"من مات على شىء بعث عليه".. "الحاج شعبان" توفى وهو ساجد أثناء صلاة الفجر بالخانكة.. الابن يروى الحكاية ويؤكد: كان دعاؤه "ربنا أصلح حالنا وأحسن ختامنا" فأحسن الله ختامه.. وأهل الحى أطلقوا عليه: "رجل المسك"

الأحد، 01 نوفمبر 2020 09:04 ص
"من مات على شىء بعث عليه".. "الحاج شعبان" توفى وهو ساجد أثناء صلاة الفجر بالخانكة.. الابن يروى الحكاية ويؤكد: كان دعاؤه "ربنا أصلح حالنا وأحسن ختامنا" فأحسن الله ختامه.. وأهل الحى أطلقوا عليه: "رجل المسك" الحاج شعبان
القليوبية إبراهيم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"لله قوم أخلصوا فى حبه.. فأحبهم واختارهم خداما.. قوم إذا جن الظلام عليهم.. قاموا هناك سجدا وقياما.. يتلذذون بذكره فى ليلهم.. ونهارهم لا يبرحون صياما".. حب الله لعباده يتجلى في أعظم صوره، حيث يربطهم هذا الحب من كلا الجانبين، فيزداد تعلق العبد بربه حتى يلقاه على طاعته، فمن أراد أن يشرق قلبه بنور الله، فعليه أن يتصف بصفات هؤلاء الرجال، التي منها عمارة المساجد، وليس المقصود بتلك العمارة أداء الصلوات فيها فقط، ولكن لا بد كذلك من تعلق قلبه بها، كما في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، "ورجل قلبه معلق في المساجد".

 

المرحوم الحاج عبد الفتاح شعبان
المرحوم الحاج عبد الفتاح شعبان

وظهرت هذه الصفة جلية في الحاج شعبان عبد الفتاح صاحب الـ 72 عاما، ابن منطقة أبو زعبل بالخانكة في محافظة القليوبية، الذى تعلق قلبه بالمساجد فأحبه ربه ولقاه خير لقاء، فقد لاقى ربه وهو ساجد خلال أداء صلاة الفجر، بشهر مولد سيد البشرية نبى الله محمد صلى الله عليه وسلم، فيا لها من حسن خاتمة يكثر الجميع بها في دعاءه بأن يلقى ربه بحسن خاتمة متطهرا من ذنوب ومعاصى الدنيا الفانية، وقد كان له ما تمنى.

 

الراحل الحاج عبد الفتاح شعبان
الراحل الحاج عبد الفتاح شعبان

في البداية حكى محمد شعبان عبد الفتاح، نجل الحاج شعبان عبد الفتاح، الذى لاقى ربه وهو ساجد بين يديه، خلال أداء صلاة الفجر بمسجد أبو بكر الصديق القريب من منزله بمنطقة أبو زعبل بالخانكة في القليوبية، مؤكدا أن قلب والده دائما متعلق بالمسجد، ويؤدى فروضه الخمسى حاضرا بين صفوف المصلين، ولم يفوت فرضا واحدا إلا وأداه داخل المسجد، ويطيل السجود بكل ركعة ويدعو بالخير للجميع لمصر وأهلها وأن يحفظها، ثم ينتهى من صلاته ليقرأ ورده ثم يعود بعد كل صلاة إلى منزله.

رجل المسك الحاج عبد الفتاح شعبان
رجل المسك الحاج عبد الفتاح شعبان

وأكد "محمد" لـ "اليوم السابع"، أنه دائما يصطحب والده بكل صلاة، وخاصة صلاة الفجر فهو ابنه الوحيد وزرع والده بداخله حب صلاة الفجر والمواظبة عليها، قائلا "كان دايما بيقولى صلاة الفجر فيها الرزق كله"، موضحا أنه في هذا اليوم الوحيد يوم وفاة والده لم يحضر معه لأداء صلاة الفجر بالمسجد، لأنه كان عائدا متأخرا من عمله وكان مرهقا لدرجة شديدة، فأيقظه والده وتوضأ الإثنان لكن صلى "محمد" الفجر في المنزل وترجل والده إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة، موضحا "ربنا أراد إنى مكنش معاه عشان ماتصدمش كان ممكن أروح وراه، ودى حكمة من ربنا".

عبد الفتاح شعبان
عبد الفتاح شعبان

وتابع: "يوم وفاة والدى أيقظنى لصلاة الفجر وبالفعل توضأنا سويا ثم ذهب هو إلى المسجد لأداء صلاة الفجر حاضرا، وأنا صليته لأول مرة في المنزل لتعبى وإرهاقى بعد عودتى من العمل متأخرا، وبعد أن انتهيت من صلاتى وجدت هاتفى يرن، وغذا بأحد الجيران ومن بعده الأصدقاء بضرورة الحضور فورا إلى المسجد، وعلى الفور توجهت إلى المسجد، وصدمت من هول المفاجأة، لكن ما أثلج صدرى هو راواية المصلين إلى جواره وأنه لاقى ربه ساجدا بين يديه ولا أزكيه على الله وأحتسبه من عباد الله الصالحين".

الراحل
الراحل

وأضاف "محمد"، أن والده كان محبوبا من الجميع من الصغير قبل الكبير، قائلا : " رحل الأب والسند، رحل الرجل من زمن الحب الجميل كما سماه أحبابه، رحل رجل المسك كما يطلقون عليه فى المسجد، فهو دائما ما يحمل المسك ويطيب به الناس بالمسجد، ورحل عم بتاع الريحة كما يطلقون عليه الأطفال فهم كانوا يحبونه فهو يطيبهم أيضا بالرائحة، والله لا أحزن إلا على فراقك ولا يصبرنى إلا حسن خاتمتك، بان تصعد روحك الطاهرة فى المسجد فى صلاة الفجر، ما أجملها موته وأدعى ربى أن يلحقنى بك علي خير، وأن يحسن خاتمتى كما أحسن خاتمتك".

محمد عبد الفتاح شعبان 2
محمد عبد الفتاح شعبان

وأشار نجل المرحوم شعبان عبد الفتاح، أن والده كان يعانى من مرض بالقلب ودخل على إثره المستشفى 29 فبراير من العام الجارى، وخرج بعدها بأيام وبعد تحسن حالته الصحية عاد للتردد على المسجد مؤديا الصلوات الخمس، وفى يوم الوفاة لم يكن يشعر بأي متاعب، موضحا "والدى مكنش بيفوت فرض ربنا أبدا، وكانت أمنيته أنه يموت بين أيدين ربنا، وربنا كتبها ولاقاه ساجدا، وربنا يرزقنا حسن الخاتمة مثله".

واستطرد "محمد"، أن قبل وفاة والدة بيوم قاما بشراء حلاوة المولد النبوى الشريف وكان فرحا بها للغاية، "كل سنة لازم يشترى حلاوة المولد النبوى، وكان بيوزع جزء منها على كل من يقابله سواء أطفال أو كبار، وطلعنا البيت وكان فرحان بيها جدا، ودائما كان بيقولى ربنا ما يقطعها عادة وأوعى تسيبها، زى ما يكون كان بيوصينى وأنا مش واخد بالى، وكان الدعاء المفضل له ربنا أصلح حالنا وأحسن ختامنا فأحسن الله ختامه".

وألمح "محمد"، إلى أن والده كان من أبناء القوات المسلحة الذين شاركوا في حربى 1967، وحرب اكتوبر المجيدة 1973، وكان محبا لجيرانه ولا يفرق بين مسلم ومسيحى، "كان يكرم الضيف بشكل لا يصدق، وكان ساعيا في الخير دائما، وكان يسعى في فك كربات الأخرين، وكان رفيقا بالحيوان وظل يطعم القطط في الفجر يوميا ما يزيد عن 10 سنوات متتالية، وعلشان كده ربنا أحسن خاتمته".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة