أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اكتشاف 59 تابوتًا أثريًا، ترجع لعصر الأسرة 26 الفرعونية التى عاشت قبل حوالى 2600 سنة، بمنطقة آثار سقارة بالجيزة، مؤكدةً أن "هذه التوابيت لم تفتح من قبل، وهناك المزيد منها لم يكشف عنه بعد".
وفى عصر هذه الأسرة تمكن المصريون من طرد ملوك النوبة وقبضوا على زمام الأمور بمعونة الإغريق، وأسس بسماتيك الأول الأسرة 26 وخلالها انتعشت التجارة مع الإغريق، وفي نهاية حكم هذه الأسرة سقطت مصر في يد قكبيز ملك الفرس سنة 252 ق. م وحكام هذه الأسرة هم : بسماتيك الأول ( واح ايب رع )، نكا الثاني ( وحم ايب رع )، بسماتيك الثاني ( نفر ايب رع )، واح ايب رع ( حع ايب رع )، أحمس سانيت ( خنوم ايب رع )، بسماتيك الثالث ( ني عنخ كا رع ).
وبحسب موسوعة "مصر القديمة" لعالم الآثار المصرية الدكتور سليم حسن، تعد الأسرة التى تبتدئ بالملك «بسمتيك الأول» ابن الملك «نيكاو»، وتنتهى بالملك «بسمتيك الثالث» من الأسر التى نعرف تاريخها بصورة مرضية على وجه عام. وتحتوى هذه الأسرة على ستة ملوك حكموا جميعًا حوالى تسع وثلاثين ومائة سنة. ويبتدئ حكمها بالسنة الرابعة والستين والستمائة، وينتهى بالسنة الخامسة والعشرين والخمسمائة قبل الميلاد (٦٦٤–٥٢٥ق.م).
ولكن «مانيتون» قد وضع لهذه الأسرة ثمانية ملوك؛ وذلك لأنه أضاف قبل «بسمتيك الأول» ثلاثة ملوك وهؤلاء فى الواقع يعدون بقية ملوك الأسرة الرابعة والعشرين، وهى أسرة «ساوية» كما ذكرنا من قبل، أو الأسرة اللوبية الثالثة. وهؤلاء الملوك هم «واح-ايب-رع» «تفنخت الثاني» وحكم سبع سنين، والملك «ار-أب-رع» «نيكاوبا» حكم ست سنوات، ثم الملك «من-ايب-رع» «نيكاو» الأول وحكم ثمانى سنين.
وقد كان بداية عهد «بسمتيك الأول» فاتحة عهد جديد فى تاريخ مصر، وبداية حكم أسرة جديدة بلا نزاع.
إن أول عقبة تصادفنا فى حياة «بسمتيك» هي: لماذا عُد مؤسس أسرة جديدة وهى الأسرة السادسة والعشرون، مع أنه من سلسلة أسرة ملوك متتابعين وهم ملوك الأسرة الرابعة والعشرين؟ وفى اعتقادى أن الجواب الشافى على ذلك هو أنه ابتدأ عصرًا جديدًا فى حياة «مصر». فقد أصبحت البلاد فى عهده مستقلة، بعد أن كانت ترزح تحت نير الحكم الآشوري. ولدينا حادث يعد نظيرًا لذلك فى تاريخ الأسرة الثامنة عشرة التى ابتدأها «أحمس الأول»، فقد كان أخًا للملك «كامس» آخر ملوك الأسرة السابعة عشرة، ومع ذلك عد مؤسسًا لأسرة جديدة، حقًّا أسس هذا العاهل أسرة جديدة فى تاريخ مصر، فقد سار بها فى طريق الاستقلال حتى بلغت غايته، ثم أخذ بعد ذلك فى تأسيس إمبراطورية جديدة على أنقاض دولة «الهكسوس» الذين هزمهم، وها نحن أولاء نرى «بسمتيك» يلعب نفس الدور، فإنه خلص «مصر» من النير الآشورى والكوشي، ونهض بها نهضة كانت مضرب الأمثال فى تاريخ «مصر» بل فى تاريخ الشرق عامة، فقد خلص البلاد من حكم «الآشوريين» الغاشمين، ثم سار بالكنانة نحو المجد، فأعاد لها بعض عظمتها القديمة، فأحيا فنونها واسترد كثيرًا من ممتلكاتها خارج حدودها.
وقد عزا الأستاذ «بتري» تأسيس الأسرة الجديدة إلى سبب آخر، فرأى أن ذلك يرجع إلى تأثير «كوش»، فقال: إن شواهد الأحوال تدل على أنه حوالى ٦٩٠ق.م عندما كان الملك «تهرقا» فى أوج عظمته وقوته فى بلاد الدلتا وفى بلاد «فلسطين»، عمل على أن يضم أمير «سايس» «نيكاو» بالمحالفة إلى جانبه، فزوجه ابنته التى أصبحت فيما بعد أم «بسمتيك» مؤسس الأسرة السادسة والعشرين، وقال: إنه من البدهى أن اسم «بسمتيك» فى تركيبه هو من طراز تركيب اسم «شبتاكا»، ومعنى هذا الاسم هو: ابن القط البري، وعلى هذا النمط يكون معنى «بسمتيك» «ابن سام» والمقطع «با» = أداة التعريف (اﻟ) للمذكر كما توجد أداة التأنيث «تا» فى اسم «تاسمتيك». ومعنى «بسمتيك» معناه «ابن الأسد»؛ وذلك لأن كلمة «سام» معناه الأسد باللوبية، وكذلك لدينا فى العربية اسم «أسامة» = «أسد». وقد وافق «بتري» فى اشتقاق اسم «بسمتيك» على أنه من أصل «كوشي» الأثرى «بروكش».