إذا تم عرضه عبر الإنترنت"، مؤكدا "علينا لمسه".

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة