عانت أفريقيا كثيرا، منذ دخلها الاستعمار الغربى وتعامل مع أهلها بإقلال من قيمتهم، ويمكن القول بدونية، وخلال هذه الفترة سرق الاستعمار ماضي هذه الأمم ومستقبلهم، وكان الماضى عبارة عن الآثار التى صارت تزين المتاحف العالمية، فكيف استولوا عليها وخرجت من موطنها؟
بالطبع لا يمكن حصر كل ما حدث فى أفريقيا من جرائم سرقة للآثار، ولكن سنضرب نماذج لما حدث فى مصر عبر تاريخها، وسنجد 5 طرق شهيرة لذلك الخروج:
السرقة
خسرت مصر الكثير من الآثار بسبب السرقة، فكم مرة تفاجأنا بأن كنوزا مصرية تباع فى المزادات العالمية، لا نعرف كيف خرجت من البلد، ولعل تمثالا نصفيا لـ توت عنخ آمون واحدا من أبرز هذه القطع، ونتذكر جميعا كيف أن دار المزادات التى عرضت التمثال للبيع رفضت المناشدات المصرية بإيقاف بيع التمثال.التنقيب
بعدما استطاع العالم الفرنسى "شامبليون" فك رموز حجر رشيد 1822، أصيب العالم أجمع بهوس علوم المصريات، وأنشأت الجامعات العالمية أقساما لدراستها، ونتج عن ذلك أن تشكلت بعثات علمية كان دورها الكشف عن هذه الآثار، وجاءت إلى مصر، وكانت هذه البعثات تحصل على نسخة من القطع المكررة فى حال اكتشافها للآثار.التجارة
فى فترة ما كانت تجارة الآثار فى مصر تحدث بيانا عيانا، لم يكن هناك قانون يمنع، ظل ذلك حتى ظهر قانون الآثار فى بداية السبعينات من القرن العشرين، وخل هذه الفترة خرجت آلافا من القطع إلى خارج مصر.التدليس
وفى التدليس سوف نحكى ما حدث مع رأس نفرتيتى الموجودة حاليا فى ألمانيا، الحكاية بدأت فى 20 يناير 1913م، حيث عقد اجتماع بين لودفيج بورشارت وبين مدير تفتيش آثار مصر الوسطى جوستاف لوفيفر لمناقشة تقسيم الاكتشافات الأثرية التى عثر عليها فى عام 1912م، بين ألمانيا ومصر، حيث كان تقسيم الاكتشافات كانت وفقًا لقانون الآثار آنذاك "حصص متساوية" بين مصر وبعثة الحفر من خلال لجنة مشتركة يرأسها ممثل مصلحة الآثار عن الحكومة المصرية.
وفى وقت التقسيم قال بورشارت، إن التمثال مصنوع من الجبس، وكان القانون المصرى يحظر خروج اى قطعة مصنوعة من الحجر الجيرى، لافتا إلى أنه لم يكن إخفاء مادة الصنع هى الخدعة الوحيدة بل كان بورشارت قد أعد القسمة فى صندوقين منفصلين وعرض على لوفيفير مفتش آثار مصر الوسطى كشفين بالقائمتين مرفق بهما صور الآثار، وكانت أحدهما تتضمن التمثال النصفى لنفرتيتى، والأخرى تبدأ بلوحة ملونة لإخناتون وأسرته وهو تصور الزوجين الملكيين أخناتون ونفرتيتى مع ثلاثة من أولاده، وقد علم بورشارت أنها من الآثار المحببة لوفيفر، وأوضح له أن كل قائمة تتكامل ويفضل أن تحتفظ مل قائمة بمجموعتها، وبالتالى وقع اختيار لوفيفر على القائمة التى تحوى لوحة إخناتون وأسرته وآلت بعد ذلك إلى المتحف المصرى فى القاهرة.
وبعد توقيع لوفيفر على القسمة تم اعتماد ذلك من مدير مصلحة الآثار آنذاك وهو جاستون ماسبيرو، وشحن بعدها مباشرة إلى برلين، ووصل التمثال إلى ألمانيا فى نفس العام 1913م، وقدمت إلى هنرى جيمس سيمون وهو فى الأصل تاجر خيول يهودى ثم عمل فى تجارة الآثار وكان الممول لحفائر بورشارت فى تل العمارنة، وغيره من القطع الأثرية التى عثر عليها فى حفائر تل العمارنة إلى متحف برلين.
الهدايا
هذه الطريقة جاءت نتيجة أخطاءنا نحن، ولعل المسلة الموجودة فى لندن أكبر دليل على هذه لأخطاء.
وشهد عصر محمد على باشا إهداء الكثير من آثار مصر لحكام دول عديدة فى أوروبا، فقد أمر والى مصر محمد على باشا بإهداء مسلة كانت موجودة فى الإسكندرية لحكومة إنجلترا تخليدا لذكرى انتصار القائد نيلسون على الفرنسيين فى معركة أبو قير البحرية، وذلك فى سنة 1831 وتم نقلها سنة 1877م.