فى 8 أكتوبر عام 1967، سقط المناضل العظيم أرنست تشى جيفارا فى قبضة أعدائه فى بوليفيا، الأمر اللى انتهى بإعدامه، هذا السقوط تبعته حكايات خطيرة أشهرها حكاية "راعى الغنم" الذى وشى به.
تقول القصة، أنه بعد القبض على جيفارا فى مخبأة الأخير بوشاية من راعى أغنام، سأل أحدهم الراعى الفقير: لماذا وشيت عن رجل قضى حياته فى الدفاع عنكم و عن حقوقكم؟ فأجاب: كانت حروبه مع الجنود تروع أغنامى.
لا يوجد دليل على صحة هذه القصة، رغم أن الكتب أوردتها ومن ذلك كتاب "قصص ما قبل النوم" جمع وتهذب عبد الله محمد الخطيب، وقد بدأ الناس يضربون بهذه القصة المثل على عدم فعم الناس للتضحيات التى يقدمها البعض.
مع الوقت تحولت القصة إلى حقيقية، لا تقبل كثيرا من النقاش، لأن رفضها يحتاج إلى دليل لا نملكه.
بقى أن نقول إن جيفارا لقى مصرعه فى 9 أكتوبر من عام 1967، عندما تآمر عليه الجميع وتم إعدامه فى بوليفيا، لكنهم ماتوا هم وبقى هو، أيقونة خالدة.
يقول كتاب (المناضل الثورى العظيم جيفارا.. الثورة النضال الفداء) تأليف أنطوان وحيد نعيم، "تحول جيفارا إلى الوعى الماركسى عندما ذهب إلى جواتيمالا للتعرف على الإصلاحات التى طبقها هناك الرئيس خاكوبو أربينيث جوثمات، خلال شهر ديسمبر من سنة 1953.
أرنستو ولد تشى جيفارا عام 1928، وهو ثورى كوبى ماركسى ولد بالأرجنتين، هو طبيب وكاتب وزعيم حرب العصابات وقائد عسكرى ورجل دولة عالمى وشخصية رئيسة فى الثورة الكوبية، وأصبحت صورته المنمقة منذ وفاته رمزا فى كل مكان وشارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية.
وسافر جيفارا عندما كان طالبا فى كلية الطب فى جامعة بوينس آيرس الذى تخرج منها عام 1953، إلى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية مع صديقه ألبيرتو غرانادو على متن دراجة نارية وهو فى السنة الأخيرة من الكلية، وكونت تلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحدة أمريكا الجنوبية والظلم الكبير الواقع من الإمبرياليين على المُزارع اللاتينى البسيط، وتغير بعد رؤيته للفقر المتوطن هناك.
عاش جيفارا فى مدينة مكسيكو والتقى هناك براؤول كاسترو المنفى مع أصدقائه الذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيدل كاسترو من سجنه فى كوبا.
وما إن خرج هذا الأخير من سجنه حتى قرر جيفارا الانضمام للثورة الكوبية، ورأى فيدل كاسترو أنهم فى أمس الحاجة إليه كطبيب، وانضم لهم فى حركة 26 جويلية، التى غزت كوبا بنية الإطاحة بالنظام الدكتاتوريى، وسرعان ما برز جيفارا بين المسلحين وتمت ترقيته إلى الرجل الثانى فى القيادة حيث لعب دورا محوريا فى نجاح حملة على مدار عامين من الحرب المسلحة التى أطاحت بنظام باتيستا.
فى أعقاب الثورة الكوبية قام جيفارا بأداء عدد من الأدوار الرئيسية للحكومة الجديدة، وشمل هذا إعادة النظر فى الطعون وفرق الإعدام على المدنيين بجرائم الحرب خلال المحاكم الثورية، وأسس قوانين الإصلاح الزراعى عندما كان وزيرا للصناعة وعمل أيضا كرئيس ومدير للبنك الوطنى ورئيس تنفيذى للقوات المسلحة الكوبية، كما جاب العالم كدبلوماسى باسم الاشتراكية الكوبية.
وغادر جيفارا كوبا فى عام 1965 من أجل التحريض على الثورات الأولى الفاشلة فى الكونغو كينشاسا ومن ثم تلتها محاولة أخرى فى بوليفيا، حيث تم إلقاء القبض عليه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بمساعدة القوات البوليفية وحدث فى مثل هذا اليوم 9 أكتوبر سنة 1967، إعدام الثائر الأرجنتينى “تشى جيفارا” وذلك بعد يوم واحد من اعتقاله ومحاكمته فى محاكمة ميدانية سريعة.