شهد قطاع المتاحف ثورة جديدة خلال الشهور الماضية بعد عمل دؤوب تقوم به وزارة السياحة والآثار انتهى بافتتاح ثلاث متاحف مميزة فى يوم واحد، لتكون إضافة جديدة للسياحة الثقافية فى مصر ومحاولة لإثرائها ودمجها مع بقية الانماط السياحية، والاستفادة مما تمتلكه مصر من كنوز أثرية لمختلف العصور والحضارات.
ويعد متحف كفر الشيخ الأول من نوعه من منطقة الدلتا، ومتحف المركبات الملكية، ومتحف شرم الشيخ أكبر دليل على الاهتمام الذى توليه الدولة بكافة أركانها لقطاعى السياحة والاثار، وتأكيدا منها على الدور الهام الذى يساهم به القطاع فى تنمية موارد الاقتصاد القومى، حيث اكد مصدر بوزارة السياحة والاثار ان سلسلة الافتتاحات القادمة ستكون جميعها على المستوى الرئاسى.
وتشمل خريطة المتاحف الجديدة بعد افتتاح المتاحف الثلاث متحف العاصمة الإدارية، ومتحف المطار الذى سيكون فى استقبال الزوار الاجانب بمطار القاهرة، بالاضافة إلى افتتاح متحف الحضارة المصرية بعد انتهاء عملية تطوير شامل.
ويمنح متحف شرم الشيخ فرصة الزائرين الراغبين فى الاستمتاع برحلة ترفيهية للاستمتاع بجو مصر الرائع حيث البحر و الشمس، فرصة للتعرف علي حضارتها العريقة، و يضم ستة قاعات للعرض ومبنى إداريا، وكافيتريا، ومبنى للمطاعم والكافيتريات (Food Court)، ومبنى للبازارات، ومتاجر الحرف الأثرية، ومسرح مكشوف، ومبنى استراحة للموظفين والأمن الداخلي.
وقال مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف فى تصريحات خاصة، أن المتحف استقبل اكثر من 5000 قطعه أثرية من عِدة مخازن ومناطق أثرية من مختلف أنحاء الجمهورية؛ منها مخازن كل من مارينا بالاسكندرية، ومارينا بالعلمين، وآثار الإسماعيلية، وآثار بني سويف، والمخزن المتحفي بكوم امبو وغيرها.
و من أهم القطع التي يضمها العرض المتحفي بقاعة الحضارات، التابوت الداخلي والخارجي لإيست إم ”إيست ام خب“ زوجة بانجم الثاني وكاهنة المعبودة إيزيس والمعبودين مين وحورس بأخميم، من عصر الأسرة 21 والتي عثر عليها فى خبيئة الدير البحري، وأيضا صناديق الأواني الكانوبية وبردية إيست إم خب، ومجموعة من أواني الطور وأدوات التجميل، ورأس الملكة حتشبسوت التي عثر عليها في المعبد الجنائزي لحتشبسوت عام 1926، بالدير البحري ومجموعة تماثيل التناجرا لسيدات بملابس وطرز مختلفة، ومجموعة من التراث السيناوي.
أما عن القاعة الكبرى؛ فهي تعبر عن الإنسان والحياة البرية في مصر القديمة، واهتمامات المصري القديم بالعلم والرياضة والصناعات والحرف التي تميز بها ووجوده في أسرته وحياته العائلية، وعلاقته بالبيئة المحيطة به وكيف كان محبا للحيوانات لدرجة التقديس، حيث يتم عرض مجموعة الحيوانات المحنطة من ناتج حفائر البوباسطيين بسقارة مثل القطط والجعارين، وايضا البابون والتمساح والصقر في الشكل الحيواني والجسد الإنساني.
ويحكى متحف المركبات الملكية تاريخ فترة هامة من تاريخ مصر الحديثة من خلال عرض المركبات الملكية الخاصة بأسرة محمد على والمناسبات المختلفة التى تم استخدامها بها، وكان المتحف مغلق وتعرض لاهمال كبير حتى اطلقت الوزارة عملية ترميمه فى عام 2017 بتكلفة 63 مليون جنية.
و أنشئ المتحف في عهد الخديوي إسماعيل عام 1863، ثم تمت إضافة بعض التعديلات إليه في عهد الملك فؤاد، ويتضمن المتحف مجموعة من العربات الملكية من طرز مختلفة، وتم استخدمت هذه العربات عند استقبال الملك والسفراء والنبلاء.
ويوفر قاعة لعرض أفلام وثائقية عن المركبات الملكية الخاصة بالأسرة العلوية، والمتحف مزود بكافيتريا ومصعد لذوي الاحتياجات الخاصة، ويشمل 5 قاعات للعرض أولها قاعة الهدية وستعرض العربات والمركبات المهداة الي الأسرة العلوية، و أهمها العربة التي أهدتها الإمبراطورة الفرنسية أوجيني إلي الخديوي إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس.
اما متحف كفر الشيخ فيدور سيناريو العرض المتحفي له حول موضوع رئيسي وهو أسطورة إيزيس وأوزوريس والصراع بين حورس وست، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على مجموعة من الموضوعات مثل: تاريخ مدينة بوتو القديمة أحد العواصم المصرية القديمة.
وأشار الدكتور محمود مبروك، مستشار الوزير للعرض المتحفي، إلى ان سيناريو العرض يبرز أيضاً بعض الموضوعات مثل: تاريخ العلوم خلال العصور التاريخية المختلفة كالطب والبيطرة والصيدلة لربط المتحف بجامعة كفرالشيخ؛ إلى جانب تسليط الضوء على مسار رحلة العائلة المقدسة، إذ تعد مدينة سخا بمدينة كفرالشيخ أحد المسارات التي عبرت منها العائلة المقدسة إلى الجهة الغربية؛ بالإضافة إلى بعض الموضوعات ذات الصلة بمدينة فوه ذات التراث الإسلامي الثري، حيث يضم كافة التراث الثقافي لكفر الشيخ باعتبارها ثالث مدينة تراثية بعد القاهرة ورشيد.
وأوضح العميد مهندس هشام سمير مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الهندسية والمشرف على القاهرة التاريخية، أنه تم تفقد نظم الإضاءة والإنذار ضد الحريق، والمراقبة بالكاميرات، بالإضافة إلى أعمال تنسيق الموقع من الداخل والخارج ومنطقة الخدمات واللوحات التعريفية والإرشادية والخرائط التوضيحية للموقع ومسار الزيارة بالمتحف.
وإلى جانب المتاحف الجديدة قامت وزارة السياحة والاثار بترميم شامل لمتحفى الحضارة المصرية بالفسطاط، والمركبات الملكية لافتتاحهما أمام الجمهور خلال الاسابيع المقبلة.