فقدت قناة الجزيرة القطرية ما تبقى لها من مصداقية بعد أن سقطت فى فخ التناقض إزاء تصريحات الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون، حيث قادت القناة حملة المقاطعة للبضائع الفرنسية بزعم الدفاع عن الدين ثم عادت نفس القناة وسعت لاستضافة الرئيس الفرنسى لتبييض وجهه وتصحيح صورته فى المنطقة العربية.
من ناحيته قال هشام النجار الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية أن الجزيرة صنعت ذلك بالطبع بإيعاز من النظام القطرى للبحث عن صفقة والوقوف فى منطقة وسط مع الرئيس الفرنسى بحيث تمكنها محاولة تهدئة الرأى العام الإسلامى الذى تزعم أنها مؤثرة فى اوساطه من طرح مطلب عدم وقف نشاطات الكثير من جمعياتها ومراكزها التى تستهدف الحكومة الفرنسية إغلاقها فى إطار مشروع تجفيف منابع التطرف والتكفير والانفصالية.
وأوضح أن وهذا ليس غريب على النظام القطرى الذى اعتاد هذا التكتيك فهو يعلو بنوازع التطرف ودعم القاعدة والإخوان والسلفية الجهادية لابتزاز الدول ومن ثم يقدم نفسه كما لو كان الطرف القادر على احتواء تلك التيارات للحصول فى المقابل على مكاسب من الطرف الذى جرى ابتزازه.
بينما اكد محمد حامد مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات أن قناة الجزيرة وقعت فى تناقض كبير حيث كانت هى من أهم الجهات التى تقوم بتسخين المشهد الإعلامى ضد فرنسا والدعوة لمقاطعة المنتجات الفرنسية لكنهم مع ذلك سعوا لاستقبال الرئيس الفرنسى لمحاولة تصحيح الصورة وتصريحاته السابقة التى ادلى بها تجاه الإسلام والصور المسيئة وأشار إلى أن الرئاسة الفرنسية تعلم جيدا أن قناة الجزيرة هى حاضنة الإسلام السياسى وقناة مؤدلجة وموجهة فى الأساس لجماعات الإسلام السياسى التى لعبت دور كبير فى التحريض على فرنسا ومقاطعة المنتجات الفرنسية لذا تم إجراء الحديث معها ليس لكونها قناة نزيهة ولكن لكونها هى المنبر التى يتم من خلاله مخاطبة الإسلام السياسى فى المنطقة العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة