يولى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اهتماما بعودة الحياة للأروقة الأزهرية بجنبات الجامع الأزهر الشريف، حيث تم وضع برامج دراسية يحاضر بها كبار علماء الأزهر، ويحضرها جميع الفئات من طلاب العلم من داخل مصر وخارجها رجال ونساء كبار وشباب، ولم يقتصر اهتمام شيخ الأزهر بعودة النشاط لها داخل الجامعة، بل عمم التجربة، والتى لاقت نجاحا بأن قام بفتح أروقة الجامع الأزهر بعدد كبير من المحافظات بهدف تعميمها بكافة أنحاء الجمهورية.
وانطلاقا من الدور الذى يمثله الرواق الأزهرى، أحدى المنصات الفكرية المعتدلة التى تقوم على منهج الإسلام الوسطى، الذى يواجه الأفكار المتطرفة، وتعمل على مناقشة القضايا التى يواجهها المجتمع، شهدت الأروقة الخارجية للجامع الأزهر، افتتاح فرع جديد لرواق القرآن الكريم بمعهد الزقازيق الثانوى بنين بمحافظة الشرقية.
تم إجراء اختبارات لـ 370 متقدما، أيدى اثنى عشر محفظاً، لتحديد مستوى الدارسين المتقدمين استعدادا لتفعيل الرواق وانطلاق الدراسة به،ويعد التوسع فى الأفرع، ضمن الخطة التى وجه بها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حرصا على نشر الأروقة فى جميع محافظات الجمهورية.
الجامع الأزهر قام خلال الفترة الماضية بتفعيل أربعة أفرع لرواق القرآن الكريم فى كل من " طنطا" وكفر الشيخ، والمنصورة، وبنها" وذلك تزامناً مع استئناف الدراسة فى بقية الفروع الخارجية للرواق والبالغ عددها أربعة عشر فرعاً، ليصير بذلك إجمالى الفروع الخارجية لرواق القرآن الكريم تسعة عشر فرعاً.
ويستأنف الجامع الأزهر الدراسة برواق القراءات وتجويد القرآن بتدريس علم القراءات على ثلاثة مستويات؛ لدراسة القراءات " الإفراد" كرواية ورش عن نفع " القراءات الصغرى"، وهى دراسة القراءات السبع الإجماع، أو القراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة و " العشر الكبرى" وتتضمن دراسة القراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر، والحلقات تراعى تطبيق التباعد الاجتماعى وجميع الإجراءات الاحترازية المتبعة.
الجامع الأزهر، شهد عودة برنامج شرح كتب التراث، من خلال استضافة بعض كبار العلماء وتسجيل الحلقات للبعض، وبثها على صفحات التواصل وقناة الجامع على اليوتيوب، كنوع من عودته بشكل إلكترونى، وفى مقدمتهم الدكتور أحمد عمر هاشم الذى يقوم بشرح صحيح مسلم، والدكتور أحمد طه ريان، والدكتور أحمد معبد عبد الكريم، شيخ المجالس الحديثية، والذى يقوم بشرح كتاب فتح المغيث ، والدكتور حسن جبر لشرح كتاب البحر المديد لابن عجيبة، والدكتور محمد ربيع الجوهرى فى علم التوحيد، وغيرهم من العلماء كالدكتور محمد مهنا شرح إحياء علوم الدين، والدكتور عبد الفتاح العوارى شرح أسرار التنزيل ، والدكتور عبد الكريم صالح لشرح الاستعاذة والبسملة.
والجامع الأزهر (359~361 هجرية) / (970~975 م)، هو أهم المساجد فى مصر وأشهرها فى العالم الإسلامي، وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، بالرغم من أنه أنشئ لغرض نشر المذهب الشيعى عندما تم فتح مصر على يد جوهر الصقلى قائد المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، إلا أنه حاليا يدرس الإسلام حسب المذهب السني، وبعدما أسس مدينة القاهرة شرع فى إنشاء الجامع الأزهر وأتمه وأقيمت فيه أول صلاة جمعة فى 7 رمضان 361 هـ - 972م، فهو بذلك أول جامع أنشى فى مدينة القاهرة وهو أقدم أثر فاطمى قائم بمصر، وقد اختلف المؤرخون فى أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وإشادة بذكراها.
ويعد العصر المملوكى، من أزهى وأفضل العصور التى عاشها الأزهر الشريف، حيث تسابق حكام المماليك فى الاهتمام بالأزهر طلابًا وشيوخًا وعمارةً وتوسعوا فى الإنفاق عليه والاهتمام بل والإضافة إلى بنيته المعمارية.
وأما فى العصر العثمانى، فقد أبدى سلاطين آل عثمان احتراما كبيرا للمسجد وأهله بالرغم من مقاومته لهم، ووقوفه مع المماليك خلال حربهم مع العثمانيين، إلا أن هذا الاحترام لم يترجم عمليا فى صورة الرعاية والاهتمام بعمارته أو الإنفاق على شيوخه وطلابه.
إلا أن الجامع خلال تلك الفترة قد أصبح المكان الأفضل لدى عموم المصريين والأولى بتلقى العلوم والتففه فى الدين من خلاله وأصبح مركزا لأكبر تجمع لعلماء مصر كما بدأ فى تدريس بعض علوم الفلسفة والمنطق لأول مرة.
ومن أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر: ابن خلدون، وابن حجر العسقلانى، والسخاوي، وابن تغرى بردي، والقلقشندى، وغيرهم من العلماء.