أديب استحق بحق لقب "العالمى" فتجربته الإبداعية لا تكمن أهميتها فى أنه حاصل على جائزة نوبل للآداب بحسب، بل تكمن أهمية تلك التجربة أيضًا فى ما قدمته للوسط الأدبى العالمى من كتب أثرت المكتبة الأدبية العالمية وانتشرت رواياته فى شتى بقاع العالم، أنه الأديب البرتغالى العالمى جوزيه ساراماجو، وتمر اليوم الذكرى الـ98 على ميلاد ساراماجو، إذ ولد فى 16 نوفمبر عام 1922، فى منطقة أريناجا وسط البرتغال وبدأ حياته فيما بعد صانع أقفال ثم عمل صحفيا لفترة قبل أن يفرغ نفسه للكتابة والأدب والتأليف.
أصدر روايته الأولى "أرض الخطيئة" عام 1947م، ثمّ توقف عن الكتابة ما يقارب العشرين عامًا، وأصدر عام 1966م ديوانه الأول "قصائد محتملة"، وبدأ بعدها بإصدار كتبه، حيثُ حصل على جائزة نادى القلم الدولى عام 1982م وجائزة كامويس البرتغالية عام 1995م وعلى جائزة نوبل للآداب عام 1998م.. ومن أبرز أعماله: العمى، البصيرة، انقطاعات الموت، الطوف الحجرى، سنة موت ريكاردو ريس، كتاب الرسم والخط، الإنجيل يرويه المسيح.
لا تكمنُ أهمية تجربة الروائى جوزيه ساراماجو فى أنه حاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1998م وحسب، بل تكمن أهمية تلك التجربة أيضا فى ما قدمته للوسط الأدبى العالمى من كتب أثرت المكتبة الأدبية العالمية وانتشرت رواياته فى شتى بقاع العالم، وترجمت إلى أكثر من 25 لغة، يتميَّز أسلوب الكتابة عند جوزيه ساراماغو غالبًا بالجمل الطويلة والتى أحيانًا تكون أكثر من صفحة كاملة، وكان يعتمد على أسلوب السرد كثيرا حيث تمتد الفقرة لصفحات أحيانا دون أن يقطعها أى حوار، وكان يركز فى أسلوبه على موضوع الهوية والغاية فى معظم أعماله.
عانى ساراماغو من اللوكيميا، توفى فى الثامن عشر من شهر يونيو عام 2010 عن عمر ناهز 88 عام، وقد عاش السنوات الأخيرة من عمره فى لانزاروت الواقعة فى أسبانيا، وبعد وفاته بعام واحد، أعلنت مؤسسة جوزيه ساراماجو فى شهر أكتوبر من عام 2011 عن نشر مايسمى "الرواية المفقودة" بعنوان المنور (Claraboia بالبرتغالية). وقد كتبت فى الخمسينات وظلت مدفونة فى أرشيف أحد الناشرين الذين تم إرسال المخطوطة الأصلية إليه. ساراماجو لم يذكر هذا العمل حتى وفاته، وتمت ترجمة هذا العمل لعدة لغات.