على الرغم من الفشل الدائم لجماعة الإخوان الإرهابية فى استقوائها بالخارج، واعتمادها عليه فى محاولات بائسة عدة، إلا أنها لازالت تعتمد على استراتيجية تضمن استمرار احتضان دول الغرب لها ودعمها، خاصة وأنه مع هروبها من مصر أصبحت بلا ملاذ فيما عدا دول الغرب وتركيا، وتتبع الإرهابية استراتيجية تهدد بها هذا الدول حتى لا تجد سبيلا للتبرؤ منها، وعلى الرغم من إدراك دول الغرب لسياسات الإرهابية بل وتأذت منها لأكثر من مرة ،لاتزال بعض الدول حريصة على التحالف معها وتلبية استقوائها بها.
خطة متكاملة الأركان تتحوط فيها الجماعة الإرهابية من أى محاولات قد تسعى فيها دول الغرب للتملص منها، هذا ما أكد عليه الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، هشام النجار، قائلا " الجماعة عمدت لاستراتيجية موضوعة منذ اللحظة الأولى لخروجها من مصر ولفظ الشارع لها لتضمن مكان لها بالخارج وعدم وجود أى تهديدات تؤدى لطردها منه هى الآخرى ".
وأضاف أن وسائلها فى ذلك تعتمد على الاتصال المباشر بأجهزة الاستخبارات الأجنبية وخدمة أجهزة خارجية وإقليمية وغربية فيما تريده من مساعى تخريبية ، مشيرا إلى أنها تقوم بأداة ضغط لابتزاز هذه الدول وتكوين حلف مع من تبدأ التحالف معه حتى لا يتمكن من الهروب منه .
وشدد على أنها تقدم نفسها على أنها تمثل المجتمع الإسلامى ومن ثم تقوم بالتغلغل فى الدول الأوروبية وتدير مشروعات بمليارات الدولارات حتى تكون أداة اقتصادية ضاغطة تهدد بانهيارات حال طردها،وبهذا تكون دولة داخل الدولة وهو ما يصعب فكرة تخلى الغرب عنها بعد ذلك لسيطرتها على جزء كبير من اقتصاده وتجبره على تبنى قضاياه .
وأشار إلى أنها فى المقابل أيضا تستخدم مراكزها بالخارج لخدمة مخططات الدول المعادية وتقدم لهم خدمات فى التشكيك والتحريض ضد الدول التى تريد تشويهها، مشيرا إلى أنها أيضا عمدت على أن تكون لها عناصرها فى كافة المؤسسات بالخارج ليكون لها تأثير حال أرادت تقليب الرأى العام على الحكومات .
ومن جانبه، اعتبر إبراهيم ربيع، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية والجماعات الإرهابية، أن تنظيم جماعة الإخوان عهد إلى إعادة تشكيل هياكله ورص صفوفه في أوروبا وأمريكا بهدف استئناف نشاطه مرة آخرى،وإعادة التموضع واستعادة النفوذ، وهو ما يجعله يستدعى السلطات بالخارج لمحاولة إقحامه فى المشهد السياسى مرة آخرى بمصر أو تغيير الموقف بشأن الأحكام الصادرة ضد قياداته.
وكشف "ربيع" أن التنظيم الإرهابي يتعامل مع دول الغرب بنظرية قام على صناعتها واحتكارها وهي نظرية ”درج المكتب"، والمقصود بها قضايا ملغمة تُحفظ في الأدراج ثم تخرج في توقيت معين.
وبرر "ربيع " ما يقوم به التنظيم الإرهابى، لإقناع أوروبا بأنه مازال قادرا على قيادة المجتمع المسلم في الدول العربية والاسلامية والجاليات الاسلامية، وأن التنظيم قادر على الإشعال والتهدئة، موضحا أنه يوهم العالم الغربى بأن لوحة التحكم في يده والأزرار في جيبه وأن التنظيم يستطيع تعطيل المصالح الغربية الاقتصادية والسياسية والعسكرية".
ولفت إلى أن كل ذلك ينطلق من استراتيجية هدم الحواجز كمرحلة تمهيدية تتيح للتنظيم صحوة جديدة بعد الكمون النسبي بعد خلع جذوره في بلد المنشأ مصر وملاحقة رموزه وقيادته أمنيا وقضائي، قائلا " على الرغم من الضغط الامني. الذي مورس عليها من قبل القوات الأمنية في النمسا وفرنسا وغيرها إلا أنه ما زال قادرًا على تنويع استراتيجيته لما يتمتع به من مرونة وقدرة على التكيف وبرجماتية انتهازية ".
وشدد على أن الجماعة الإرهابية استدعت استخدام الخارج فى خدمة مصالحها، وذلك من خلال تقديم نفسها لهم على أنهم تنظيم مستعد أن ينفذ مخططاتهم فى التدمير والسيطرة والاستحواذ على الشرق الأوسط والتدخل فى شئونه، مؤكدا أن الجماعة عرضت نفسها بأن تعمل بالوكالة لهم فى تنفيذ مخططات منها التخريب و نشر الشائعات واستخدام العنف وذلك بتكلفة أقل بدلا من الحروب .
ولفت إلى أن الإخوان يراهنون على وهم وسراب فى محاولاتهم البائسة للعودة للمشهد السياسى، قائلا " يراهنون على كارت محروق باستدعاء الخارج والاعتماد عليه فى أن يعيدهم للمشهد من جديد فلن تنجح فالشارع لفظهم نهائيا والقرار فى يد الشعب المصري والذى قال كلمته منذ 30 يونيو ولازال عليها".