نقرأ معا كتاب "فرنسا من ثورة الجياع إلى لعبة الأمم" لـ نعيمة كراولى والصادر عن المركز الديمقراطى العربى بـ برلين، والذى يناقش الدور الاجتماعى والتأثير الذى قامت به تظاهرات السترات الصفراء في فرنسا.
يقول الكتاب في مقدمته:
لعبت انتفاضة السترات الصفراء دورا كبيرا فى كشف حقيقة الوضع الاجتماعى المتردى للطبقة الوسطى فى فرنسا، وعمقت الأزمة التى يعانى منها الشعب الفرنسى، حيث بات واعيا بمدى سيطرة النظام الليبرالى المتطرف على منظومة الحكم فى فرنسا، ظهر ذلك أكثر فى انحياز الرئيس الفرنسى ماكرون ميدانيا إلى الأغنياء.
وكشفت انتفاضة السترات الصفراء بفرنسا المؤامرة التى تحاك ليس فقط ضد الشعب الفرنسى بل ضد شعوب العالم ككل، فانتفاضة السترات الصفراء ليست فقط ثورة ضد الفقر والتهميش، بل هى أيضا ثورة ضد المنظومة الليبرالية ككل التى ازدادت تطرفا فى العقد الأخير.
فى هذا الإطار انتفض الشعب الفرنسى ضد منظومة الحكم الفاسدة والنظام الاقتصادى غير العادل الذى بات لعبة بأيدى أغنياء فرنسا وغيرهم من أغنياء العالم، وها هى فرنسا مهد الثورة ضد تغوّل البرجوازية وضد القهر والاستبداد والفقر، مرة أخرى واحدة من ضمن الدول التى تخضع لثورة الجياع و لقانون "لعبة الأمم" مما يضع الرئيس ماكرون أمام مشكلتين معقدتين، الأولى تتمثل فى أن أصحاب السترات الصفراء عازمون على المضى قدما حتى تحقيق أهدافهم، والمشكلة الثانية أنه أمام التحدى والتدخل الأجنبى من خلال محاكاة لعبة الربيع العربى فى فرنسا.
فهل تنجح "السترات الصفراء" فى إحداث هزة اجتماعية تقود الحكومة الفرنسية إلى مراجعة سياستها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتحقيق مطالبهم؟ ولمن ستكون الغلبة للسترات الصفراء أم للبرجوازية الحديثة والتدخل الأمريكى فى الأزمة الفرنسية؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة