يقوم النشاط السياحي في محافظة البحر الأحمر في المقام الأول علي النشاط البحري، وتعد السياحة البحرية بشتى أنواعها ورياضتها المختلفة تمثل أكثر70% من السياحة الوافدة للمحافظة بشكل عام وذلك لما تحظي البحر الأحمر من طبيعة خلابة وهوبها الله لمصر من جمال أعماقها وكذلك الكائنات البحرية المختلفة، التي أهلت مصر لتفوز بالمركز الثانى كأفضل وجهة للغوص فى العالم لعام 2020، وذلك وفقًا للتصويت الذى أجرته مجلة "دايف" DIVE البريطانية لعام 2020 لاختيار أفضل وجهات ومراكز الغوص حول العالم، وهو ما أبرزه الموقع الإلكتروني الخاص بالمجلة.
وأشار الموقع إلى أن مصر حصلت على نسبة كبيرة من الأصوات، لافتًا إلى أنه بجانب أن البحر الأحمر في مصر لم يعد فقط أحد أفضل وجهات الغوص في العالم، إنما يقع في عشقه الكثير من ممارسى الغوص والأنشطة البحرية، لاسيما فى ظل تميزه بالمياه الزرقاء الصافية والشمس الدافئة على مدار العام والشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، ولفت الموقع إلى أن مصر كانت قد فازت أيضًا بالمرتبة الثانية فى عام 2019.
وهناك عدة عوامل أساسية في أعماق البحر الأحمر أهلت مصر لكي تحصل علي تلك المركز في التصنيف حيث وهب الله البحر الأحمر عشرات الجزر البحرية على طول ساحله، والتي بطبيعتها نمت حولها شعاب مرجانية ضخمة تبلغ من العمر ملايين السنيين اصبحت فيما بعد أهم مصادر جذب السياحة للبحر الأحمر، ونمت علي أثرها سياحة الغوص بشكل خاص والانشطة البحرية بشكل عام.
وكشف باحث بيئي تابع لإدارة محميات البحر الأحمر، عن أن على طول الساحل المتواجد داخل نطاق محافظة البحر الأحمر يوجد 39 جزيرة بحرية نمت بالقرب من تلك الجزر شعاب مرجانية منذ ملايين السنين تعيش بينها كائنات بحرية نادرة بينها الدلافين والقروش وأصبحت بعد ذلك مواقع غوص شهيرة فضلاً على مواقع الغوص البعيدة من الجزر البحرية.
وأضاف الباحث البيئي في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه يوجد بالبحر الأحمر قرابة 60 موقعًا غوصًا، بينها مواقع غوص شهيرة يأتي السياح لها خصيصا من كل دول العالم وتقوم علي أساسها سياحة الغوص مثل موقع غوص الأخوين الشهير والفنستون وسان جون المتواجدين بمرسي علم.
وتابع: أن تلك المواقع من ضمن المواقع التي لا يغوص في أعماقها سوي المحترفين لما تشهده من أعماق كبيرة وكذلك كائنات بحرية لها تعامل خاص في عالمها، مؤكدًا أن هناك أيضًا مواقع غوص شهيرة في مدينة الغردقة منها شعاب العرق والفانوس، وعرق سمية، وشعاب كارلوس ريف الشهيرة.
تابع: أن منطقة صمداي الواقع بالقرب من شواطئ مرسي علم بها أكبر تجمع للدولفين بافريقيا والشرق الأوسط من أنواع الدلافين الدوارة والمغزلي "ذو الأنف الزجاجية"، وأعلنت تلك المنطقة منذ 20 عامًا تقريبًا بأنها منطقة طبيعية لكونها تضم أكبر تجمع دلافين بأفريقيا والثالثة في العالم.
من جانبه قال أشرف القاضي، مدير مركز غوص بمرسي علم، أن الله وهب مصر جمالاً في أعماق البحر الأحمر لم يهبه لأي دولة أخرى، وشعاب مرجانية من ملايين السنين سطرت أفضل مواقع الغوص في العالم بينها مواقع لا يغوص فيها سوي المحترفين، موضحًا أن مواقع غوص الفنستون والأخوين، وسان جون بمرسي علم من المواقع الدائم تواجد أسماك القرش فيها ولذلك يقصدها أمهر الغواصين والمحترفين، لمشاهدة الشعاب والأسماك الأخرى بالمنطقة، والتى تقع على بعد 22 كم شمال مدينة مرسى علم، كما تقع شعاب جزر الأخوين على بعد 70 كيلو مترًا من سواحل جنوب القصير .
وأضاف مدير مركز الغطس لـ"اليوم السابع"، أن المناطق الشمالية بالبحر الأحمر بها الكثير من حطام السفن الغارقة الحربية منها والتجارية وغيرها، أصبحت مع مرور الزمن من أهم مواقع الغطس التى يفضلها محترفى رياضة الغوص على مستوى العالم، كذلك اصبحت أماكن ملائمة لنمو الشعاب المرجانية حولها ويبلغ عددها قرابة 21 موقعًا للسفن الغارقة.
من جانب آخر، قال أبو الحجاج العماري، الخبير السياحي بالبحر الأحمر، إن الغوص والانشطة البحرية بشكل عام هي الجاذب الأول للسياحة في البحر الأحمر، موضحًا ان جميع الترويح والتنشيط للسياح يتم في المعارض الدولة بنسبة 70% عن مواقع الغوص والمناطق البحرية.
وأضاف العماري لـ"اليوم السابع"، أنه علي أساسا النشاط البحري سواء سنوركلنج أو غوص أو سياحة والعاب بحرية هي الأساس التي تقوم عليه باقي الأنشطة السياحية سواء ثقافية أو غيرها في محافظة البحر الأحمر، والبحر الأحمر يمتلك طبيعة خلابة لابد من الحفاظ عليها بشكل أكبر من ذلك.