اكتشف العلماء نوعاً جديداً من القرود فى أدغال ميانمار، وهو معرض لخطر الانقراض، ويعد "بوبا لانجور" نوعاً من القرود ذات الذيل الطويل، وتتميز بوجود حلقات حول أعينها وبعض الفراء أعلى رأسها.
ولم يتبق سوى ما يقدر بنحو 200 إلى 260 من هذه القرود، وفقاً لبيان صحفى صادر عن متحف التاريخ الطبيعى فى لندن، وأطلق فريق البحث على هذا النوع الجديد من القرود اسم "Popa langurs" نسبةً للبركان الخامد "جبل بوبا"، والذى يعد مكاناً مقدساً، وصُنّفت على أنها من الأنواع "المهدد بالانقراض".
وقال كبير أمناء متحف التاريخ الطبيعى، روبرتو بورتيلا ميجيز، فى البيان: "للأسف، هذا اكتشاف مفرح ومؤسف فى آن واحد بسبب العدد المحدود لهذا النوع من الرئيسيات"، وأضاف ميجيز "نأمل أنه من خلال منح هذا النوع المكانة التى يستحقها، سيكون هناك المزيد من الجهود المتضافرة فى حماية هذه المنطقة والمجموعة القليلة المتبقية من هذا النوع"، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "CNN" الإخبارية.
ونشر العلماء، الذين ينتمون إلى ثلاث منظمات، نتائجهم يوم الأربعاء فى مجلة "Zoological Research"، وفى الدراسة، أجرى باحثون مسوحات ميدانية لقرود اللانجور، واسمها العلمى "Trachypithecus popa"، كما قاموا بجمع عينات وحمض نووى لجميع أنواع "Trachypithecus" الأخرى، والتى تشبه نوع "Popa langurs".
وقال البيان الصحفى إن الباحثين قاموا بدمج البيانات من هذه المسوحات والعينات، بالإضافة إلى بيانات من عينات فى متاحف أخرى، ما يؤكد وجود الأنواع الجديدة، وكان أحد الأجزاء المهمة فى اللغز عينة عمرها 100 عام تم تخزينها فى متحف التاريخ الطبيعى فى لندن.
وفى أوائل القرن العشرين، جمع عالم الحيوان البريطاني، جاى شورتريدج آلاف العينات، بما فى ذلك عينة "Trachypithecus" عام 1913، التى أعاد فريق الباحثين فحصها، وأوضح ميجيز، أن القرود هى واحدة من أكثر مجموعات الثدييات شهرة، وهذه العينات موجودة فى المجموعات لأكثر من 100 عام، مضيفاً "لم يكن لدينا الأدوات أو الخبرة للقيام بهذا العمل من قبل".
وكانت هناك أدلة أخرى على أن "Popa langur" كان نوعاً جديداً كلياً، مثل الاختلافات فى طول الذيل، ولون الفراء، وشكل الجمجمة، وأشار ميجز إلى أن هذه الدراسة توضح أن مجموعات التاريخ الطبيعى تعد بمثابة مورد قيم ورئيسى للبحوث الجينية وفى سياق أزمة التنوع البيولوجى الحالية، ومن الواضح أنها أكثر صلة وأهمية اليوم من أى وقت مضى.
ومن المحتمل أن يكون نوع "Popa langur" منتشراً فى جميع أنحاء وسط ميانمار، وفقاً للدراسة، التى حللت السجلات التاريخية مثل عينات المتاحف ومذكرات السفر، إلا أن مجموعات قليلة منها فقط تمكنت من النجاة، والآن، يعيش ما تبقى من هذا النوع فى أربع مجموعات معزولة.
ويوجد أكبر عدد من نوع "Popa langur" عند "جبل بوبا"، وهو موطن لأكثر من 100 نوع لانجور، ويعد "جبل بوبا"، وهو موقع مقدس لدى البوذيين، موطناً لمحمية حياة برية مهمة أيضاً، ولكن التهديدات لا تزال قائمة بالنسبة لحيوانات "Popa langur" المهددة بالانقراض.
وقال ميجويز إنه على الرغم من أن جبل بوبا هو محمية وطنية، مما يعنى أن الأنواع التى تظهر هناك محمية بموجب القانون، إلا أن الصيد وإزالة الغابات لصناعة الأخشاب لا يزالان يشكلان تهديداً، وقالت الدراسة إن التهديدات الأخرى تشمل الزحف الزراعي، والتدهور البيئي، واضطرابات أخرى، وحثت الدراسة الوكالات الدولية مثل الاتحاد الدولى للحفاظ على الطبيعة، واتفاقية التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض على إضافة "Popa langur" إلى قوائم الأنواع المهددة بالانقراض.
وأضافت الدراسة أن تحسين إدارة المناطق المحمية، وخاصة تحسين تطبيق القوانين أمر ضرورى لتحقيق الاستقرار بين أكبر مجموعتين معروفتين من نوع الرئيسيات، وتعانى الغابات فى "Bago Yoma" من شدة التدهور، ولكنها لا تزال توفر أكبر موطن متجاور فى حال معالجة أزمة إزالة الغابات وتدهورها من خلال تحسين حماية الغابات.