أثرت أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد فى العالم، على جميع مناحى الحياة، وبات التراث ضحية جانبية للجائحة العالمية مع الازدياد الكبير أخيرا فى نشاطات التجارة الإلكترونية بالممتلكات الثقافية التى تدر مبالغ طائلة، بحسب تحذيرات خبراء، بموازاة احتفال اليونسكو بالذكرى السنوية الـ50 لتوقيع اتفاقية عام 1970 للتصدى لهذه الآفة.
وقالت اليونسكو فى بيان لها، خلال اجتماع خبراء بعنوان "للاتجار بالآثار فى زمن "كوفيد-19" فى يونيو، تحدث أوتونى عن محاولة لسرقة أحجار من كاتدرائية نوتردام فى باريس التى توقفت أعمال ترميمها خلال تدابير الحجر.
وأشارت منظمة الجمارك العالمية إلى "ازدياد عمليات الاتجار غير القانونى" بالآثار عبر الإنترنت، خصوصا لقطع مقلدة، مع الاعتماد المتزايد على الخدمات الرقمية فى ظل الظروف الاستثنائية التى يشهدها العالم.
ويقول إرنستو أوتونى راميريز نائب المدير العام لشؤون الثقافة فى منظمة اليونسكو لـ"الفرنسية"، إن "الجائحة هى آفة" إذ تؤدى إلى "ازدياد عمليات النهب وتراجع المعلومات والبعثات وعمليات المراقبة"، وفى كل أنحاء العالم، "أدت الأولويات الصحية لتراجع الاهتمام بحماية التراث"، وفق كاتيزى.
وباتت متاحف ومواقع أثرية كثيرة فى العالم مهجورة بسبب الجائحة دون حراسة مناسبة، ما يترك التحف التى تكتنزها تحت رحمة مهربين، أفرادًا وشبكات، حتى مجموعات إرهابية.
وفى هولندا، تعرضت لوحة للرسام فان جوخ إلى السرقة نهاية (مارس) الماضى من متحف كان مغلقا أمام العامة منذ أسبوعين، ووصل السارق على دراجة نارية وخلع الباب وغادر مع اللوحة، وكانت مهمته سهلة فى ظل عدم وجود أى دوريات، فى مدينة تشهد فى العادة ليلا حركة للمارة والسائقين".
وفق كورادو كاتيزى الذى يرى فى ذلك "أفضل مثال على الجريمة فى حق الممتلكات الثقافية خلال فترة الحجر"، مع ذلك، سجلت أكثرية السرقات خلال هذه الفترة بفعل عمليات نبش غير قانونية فى العالم العربى وأيضا فى إفريقيا جنوب الصحراء وأمريكا اللاتينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة