رغم انتهاء الدورة الرابعة من مهرجان الجونة السينمائى نهاية أكتوبر الماضى، إلا أنه لا يزال حديث الإعلام، باعتباره أول مهرجان عربى بهذا الحجم يتعايش مع فيروس كورونا، ويقدم فعالياته بشكل واقعى دون اللجوء إلى الواقع الافتراضى، وهو الأمر الذى من المؤكد كان فى غاية الصعوبة.
فى البداية.. ما تقييمك للدورة الرابعة من مهرجان الجونة والتى انطلقت فى ظروف صعبة تزامنًا مع فيروس كورونا؟
صعب علىّ أن أكون من صناع المهرجان، وأقوم بتقييمه، لأن تقييمى سيكون غير موضوعى، لكن الحمد لله، نجحنا فى تقديم الدورة الرابعة، لا أريد أن أقول أننا تحدينا فيروس كورونا، لكن أستطيع أن أقول إننا تعايشنا مع الواقع عن طريق الحلول الابتكارية، والإجراءات الاحترازية، وقدمنا دورة استثنائية بكل المقاييس، وحققت الدورة ردود أفعال قوية، سواء فيما يتعلق بجوائز المهرجان، أو بدعم صناع السينما والمشاريع السينمائية التى نجحت، والأفلام التى كانت مشاريع وأفكارا فى منصة الجونة وعادت كأفلام كاملة، محققة نجاحا كبيرا، وحاصدة العديد من الجوائز من مهرجانات العالم، وبالتالى يعد الأمر أكبر تتويج لنجاح الهدف الأساسى من المهرجان، وهو دعم صناعة السينما.
بشرى
كيف ترين التركيز على السجادة الحمراء وملابس النجمات بشكل قد يكون مبالغا فيه أحيانًا؟
فعاليات المهرجان الأساسية هى فعاليات تثقيفية وسينمائية، إلى جانب الدعم الذى يقدمه المهرجان للسينمائيين، وكل عام نقوم بإثبات أن المشاريع التى تخرج من مهرجان الجونة فى عام، تعود فى العام المقبل بعد أن تكون حققت نجاحا، وحصلت على جوائز عالمية، وشاركت فى مسابقات رسمية، ولكن كما هو معروف للجميع، أن أى محل أو شىء يظهر فيها هو «الفاترينة»، والتى هى السجادة الحمراء بالنسبة للمهرجان، وهواة الفاترينة سيظلون أمامها ولن يدخلوا للمحل لمعرفة ماهية البضاعة التى تقدم، وهو أمر يعود لهم، وهى حرية شخصية، فمن الصعب أن تقول لأحد: «ماتبقاش سطحى»، أما بالنسبة لهواة الثقافة، والفن الحقيقى، فهم من سيدخلون إلى المحل وسيقومون بالتفتيش فى البضاعة، وسيكتشفون أن هناك العديد من الفعاليات المهمة التى تستحق متابعتهم، ولا أرى أن هذا الأمر اتهام، لكن هو عائد لاهتمامات الناس.
بشرى
كيف استطعتم إقناع النجوم العالميين بحضور المهرجان رغم تخوفات العالم من فيروس كورونا؟
حاولنا إقناعهم بشتى الطرق، وعامل الثقة بيننا وبين هؤلاء النجوم ساعد بشكل كبير، إلى جانب السمعة العالمية التى استطاع المهرجان تحقيقها، إضافة إلى أن الضيوف السابقين ممن حضروا المهرجان يعودون بذكرى طيبة، وبالتالى عندما يسألهم الآخرون يزكون وجودهم، كما أن المهندسان سميح ونجيب ساويرس، سخرا إمكانيتهما فى هذا الخصوص، وقاما بإرسال طائرة خاصة لأوروبا لتكون نقطة تجمع للضيوف العالميين القادمين من هناك، وذلك من أجل رحلة أكثر أمانا للضيوف، وكذلك قام المهرجان بعمل التحاليل اللازمة، وبالطبع الجونة مدينة مفتوحة وكل من أتى كان حزينا لمغادرتها.
من وجهة نظرك.. ما عوامل النجاح فى تقديم دورة آمنة؟
الأمر يعود لتعاون مؤسسات الدولة، وخصوصا وزارة الصحة التى قامت بتوفير خبراتها وإمكانياتها فى الإشراف على المهرجان من أرض الواقع، والاهتمام الحقيقى من القيادات السياسية فى البلد، لدعم المهرجان، لأنه فى النهاية يرسم صورة لمصر أمام العالم، ويدعم السياحة فى البحر الأحمر والغردقة والجونة، بالإضافة إلى التزام فريق العمل وتوفير الكمامات والمعقمات، والتى كان يقدمها المهرجان مجانا، وذلك لم يحدث فى مهرجان فينيسيا، وأنا كنت هناك، وشاهدت ذلك بنفسى.لكن كيف ترين إصابة عدد من الفنانين بفيروس كورونا بعد عودتهم من المهرجان؟
أنا التزمت بالإجراءات الاحترازية، والحمد لله نتيجة اختبار فيروس كورونا جاءت «سلبية»، رغم حضورى معظم الفعاليات، إن لم يكن كلها، وسبق وأن صرحت أكثر من مرة، قبل وأثناء المهرجان، بأهمية الالتزام بالكمامة، وتعرضت للسخرية من البعض منذ ليلة الافتتاح بسبب ارتدائى الكمامة، وجميع الفنانين المصابين يتحملون المسؤولية الشخصية فى هذا الأمر، لأنهم راشدون، ولا يلوم أحد منهم المهرجان، وأتمنى الشفاء لكل المصابين.
بشرى
أبدى النجم العالمى على فازال والمخرج بيتر ويبر اهتماما بالتعاون معك.. فهل تم الاتفاق على شىء؟
أسعدنى جدا ما قاله النجم العالمى على فازال، والمخرج بيتر ويبر، حول رغبتهما فى بالعمل والتعاون معى، ونحن الآن فى مرحلة المناقشة، فمن الممكن أن تبحث عن عمل فنى فى ظل وجود نية من جميع الأطراف، ولكن لا تجد شيئا مناسبا، وأعتقد أن إبداءهما الرغبة فى التعاون معى يعود لكونى ممثلة ومنتجة معا، لأنهما لمسا احترافية فى التعامل والتواصل، وأعتقد أن ذلك أعطاهما انطباعا جيدا للعمل، لأنهما يفضلان العمل مع شخص لديه معايير تشبه المعايير العالمية التى اعتادا عليها.قدم المهرجان ندوة مهمة عن تمكين المرأة فى مجالات صناعة السينما.. كيف ترين نسبة عمل النساء فى مجال السينما خاصة أنك سبق وأن أنتجت؟
المهرجان يركز دوما على المرأة، ويدعمها بشكل كبير، وشارك فى المهرجان «مبادرة شقيقات من أجل السينما» وكان هناك العديد من النساء كضيوف، ومخرجة فيلم الافتتاح «الرجل الذى باع ظهره»، هى امرأة وهى المخرجة كوثر بن هنية، والفيلم كان مشروعا فى منصة الجونة السينمائى، وهناك نسبة كبيرة من العاملين بالمهرجان من النساء، ونحن نحاول أن نطبق الدعم بشكل عملى وحقيقى، ولكن المشكلة ليست فى العدد، إنما فى قوة المرأة الحقيقية، والتى تتلخص فى صنع القرار، دون التسخيف أو التحقير من شأنها ومجهودها، وأنا أتحدث من موقع خبرة، لأننى شعرت بدعم كبير من الدولة والأفراد والإعلام، حتى فى مواجهة الهجوم علىّ كامرأة فى مركز قيادة، ومن المفترض أن تحصل النساء على التمكين الحقيقى وليس الظاهرى والشكلى والعددى فقط.
بشرى
هل شغلك المهرجان عن عملك كونك ممثلة ومطربة؟
لا أعرف هل المهرجان شغلنى، أم أن الأعمال الجيدة التى كانت تعرض علىّ شحيحة، فأنا لم أعجب بالألحان والكلمات التى عرضت علىّ، وأعتقد أن ذلك كان سببا فى البحث عن زاوية مظلمة فى المجال الفنى فى مصر، لأحاول أن أضيئها، وتلك الزاوية جاءت على هيئة مهرجان سينمائى، وهو جزء من اهتمامى، فعندما وجدت ضعفا عاما فى الحياة المهرجانية والسينمائية فى مصر، بصفتى منتجة وممثلة وعضوا فاعلا فى المجال، وجدت أنه من الأفضل الاستثمار فى المنصة التى تحتوى الجميع، وأنا واحدة منهم، ولكن أعتقد أننى لو كنت وجدت فرصا أفضل كممثلة، لكنت مشغولة بالتمثيل الآن، ولن أجد وقتها فرصة للمشاركة بالمهرجان والإسهام فى تأسيسه وإدارته واستمراره وجلب الأسماء المهمة من العالم كله.أخيرا .. كيف وجدت إعلان خطبتك فى ختام مهرجان الجونة ووسط فريق العمل؟
لم أكن أعلم بالأمر، وكانت مفاجأة حلوة وتورطت، وأنا سعيدة بالخطوبة، لأن سالم هيكل صديق الطفولة ويحبنى منذ زمن، والصديق خالد الصاوى هو من دبر الأمر، وكنت أظن أن هناك مشكلة ويريد منى حلها، لكنى فوجئت بالخطوبة، والحمد لله العائلة بالكامل تبارك الزواج، حتى أولادى يحبونه.