يظهر خلال الفترة الحالية مدى العداء الذى تكنه تركيا لمصر والأحقاد الدفينة لديها على الإنتاج المصرى وأى تقدم يحدث فى أى مجال، وهى الأحقاد التى لا تقل عن عداء إسرائيل، ولكن فى التقرير التالى يتضح أن هذه الأحقاد والعداء موجودة منذ زمن، بل وأنه كان هناك تعاون تركى إسرائيلى للقرصنة على الحقوق المصرية، خاصة فيما يتعلق بالإنتاج الفنى، وكيف أسفر هذا التعاون عن سرقة عدد من الأفلام المصرية ومنها "فيلم الخروج من الجنة"، للموسقار الكبير فريد الأطرش.
وكشف هذه الواقعة المؤرخ الفنى نعيم المأمون فى تصريحات لليوم السابع، مستنداً إلى ما نشرته مجلة الموعد فى عدد نادر صدر عام 1970. وقال نعيم المأمون إن إسرائيل سرقت عام 1970 فيلم الخروج من الجنة للموسيقار فريد الأطرش.
وأوضح المأمون أن مؤسّسة السّينما في القاهرة كانت قد باعت لأحد الموزّعين الأردنيّين فيلم "الخروج من الجنّة"، بطولة فريد الأطرش، وهند رستم، وليلى شعير، وأرسلت للموزّع المذكور ثلاث نسخ من هذا الفيلم عن طريق مطار بيروت. وفي المطار، وقبل أن تسلّم هذه الأفلام، فقدت إحدى النّسخ، ولم يعثر لها على أثر، وبعد البحث والتّفتيش، تبيّن أنّ هذه النّسخة أخذت إلى طائرة مسافرة إلى تركيا بطريقة ما، وأنّها انتقلت من تركيا إلى إسرائيل، وبعد أيّام، وقبل أن يعرض هذا الفيلم في عدد من الدّول العربيّة، عرض في صالات فلسطين المحتلّة.
وفتحت مشكلة تهريب فيلم "الخروج من الجنّة"، وقتها قضية سرقة الأفلام المصرية، والقرصنة عليها وتهريبها إلى إسرائيل بمساعدة تركية.
وكانت مجلة الموعد فتحت هذه القضية بعد واقعة سرقة فيلم الخروج من الجنة ، فى عددها الصادر عام 1970 وأشارت إلى خطورة هذه القضية وفى وجود عصابة تعمل على تهريب الفيلم المصرى إلى إسرائيل.
وأكدت "الموعد" أن هذه القضية أثيرت قبل سرقة فيلم فريد الأطرش بعامين، أى عام 1968 ، وذلك بعرض عدد من الأفلام المصرية واللبنانية فى الأراضى المحتلة، وبررت هذه القضية بأن عددا من هذه الأفلام كان موجودا فى القدس وقت وقوع الاحتلال الصهيونى عندما استولت إسرائيل على مكتب التوزيع السينمائى، ولكن أشار البعض إلى أن الحقيقة هى أن هناك من استولى على هذه الأفلام بدون وجه حق وباعها لإسرائيل.
وبعد أن وقعت حادثة سرقة فيلم الخروج من الجنة تبين أن النسخة المفقودة انتقلت من بيروت إلى طائرة مسافرة إلى تركيا، وانتقلت بعدها إلى إسرائيل.
وأوضحت هذه السرقة الطريقة التى اتبعتها إسرائيل لتهريب الأفلام المصرية إليها، من خلال وسيط تركى وبشكل مدروس ومخطط.
وأشارت مجلة الموعد إلى أن هذا المخطط تدخل فيه إيران أيضا كطرف ثالث، وأنه على الأرجح يتم بالاتفاق بين الجانب الإسرائيلى والموزع التركى على أن يتم بيع هذه الأفلام لإسرائيل.
وحذرت الموعد وقتها من وجود إسرائيل كممول فى الشركات التركية التى تقف وراء الإنتاج المشترك لبعض الأفلام المصرية والعربية، أو أنها تعطى الأموال للموزعين الأتراك كى يتم عرض هذه الأفلام قبل عرضها فى الدول العربية نفسها أو على أقل تقدير فى نفس التوقيت.
وأكدت الموعد أن قضية فيلم الخروج من الجنة كشفت مخطط القرصنة المشترك بين إسرائيل وتركيا للاستيلاء على الأفلام العربية والمصرية.
وهكذا كان مخطط القرصنة الإسرائيلى التركى على الفيلم المصرى، وهكذا بدأ التعاون بين الدولتين منذ زمن ضد الحقوق المصرية والعربية فى الإنتاج الفنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة