سلَّط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الضوءَ على عدد من القضايا التي شغلت الرأي العام المحلي والعالمي خلال الأسبوع الماضي؛ حيث أصدر المرصد تقريره الشهري حول أعداد مقتحمي ساحات المسجد الأقصى المبارك، وقال المرصد إن 1534صهيونيًّا على رأسهم عدد من الحاخامات ورؤساء المدارس المتطرفة وعدد من مسؤولي الكيان الغاصب، قد اقتحموا المسجد الأقصى خلال شهر أكتوبر الماضي، تحت حراسة أمنيَّة مشددة من قِبَل شرطة الاحتلال.
وحذَّر المرصد فى تقريره من الدعوات الصهيونية المتزايدة من قِبَل منظمات «الهيكل» المزعوم لتكثيف اقتحامات الحرم الشريف، فى الوقت الذى تسعى فيه سلطات الاحتلال -يومًا تلو الآخر- إلى فرض مزيد من القيود على المصلِّين القادمين إلى المسجد الأقصى.
وأوضح المرصد أن تحقيق الأغراض الصهيونية الخبيثة الرامية إلى الاستيلاء على المقدسات الإسلامية داخل الأراضي المحتلة، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، هو الهدف الأول الذى تحاول سلطات الاحتلال الوصول إليه من خلال تسهيل اقتحام المستوطنين المتطرفين لساحات المسجد.
وطالب المرصد المجتمعَ الدولى بالاضطلاع بمسؤولياته وتنفيذ التزاماته تجاه الإجراءات الصهيونية التى تقوِّض دعائم السلام فى المنطقة، مشيدًا بصمود الشعب الفلسطينى الأعزل أمام الممارسات الإجرامية التى يرتكبها جنود الاحتلال ومستوطنوه المتطرفون.
واستمرارًا في اللقاءات التليفزيونية المتواصلة التي يجريها المرصد مع التليفزيون المصرى، قال الدكتور مصطفى البدري، مشرف بمرصد الأزهر، في تقرير لبرنامج «صباح الخير يا مصر» إن المرصد يُعنى بمكافحة التطرف وخطاب الكراهية على مستوياته كافة، سواء الخطاب الذى تبثُّه الجماعات المتطرفة، أو الخطاب الذى تبثُّه جماعات اليمين المتطرف، موضحًا أن للمرصد جهودًا فى هذا السياق؛ لأنه يَعتبر أن حالة التعايش السلمى مهدَّدة فى كثير من المجتمعات المنتشر فيها خطاب العنصرية والكراهية.
من جانبه، قال الدكتور رجب الناغي، باحث بمرصد الأزهر، إننا نقوم برصد الخطابات المتطرفة على شبكة الإنترنت، ثم نقوم بتحليل تلك الخطابات والردِّ عليها باثنتي عشرة لغة عبر منصات المرصد المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الدفاع عن الإسلام وتصحيح صورته شرف عظيم ومسؤولية كبرى تقع على عاتق المرصد.
وفي لقاء مع برنامج «مباشر من مصر» الذي يُذاع على «الفضائية المصرية»، قال د. مصطفى البدري البدري إن مؤسسة الأزهر الشريف أنشأت «مرصد الأزهر» بهدف مكافحة الفكر المتطرف على اختلاف توجهاته، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتفنيد الشبهات التي تبثُّها الجماعات الإرهابية، إلى جانب متابعة أحوال المسلمين في أرجاء العالم، ومساندة القضية الفلسطينية والأزمات الإنسانية، مضيفًا أن المرصد يعكف -الآن- على إعداد التجهيزات الأولية لإطلاق منصَّة عالمية تواكب المستجدات الرقمية والعصرية؛ للتعريف بنبي الرحمة ورسول الإنسانية محمد ﷺ.
ومتابعةً للنشاط الإرهابي داخل القارة الأفريقية، أدان مرصد الأزهر استهداف دور العبادة الإسلامية والمسيحية على حدٍّ سواء؛ وذلك بعد حادثي الاعتداء على مسجد في نيجيريا وكنيسة بالكونغو الديمقراطية. وأكَّد المرصد أن الرسالات السماوية تجرِّم كل أشكال العنف التي يرتكبها أولئك الإرهابيون الذين يرتكبون تلك الأعمال الإرهابية زورًا وبهتانًا باسم الدين.
وشدَّد المرصد على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي بإرادة جادَّة؛ للقضاء على أسباب الإرهاب ومقوماته ومصادر تمويله، وأن يوحِّد الجهود لمواجهة التنظيمات الإرهابية. كما ثمَّن المرصد جهود الجيش الصومالي في القضاء على 11 إرهابيًّا بينهم قيادي تابعين لحركة «الشباب» جنوبي البلاد.
وعلى صعيد المقالات والتقارير المتواصلة التي تعالج قضايا مرصد الأزهر، نشر المرصد عددًا من المقالات والتقارير باللغة العربية، أبرزها: «جناية المتطرفين على التراث (1)»، و«التطرف في إسبانيا.. استئناف العمل من السجون وإيقاظ الخلايا النائمة»، و«المتطرفون الخارجون من السجون خطر داهِمٌ يهدِّد أوروبا».
كما نشر المرصد عددًا من المقالات باللغات الأجنبية، من أبرزها مقال باللغة الإسبانية تحت عنوان: «التاريخ الأسود لداعش في إسبانيا»، ومقال باللغة الإنجليزية تحت عنوان: «لو عرفوه لأحبوه»، إلى جانب نشر عدد من رسائل حملة «الحرية الدينية» باللغة الصينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة