شهدت مناظرة نائب الرئيس بين مايك بنس وكامالا هاريس صداما بين المرشحين، دون تكرار لمشاهد الفوضى التى هيمنت على مناظرة المرشحين الرئاسيين دونالد ترامب وجو بايدن الأسبوع الماضىن وخلال المناظرة التى أجريت فى الساعات الأولى من صباح الخميس، فى جامعة يوتاه، وبتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعى فى ظل تفشى كورونا بين كبار المسئولين الأمريكيين، تصادم كل من بنس وهاريس حول قيادة الرئيس ترامب وخطط السياسة لمنافسه الديمقراطى جو بايدن.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن كلا من بنس وهايرس عادا مرارا وتكرارا لمهاجمة المرشح الرئاسى المنافس، فهاجمت هاريس جهود ترامب لوقف فيروس كورونا ومحاولته للانقلاب على برنامج الرعاية الصحية الذى أسسه الرئيس السابق باراك أوباما وسياسته الخاصة بالتجارة وإحجامه عن إدانة القوميين البيض المتطرفين فى المناظرة الرئاسية الأولى.
ووصفت هاريس تعامل ترامب مع الوباء بأن أكبر إخفاق لأى إدارة رئاسية فى التاريخ الأمريكى، وألمجت إلى تصريحه للكاتب الصحفى بوب ودوارد بأنه أراد التقليل من التهديد لأنه لم يرغب فى إثارة الفزع.
من جانبه، ركز بنس على خطط بايدن لرفع بعض الضرائب على الأثرياء وخططه لمواجهة الوقود الأحفورى، وعاد مرارا إلى ذكر الاتفاق الأخضر الجديد. ووصف بنس بايدن بأنه أحد أنصار الصين الشيوعية، وهاجم نائب الرئيس السابق وتوصيته بتأجيل أوباما الغارة التى قتلت زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
وجلس كل من بنس وهاريس على طاولتين منفصلتين، وفصل بينهما حواجز زجاجية شفافة للمساعدة على منع العدوى. وقد شارك كل منهما فى المناظرة باعتبارهما أكثر المرشحين لمنصب نائب الرئيس أهمية فى التاريخ الأمريكى الحديث، بحسب ما تقول صحيفة واشنطن بوست، مما أضاف عنصرا من التشويق إلى المناظرة التى عادة لا تلعب دورا كبيرا فى نتائج الانتخابات.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن أسلوب بنس فى الحديث الناعم خلال المناظرة كان تناقضا ملحوظا مع اللهجة سريعة الانفعال والقتالية أحيانا من جانب ترامب فى مناظرته الأولى مع بايدن، لكنه مثل ترامب، تجاوز بنس مرارا الوقت المخصص له وتحدث مع مديرة المناظرة سوزان بيج وتجاهل محاولاتها لإبقاء النقاش دائرا بقولها مرارا "شكرا لك سيدى نائب الرئيس".
من جانبها، قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن بنس دافع عن ترامب باقتدار فيما يتعلق بأزمة وباء كورونا إلا أنه لم يقل شيئا يمكن أن يهدد تقدم بايدن.
وتحدثت المجلة عن لقطة وقوف ذبابة لمدة دقيقتين فوق رأس مايك بنس خلال المناظرة والتى حظيت باهتمام كبير وتعليقات على السوشيال ميديا، وقالت إن هذه اللقطة كانت تذكيرا بأنه مهما صور بنس الإدارة بشكل قوى من خلال إنجازاتها، فكان من المستحيل تجاهل عثراتها.
ورأت الصحيفة أن المناظرة كانت أشبه بهدوء ما بعد عاصفة المناظرة الرئاسية الأولى، فأراد كليهما مزيدا من الوقت لمخاطبة الناخبين خلال المناظرة الوحيدة لمرشحى نائب الرئيس، إلا أن المقاطعات ظلت عند الحد الأدنى على الرغم من الجدال بينهما حول ما تعنيه "الحقيقة".
ورأت الصحيفة أن هاريس نجحت فى إيجاد فرصة لمشاركة تجربتها الشخصية كابنة لأبوين مهاجرين من جامايكا والهند، وتجنبت لحظات يمكن أن تكون فيها إمراة سوداء غاضبة أو لا تحظى بالإعجاب، وتابعت المجلة قائلة إنه إلى جانب الضغط على هاريس للإجابة على سؤال عما إذا كان بادين سيغير المحكمة العليا، وهو السؤال الذى لم تجبه، كان بنس بارعا فى فن إعادة التوجيه، فاستطاع أن يفعل ذلك بإعادة الحديث عن التأثير المالى الذى قد تحدثة إدارة بايدن على حياة الأمريكيين اليومية.
وفى أغلب الانتخابات، لا تحظى مناظرة نائب الرئيس بأهمية كبيرة أمام المناظرات الرئاسية، لكن الوضع كان مختلفا مثلما كانت أغلب الأشياء فى عام 2020، بحسب ما قالت نيوزويك. فما بين المقاطعات وتجاوز الحديث الذى شهدته المناظرة الرئاسية الأولى، كان الناخبون يتطلعون إلى هذه المناظرة بين بنس وهاريس لمعرفة ما شكل أمريكا الذى ينتظرهم فيما بعد.