عقد المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمى، ندوة بعنوان "آليات مقاومة الأفكار المتطرفة والحركات الإرهابية"، نظمتها لجنتى مواجهة التطرف والإرهاب برئاسة المستشارة تهانى الجبالى، ولجنة التاريخ والآثار برئاسة الدكتور جمال شقرة، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة.
جانب من الندوة
قالت المستشارة تهانى الجبالى، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا المصرية السابقة، إن التطرف الدينى لا يمكن ربطه بالدين الإسلامى فقط، بل إنه يمكن أن يظهر فى أى ديانة أخرى، فعلى سبيل المثال ظهر التطرف الدينى فى العصور الوسطى وحروب الكنيسة التى استخدمت الدين والصليب فى إحداث الكثير من إراقة الدماء، وأيضا نجد صور التطرف الدينى واضحة وضوح الشمس داخل الكيان الصهيونى القائم على العنصرية والتطرف والاصطفاف الدينى والعرقى، فلقد قاموا بالاستيلاء على الأراضى الفلسطينية عنوة وقهرا من الفلسطينيين أصحاب الأرض حتى أنهم يطبقون التمييز العرقى داخل هذا الكيان نفسه فقسموا مجتمعهم إلى نصفين أشكيناز اليهود البيض من أوروبا وسفرديم يهود العرب، وهم الآن وبالتعاون مع أجهزة المخابرات الغربية يصدرون لمجتمعاتنا هذا الفكر والتطرف الإرهابى الذى نتج عنه تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة كالإخوان وداعش وغيرهم.
وأوضحت المستشارة تهانى الجبالى أن الكيان الصهيونى فى الأساس قائم على مثل هذه الأفكار المتطرفة والإرهاب الدينى التى ألبسته إلى الدين الإسلامى البرىء من هذا الفكر المتطرف فالإسلام جاء لينير العقول، وكان قدوة فى يوم من الأيام لكل أوروبا وفتح الكثير من العقول للفكر السوى وظهر العديد من المفكرين والعلماء أصحاب الفضل على أوروبا وخروجها من العصور المظلمة كابن رشد وابن سيناء والفارابى وغيرهم.
وأكدت المستشارة تهانى الجبالى أن من حق كل دولة أن تغير من نظامها السياسى الحاكم وليس من حق أى دولة آخرى التدخل فى شئون دولة أخرى.
وعلقت الدكتورة زبيدة عطا أستاذ تاريخ العصور الوسطى وعميد كلية الآداب – جامعة حلوان، أن الغرب يصدرون لنا ما يريدونه وبدعوة منهم خربوا عالمنا الذى كنا يحيا فى سلام، فلقد امتزجت كل الحضارات فكوّنت الشخصية المصرية، وثقافته ودخول مفردات وعادات قديمة وامتزاجها فى مصر، وفى مصر القديمة ارتبط الشخص بالأرض.
ومن جانبة قال الدكتور خلف الميرى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، أننا ننتمى إلى مصر التى صدرت للعالم أجمع الحضارة وننتمى إلى الدين الإسلامى الذى صدر للعالم العلم والمعرفة، وعن الحديث عن الإرهاب ففى تصورى فإن الإرهاب الدينى هو أشد أنواع الإرهاب خطورة فهو أخطر من الإرهاب السياسى، فإذا أخذنا هتلر وموسلينى كنماذج للدكتاتورية السياسية التى تمحى العقول فنجد أن الإرهاب الدينى يقتل البشرية والإنسانية التى بداخلها وتلغى العقل وتزهق روحه وحريته.
وأكد الدكتور خلف الميرى، على فكرة أن الغرب هم من ابتدعوا فكرة العنف والتطرف وصدروها إلى دول العالم الإسلامى وأصبحوا يهاجمونهم على هذا التطرف إلى أن وصل التطرف وهذا الإرهاب إلى عقر دارهم الأمر الذى جعلهم يتخذون أشد أنواع العقاب وإبرام القوانين للقضاء على ما ظهر فى بلدانهم من تطرف فكرى وعنف إرهابى.
وقدم الدكتور عبد الرحيم ريحان، دراسة تاريخية حول دير سانت كاترين والمنطقة المحيطة بالدير وقدم صور حول المسجد المبنى بداخل الدير وإثبات أنه بناه بدرى الجمالى فى عهد الآمر بأمر الله الفاطمى من أجل أن يصلى به أفراد قبيلة الجبالية من بدو سيناء، كما تحدث عن كنيسة الدير التى تعد ثانى أكبر المكتبات العالمية وهى تحتوى على أهم ثلاث مخطوطات وهي: مخطوطة التوراة اليونانية أقدم مخطوط سينائى محفوظ بالدير ومكون من ورقتين تم التأمين عليهما بحوالى 20 مليون دولار عندما عرضوا بألمانيا، ومخطوطة الإنجيل السيريانى وتعود للقرن الخامس الميلادى وكتبت على جلد الماعز أو الغزال، والعهدة النبوية وهو عبارة عن مراسلات الرسول عليه الصلاة والسلام إلى حاكم مصر فى ذلك الوقت.