منحت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ما يصل إلى 250 ألف جنيه إسترلينى لشركة بريطانية بهدف واضح هو استخراج الأكسجين من الصخور القمرية، إذ تتخصص شركة Metalysis ، ومقرها روثرهام حاليًا فى استخراج المعادن النفيسة لاستخدامها فى الإلكترونيات، وكجزء من عمليتها، تستخدم الكهرباء لتجريد ذرات الأكسجين المرتبطة بالمعدن فى حالته الطبيعية.
فى الوقت الحالى، يكون الأكسجين عند إطلاقه، منتجًا ثانويًا ويترك ليتسرب فى الهواء، ويكون المعدن هو السلعة الثمينة، ولكن إذا تم تطبيقه على الصخور القمرية، يتم عكس الأدوار ويكون الأكسجين الذى تم إنشاؤه هو الهدف الأسمى، مع مكافأة الصخور المحررة.
لطالما كانت القدرة على إنتاج الأكسجين فى الفضاء هدفًا لرواد الفضاء، لأنها تفتح مجموعة من الاحتمالات لاستكشاف الفضاء على المدى الطويل، ويعتقد أن صخور القمر يمكن أن يكون نصف وزنها أكسجين، وتتطلب محطة الفضاء الدولية حاليًا 2.5 كجم (4.85 رطل) من الأكسجين يوميًا للحفاظ على رواد الفضاء.
ويمكن استخدام الأكسجين النقى لتكوين هواء تنفس وماء ووقود الصواريخ، وبالتالى فإن القدرة على الحصول على المواد الخام فى الفضاء تلغى الحاجة إلى أخذ موارد هائلة فى الصواريخ.
وسيسمح هذا لرواد الفضاء بالانطلاق إلى الفضاء باستخدام صواريخ أرخص وأخف وزناً ثم تصنيع ما يحتاجون إليه للبقاء على قيد الحياة عند وصولهم.
وبمجرد إنشاء ذلك، سيساعد القمر على التحول إلى قاعدة قمرية يمكن لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالات الفضاء الأخرى استخدامها لمهام أطول فى عمق الفضاء.
أعلنت وكالة الفضاء البريطانية أمس فوز شركة Metlaysis فى التمويل، وقالت سو هورن رئيس استكشاف الفضاء فى وكالة الفضاء البريطانية: "فى المستقبل، إذا أردنا السفر على نطاق واسع فى الفضاء وإقامة قواعد على القمر والمريخ، فسنحتاج إلى صنع أو إيجاد الأشياء اللازمة لدعم الحياة - الغذاء والماء والهواء القابل للتنفس".
وأضافت هورن : "إن مشاركة ميتاليسيس Metlaysis فى برنامج يهدف إلى القيام بذلك، من خلال إنتاج الأكسجين فى بيئة قمرى، سوف يعرض أوراق اعتماد المملكة المتحدة فى الفضاء على المسرح العالمى ويساعد فى إطلاق الإنجازات التى تقرب استكشاف الفضاء فى المستقبل خطوة أقرب".
وتمت تجربة طريقة تحلل المعادن واختبارها على الأرض، بناءً على تفاعل كيميائى يتعلمه أطفال المدارس اليوم، فالمعادن الثمينة التى يستهدفونها تسمى التيتانيوم والتنتالوم، والتى تستخدم فى صناعة الطيران والهواتف الذكية، وهذه المعادن محاصرة فى معادن تسمى الإلمنيت والكولومبيت، على التوالى، وتنتج عملية التنقية الأولية ثانى أكسيد التيتانيوم وخامس أكسيد التنتالوم، وبعد ذلك، يتم دفع هذا المركب المعدنى إلى محلول من كلوريد الكالسيوم ويتم إدخال قطب الجرافيت فى السائل أيضًا.
يمر تيار كهربائى بين القطبين، من القطب الموجب (المركب المعدني) إلى القطب السالب من الجرافيت، وعندما يحدث هذا، فإن أيونات الكلوريد فى السائل لها شحنة موجبة ثم تنجذب إلى القطب المعدنى السالب، مع إطلاق الأكسجين وإرساله إلى القطب الموجب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة