كان السؤال عما إذا كان فيروس كورونا COVID-19 سيصبح موسميًا ويتلاشى في الصيف موضع اهتمام الخبراء والعلماء على مستوى العالم منذ بداية الوباء أواخر 2019.الفيروسات الموسمية هي تلك الفيروسات التي تميل إلى الانتشار والذروة خلال مواسم (أشهر) معينة من العام، ومن المعروف أن فيروسات الجهاز التنفسي مثل الأنفلونزا ، والفيروسات التنفسية المخلوية ، وفيروسات كورونا الباردة الشائعة تنتشر وتبلغ ذروتها خلال الأشهر الباردة في البلدان ذات المناخ المعتدل.
لماذا تتبع فيروسات الجهاز التنفسي الأنماط الموسمية في المناطق المعتدلة وليس فى المناطق الاستوائية؟
كورونا فيروس موسمى
وفقا لتقرير مجلة " sceincedaily"، هذا ليس مفهوما تماما، حيث تؤثر العديد من العوامل الموسمية بما في ذلك حساسية المضيف وسلوكه واستقرار الفيروس، وعلى الرغم من أن فيروسات الجهاز التنفسي تميل إلى الانتشار على مدار العام في المناطق المدارية، فإن ذروة النشاط ترتبط عادةً بموسم الأمطار.
أظهرت الأبحاث أنه بالنسبة لفيروسات الأنفلونزا على سبيل المثال ، فإن الرطوبة المنخفضة والعالية تعزز انتقال الفيروس، في حين أن الرطوبة المعتدلة لا تعزز قابلية الانتقال، والانتقال هنا يمكن أن يكون إما عن طريق الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين أو الأشياء الملوثة أو المحمولة جواً، ويتم تحديد أوضاع النقل هذه حسب درجة الحرارة والرطوبة.
على سبيل المثال، ستؤدي الرطوبة النسبية العالية إلى تكوين جسيم فيروسي كبير، والذي يستقر على الأسطح بشكل أسرع، وبالتالي ، يحدث الانتقال في الغالب من خلال الاتصال المباشر للأسطح الملوثة. قد يكون هذا أحد أسباب الأنماط الموسمية المختلفة لفيروسات الجهاز التنفسي التي لوحظت في المناطق المدارية والمعتدلة.
ووفقا للباحثين، فقد تم مراجعة المعرفة الموجودة حول موسمية فيروسات الجهاز التنفسي والمعرفة الحالية حول SARS-CoV-2، مع افتراض أن COVID-19 سيستمر في الانتشار على مدار العام حتى يتم تحقيق مناعة القطيع.
فمع تراكم مناعة السكان ، سينخفض معدل انتقال الفيروس مما يجعله أكثر عرضة للعوامل البيئية التي تحكم الموسمية.
كيف يمكن الوصول إلى مناعة القطيع لـ SARS-CoV-2؟
من الناحية المثالية ، يمكن أن يساهم التطعيم والالتهابات الطبيعية والمناعة المتقاطعة مع فيروسات كورونا الباردة الشائعة أيضًا في الوصول إلى مناعة القطيع.
ولا تزال غالبية السكان عرضة للإصابة، مع عدم وجود لقاحات فعالة وأدوية مضادة للفيروسات تظل تدابير الصحة العامة هي الطريقة الوحيدة للتخفيف من الوباء.
هل تدابير الصحة العامة قد تمنع الفيروس أن يصبح فيروسًا تنفسيًا موسميًا
من الصعب القول بذلك حسب العلماء، فمن الممكن أن تقلل تدابير الصحة العامة من انتقال COVID-19 على أي حال، لذلك سيكون من الصعب معرفة ما إذا كان انخفاض نشاط الفيروس يتأثر أيضًا بالعوامل الموسمية أم لا، فمنذ عام 2000 ، ظهرت 4 فيروسات كورونا جديدة بين البشر: تمت السيطرة على واحد في حوالي عامين (SARS-Cov-1 ؛ 2002-2004) ، واثنان أصبحا موسميين (HKU1 و NL63 ؛ 2005 - مستمر) ، وواحد لا يزال يسبب حالات متفرقة، (MERS-CoV ؛ 2012 - حتى الآن).
من ناحية أخرى ، شهدنا انتشارًا سريعًا وعالميًا لـ SARS-CoV-2. نتوقع أن يستمر الفيروس في الانتشار حتى تتحقق مناعة القطيع ويصبح في الغالب موسميًا مثل HKU1 و NL63.
في موضوع ذي صلة ، أظهرت فيروسات الأنفلونزا تضاؤلًا في الدورة الدموية في معظم البلدان ، حتى بعد بداية موسم الخريف. يمكن أن يُعزى هذا جزئيًا إلى التدابير الاجتماعية التي يتم تطبيقها (لا يوجد تجمع كبير ولا مدارس ، إلخ) في المجتمع الذي يتمتع بمستوى معين من المناعة ضد الفيروس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة