حرصت عدة دول بمنطقة الخليج على التصدى لإرهاب جماعة الإخوان، مستخدمة عدة وسائل لفضح سياساتها التى تحاول استغلال الدين فى تنفيذ أهدافها، وتتركز تلك الجهود على استراتيجية متكاملة تستند بشكل رئيسي إلى المحاور الدعوية، والفكرية، والأمنية والتنموية، وفق أولويات محددة وتناغم معين.
تفاعل واسع على مواقع التواصل
كانت المملكة العربية السعودية فى مقدمة الدول الخليجية التى رفضت مخططات الجماعة ، وتبرز في السعودية الجهود الدعوية والفكرية لمحاربة التنظيم الإرهابي، بصدور بيان هيئة كبار العلماء في السعودية، الثلاثاء الماضى، الذى حظى بتفاعل واسع على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في السعودية وعدد من دول الخليج، وأطلق مغردون هاشتاج يحمل اسم #كبار_العلماء_تجرم_الإخوان للتحذير من خطر الجماعة، ونشر البيان على نطاق واسع.
قال المغرد مشعل الخالدى في تغريدته: "كانت المملكة من أوائل الدول التي صنفت الإخوان جماعة إرهابية في مارس 2014 واستمرت بحربها على الإرهاب حتى وصلت ذروتها في 2017".
وعلق الباحث والأكاديمي الكويتي الدكتور سلطان الأصقه، على البيان قائلا: "بيانٌ شافٍ ووافٍ من #هيئة_كبار_العلماء بتجريم #جماعة_الإخوان_المسلمين والتحذير من التعاطف معها، لتستّرها بالدين، وممارستها ما يخالفه، ولإثارتها للفتن وانغماسها بالعنف والإرهاب".
وأضاف المغرد ناصر البقمي، محذرا من خطر الإخوان، قائلا: "تاريخ الإخوان واحد من اثنين، إما أن يستعملهم الأعداء ثم يضحون بهم، وإما أن يستعملوا ضحيتهم ثم يغدرون بها كما فعلوا بالقذافي وغيره".
و أكدت "كبار العلماء" أن جماعة الإخوان تنظيم إرهابي لا يمثل منهج الإسلام، ودعا الجميع إلى الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها"، وتخصيص خطبة الجمعة المقبلة للتحذير من خطرهم.
وقال البيان: "إن كل ما يؤثر على وحدة الصف حول ولاة أمور المسلمين من بث شبه وأفكار، أو تأسيس جماعات ذات بيعة وتنظيم، أو غير ذلك، فهو محرم بدلالة الكتاب والسنة".
وأوضح البيان: "في طليعة هذه الجماعات التي نحذر منها جماعة الإخوان، فهي جماعة منحرفة، قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية".
وأشار كبار العلماء في بيانهم إلى أنه "منذ تأسيس هذه الجماعة لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم، ومن ثم كان تاريخ هذه الجماعة مليئاً بالشرور والفتن، ومن رَحِمها خرجت جماعاتٌ إرهابية متطرفة عاثت في البلاد والعباد فساداً مما هو معلوم ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم".
في السياق نفسه، وجه الدكتور عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بتخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن أهمية الاجتماع على الحق والتحذير من التفرق والاختلاف وكل ما يؤثر على وحدة الصف خلف ولي الأمر، والتحذير من الجماعات ذات البيعة والتنظيم وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية وأنهم من الخوارج.
خطب وندوات لفضح"الإخوان"
وفى سياق الحرب على إرهاب الإخوان وإلى جانب الجهود الأمنية، حرصت وزارة الشؤون الإسلامية للدعوة والإرشاد بالسعودية على محاربة التطرف من خلال تنظيم المحاضرات والخطب والندوات في مختلف المناطق ضمن رؤية شاملة، تستهدف توجيه ضربة قاضية لفلول تلك الجماعة الإرهابية.
.jpg "download (1)")
وتقوم الاستراتيجية الدعوية على 4 محاور؛ الأول هو تدريب الأئمة والخطباء لنشر ثقافة التسامح ومحاربة الغلو والتطرف، الثاني: الوعظ والتوعية والإرشاد من خلال محاضرات وندوات وخطب، الثالث: تطوير أداء مراقبي المساجد لضمان عدم تسلل أي من فلول الإخوان الإرهابية للمنابر الدعوية، والرابع: تحصين الجامعات وتنقيح الرسائل العلمية من أي أفكار متطرفة.
وإلى جانب الجهود الأمنية والتشريعية والدعوية، تأتي التنمية ضلعا أساسيا في استراتيجية المملكة الشاملة لمكافحة الإرهاب.
"الإخوان"على قائمة التنظيمات الإرهابية
لم يكن بيان "كبار العلماء" خطوة المملكة الأولى ضد الجماعة ففى مارس عام 2014أعلنت السعودية رسميا جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا ضمن أول قائمة من نوعها تضم عددا من المنظمات داخل وخارج المملكة.
وشملت القائمة، تنظيم القاعدة وفروعه جزيرة العرب، واليمن، والعراق، والدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وجبهة النصرة في سوريا، وحزب الله في السعودية، وجماعة الحوثي.
وحذرت الداخلية في بيان رسمي السعوديين والمقيمين في المملكة من عواقب تقديم أي دعم من أي نوع، حتى لو كان بالتعاطف، للجماعات المدرجة على قائمة الإرهاب.
الإمارات تتصدى
وفى نوفمبر من عام2014 أعلنت دولة الإمارات أيضا جماعة الاخوان وأخرى محلية تابعة لها وحركة الحوثيين في اليمن وجبهة النصرة وتنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية والعالم، جاء ذلك تطبيقا لأحكام القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2014 بشأن "مكافحة الجرائم الإرهابية" الذي أصدره رئيس الدولة خليفة بن زايد آل نهيان.
الكويت تسلم الخلايا الإخوانية
أما الكويت فقد شهدت حربا ضد تنظيم الإخوان الإرهابي منذ عهد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فقد أعلنت السلطات الكويتية، في 12 يوليو 2019، القبض على "خلية إرهابية" مرتبطة بـ"الإخوان" في مصر، صدرت ضد أعضائها أحكام بالسجن تصل إلى 15 سنة من محاكم مصرية.
كما قامت مؤخرا من خلال جهاز أمن الدولة الكويتي، بتسليم مصر أيضا 3 عناصر من الإخوان، بتهمة التحريض على الفوضى والدعوة إلى التظاهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتعد عملية التسليم التى جرت مؤخرا أول عملية من نوعها بعد تولي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في سبتمبر الماضى، خلفا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي شهدت الحرب على الإخوان في عهده مرحلة حاسمة.
ووفق صحيفة "القبس" فإن هؤلاء المتهمين أطلقوا حملة مكثَّفة مؤخراً للتحريض على الخروج عن النظام والتظاهر ضد حكومة بلادهم، وأشارت إلى أنه بعد اكتمال المعلومات تشكَلت فرقة مباحث أمن دولة وألقت القبض عليهم في محافظة الفروانية بالكويت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة