تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم السبت، العديد من القضايا المهمة، أبرزها ، العراق يسجل خطوة متقدمة نوعية مع المملكة العربية السعودية هى ليست لخير البلدين فقط، وإنما لخير الأمة طمأنينة وتعاوناً وسلاماً واستقراراً وتنمية، وعلى قاعدة الثقة المتبادلة والنأى عن الأطماع، وكذلك سلطت الضوء على معرض الكتاب فى الشارقة رغم مخاوف جائحة كورونا، وتسليط الضوء على سلوك إخوان الشياطين إنهم أولئك الذين يحاربون الفساد، لكنهم غارقون فى بحوره، يتحدثون عن الفضيلة، لكنهم يمارسون الرذيلة، يأكلون ويشربون ويتنفّسون باسم الدين.
وإليكم التفاصيل....
فـــؤاد مطـــر: حقبة جديدة من الاستقرار فى العراق
فـــؤاد مطـــر
قال الكاتب فى مقاله المنشور بجريدة الشرق الأوسط السعودية، من الخطوات التى تبعث الطمأنينة فى النفس العربية أنه فى الوقت الذى ما زالت أحوال سوريا على السوء التى هى عليه، وأحوال لبنان تسير من السيئ إلى الأسوأ ولا يبدو فى الأفق ما يحسم أمر صراع فى ليبيا وصراع عليها، يسجل العراق خطوة متقدمة نوعية مع المملكة العربية السعودية هى ليست لخير البلدين فقط، وإنما لخير الأمة طمأنينة وتعاوناً وسلاماً واستقراراً وتنمية، وعلى قاعدة الثقة المتبادلة والنأى عن الأطماع والاحتواء والمحاور.
أهمية الخطوة العراقية الجديدة أنها مفعمة بالحماسة والاقتناع لتعويض ما فات والتأسيس لعهد جديد متين الأسس. ومع أن الخطوات التى سبقت ومنها ما يتم بالتطمين وإبداء حسن النوايا وعدم ترك ممتهنى توتير العلاقات يمارسون اللعبة المذهبية وإيغار الصدور وتنويع المخاوف، إلا أن تلك الخطوات كانت تحتاج إلى من يعززها إيماناً بضرورتها قبل الانشغال بمكاسبها وحسم مسألة استقلالية الخطوات وتحييدها. وحيث إن ظروف العراق كانت على درجة من الارتباك، فإن تفعيل تلك الخطوات جرى بطيئاً نسبياً وكانت الجيوب السياسية والحزبية الإيرانية الهوى تراقب بالكثير من الحذر هذه الخطوات وتحاول عدم تطويرها. وبقيت هذه الحال قائمة إلى أن حدثت صحوة نوعية فى العراق بعدما أوجبت الاضطرابات الداخلية من جهة وعدم استقامة المعادلة فى العلاقات العربية والإقليمية، ثم فى الوقت نفسه حنين قوى من جانب الناس إلى فضائهم العروبي، التوافق على أن يترأس الحكومة العراقية من فى استطاعته عدم تحدى الولايات المتحدة وطمأنة النظام الإيرانى بأن العلاقة الجيدة للعراق مع الأشقاء العرب، والعلاقة المتوازنة مع الولايات المتحدة وسائر الدول الكبرى، من شأنها أن تشكل جسر حوار للنظام الإيرانى غير القادر من خلال تصلبه وخطاب حرسه الثورى على تحقيق هذا الحوار.
حمدة خميس: ربيع الكتاب فى خريف جائحة كورونا
حمدة خميس
قالت الكاتبة فى مقالها المنشور بجريدة الاتحاد الإماراتية، يا لهذا الفرح العميق الذى يعم النفس والبلاد فى هذا الـ«نوفمبر» المتقلب بين الخوف من الجائحة والأمل فى انجلائها. إنه فرح الاهتمام بالثقافة والكتاب والقارئ، والقيمة المعرفية للإنسان. وفى سقوط العالم فى براثن الاستهلاك يلوح معرض الكتاب فى الشارقة مثل زنبقة نضرة فى اصفرار الخريف، باعثاً نشوة خفية وإحساساً جميلاً بانتصار الثقافة على الواقع اليومى الذى انحسر حضور الكتاب فيه لمصلحة المرئيات الهائلة التعدد. وشبكات التواصل الاجتماعي. وأصبح الكتاب والمكتبة مفهومين ينتميان إلى الماضي! فى مناخ كهذا تنهض الشارقة بشخص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومسؤولين حوله ومعه، لإعادة الاعتبار والقيمة الحقيقية للكتاب والثقافة بكل تفرعاتها، لأنه يضعها فى بؤرة الاهتمام ومحور الجهود بكل تجلياتها، سعياً نبيلاً لتكوين إنسان المعرفة والوعى والإدراك. الإنسان المثقف العارف بظواهر الأشياء وبواطنها، المدرك والرائى والنافذ إلى عمق الحاضر والتاريخ، لصياغة المستقبل. إن تكوين إنسان مثل هذا هو عمل شديد الصعوبة وعظيم النبل أيضاً. عمل تتوحد فيه الروح والقلب والعقل كى تدفع بمسيرة هذا التكوين إلى أعلى مراميه وأسمى غاياته.
إن معارض الكتاب فى الشارقة تتسم دوماً بخصوصية متميزة تتجلى فى الاهتمام الكبير والخاص بتوفير المكان الملائم للأنشطة الثقافية بفروعها المختلفة على مدار السنوات. وإذا كان المعرض له أيام معدودة، فإن توفير مناخ كهذا باقٍ على مدار الأيام والسنوات. وهو هكذا يؤسس للمعرفة وللإنسان قيمتهما الحقيقية العميقة. وإذا كان هذا المعرض الحافل المحتفى بالثقافة هو مبعث هذا الفرح العميق، فإن الاهتمام الخالص المعطى للطفولة وثقافتها مبعث جذل وطمأنينة، حيث إن غرس المعرفة وحب الكتاب كضرورة إنسانية وحضارية يبدأ من سنوات الطفولة الأولى. وهذه السنوات هى أسس الشخصية وهيكلها الشامل. وهى سنوات اللاوعى التى تنحفر فيها الثقافة فى العمق الدفين للشخصية. وتنعكس فى سلوكها ورؤيتها لنفسها وللعالم ولما يحيط بها.
بسام العسعوسي: بالرصاص إخوان الشياطين
بسام العسعوسى
قال الكاتب فى مقاله المنشور بجريدة القبس الكويتية، هناك من جنس البشر نوعيات لا بد من حجزهم فى أماكن خاصة، مثلما يتم حجز من يحملون الأمراض المعدية حتى لا ينتشر الوباء ويعمّ بين أفراد المجتمع! إنهم أولئك الذين يحاربون الفساد، لكنهم غارقون فى بحوره، يتحدثون عن الفضيلة، لكنهم يمارسون الرذيلة، يأكلون ويشربون ويتنفّسون باسم الدين، لكنهم خاربون فى تصرّفاتهم ومعاملاتهم وأنشطتهم، ويعتقدون أن ما يأخذونه من الدولة عبارة عن كسب وغنيمة وذكاء وشطارة وحق مكتسب، يطلقون اللحى ويقصِّرون الثياب، لكن عند بعضهم كل ذلك عبارة عن ديكور ليزداد به ثراؤهم وتتضخم به أرصدتهم. يرتكبون مؤامرة ضد الدين والمجتمع والناس، ويحاولون إقناعنا عبر الحركات الدينية والجمعيات السياسية واللقاءات الفضائية والمقالات الصحافية بأنهم سدنة الحق والدين، وحماة الأخلاق! أحدهم عيّن ابنه مؤخراً بمنصب رفيع فى إحدى الجهات بثمن بخس، دراهم معدودة، مع أن الابن المحروس ليس بحاجة للمال؛ فالوالد مليونير جمع ثروته من المناقصات والعقود والاستشارات، هذا فضلاً عن أن الابن «يحليله» ما زال صغيراً على تلك المناصب، لكن يبدو أن الوالد يريد لابنه أن يتسلّى و«يطقطق» بالوزارات؛ ليتعلم منذ نعومة أظفاره كيف يتعامل مع الكويت من أوسع الأبواب وأكبر النوافذ وأسهل الطرق، يركب الأمواج، ويقطف المناقصات، ويبتز الحكومات، ويسير على خطى والده ويتتبع مسيرته! موضوع هذا الاب وابنه «الفلتة» الخطير جعلنا نتوقف أمام قضية عامة ومهمة؛ وهى قضية تعيين السادة الوزراء للمستشارين فى مكاتبهم، وما الأسس والمعايير والقواعد التى تدعو إلى الاستعانة بالمستشارين حتى لا يخضع ذلك الأمر للأمزجة والأهواء والتنفيع، وفى النهاية يشكل ذلك الأمر كُلفاً مالية على الدولة، خاصة أن جهاز الفتوى والتشريع ــــ الذراع القانونية للحكومة ــــ يقوم بواجباته على أكمل وجه، وإن كان لا بد فلماذا لا يتم انتداب بعض محامى «الفتوى» للعمل لدى بعض الوزراء؟! بل إن فى كل وزارة إدارة قانونية فيها جيش جرار من القانونيين! والسؤال المهم هو: كيف لمجلس الخدمة المدنية أن ينعقد هذه الأيام ليعيّن ابن المليونير، وهو الذى قد أصدر قراراً بعدم جواز النقل والندب والتعيين وغيره، بل كيف لوزير قانونى أن يستعين بخدمات.
أكرم مكناس: العيب على من يقبل لنفسه العيب
أكرم مكناس
ناقش الكاتب فى مقاله المنشور بجريدة الأيام البحرينية، بداية ثمانينات القرن الماضى التقيت صدفة بوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، ثعلب عصره وكل العصور، ومهندس السياسة الخارجية الأمريكية حتى الآن كما اعتقد، هنرى كيسنجر، رأيته حينها فى بهو فندق المأمونية الشهير بمدينة مراكش المغربية برفقة زوجته، هرعت نحوه وسألته مباشرة: لماذا تفعلون هكذا ببلدى لبنان؟ لماذا تتركوه يغرق فى أتون حرب أهلية لا تبق ولا تذر؟ أنتم يا سيدى لا تكتفون بالتفرج من بعيد على احتراق لبنان فقط، بل تتدخلون أحيانا لصب الزيت على النار هناك إذا شعرتم أنها ستنطفئ. عيب عليكم!
برصانته السياسية المعروفة، وصوته العميق منذ كان شابًا، التفت إلى طالبًا منى أن أُهدِّئ من روعى واندفاعي، وقال جملة واحدة فقط لا زلت أذكرها رغم مرور كل تلك السنين، قال بما معناه بالعربية «العيب على من يقبل لنفسه العيب».
لا زالت عبارة كيسنجر هذه تتردد فى أذنى كلما تابعت حدثًا سياسيًا داخل الولايات المتحدة الأمريكية أو خارجها حيث تنتشر الأيادى الأمريكية بالقفازات البيضاء أو ببنادق الـ M16 فى كل منطقة من العالم تقريبًا، فى العراق وأفغانستان وأوكرانيا وتركيا وأوروبا وكوريا الجنوبية وبحر الصين وربما جزر البهاما أيضًا.
لقد تابعت مؤخرًا ولا زلت الانتخابات الأمريكية، ولست فى وارد الحكم على مسيرتها أو نتائجها، لكن ما أثار انتباهى هو حجم الاهتمام العالمى بتلك الانتخابات، حتى أن الناس نسيت قضية جائحة كوفيد-19 التى عزلت العالم عن بعضه البعض، وتسمَّرت أمام أجهزة التلفاز والهواتف الذكية لمتابعة كل شاردة وواردة عن الانتخابات، وأصبحنا نعرف النظام الانتخابى الأمريكى والمجمع الانتخابى وأسماء الولايات والقضاة والساسة الأمريكية وكيفية احتساب الأصوات أكثر مما نعرف عن مجريات هذه الأمور فى دولنا ربما.
هذا الاهتمام العالمى بالانتخابات الأمريكية يبرهن على ثلاثة أمور أساسية، أولها قوة أمريكا، فمهما تحدثنا عن قطب عالمى آخر مثل الصين أو روسيا إلا أن الواقع يقول إنه إذا «عطست أمريكا ينام العالم كله فى الفراش»، وثانيها إقرار العالم من شرقه لغربه بهذه القوة العظيمة وجبروتها وغطرستها وانطلاقها من مبدأ «العيب على من يقبل لنفسه العيب»، أما ثالث الأمور فهو تعلق مصير العالم إلى حد كبير بما يقرره الناخب الأمريكي، ليس فى قضايا السياسية والاقتصاد والحروب فقط، بل فى قضايا البيئة والصحة والابتكار والتعليم وغيرها.