حالة من القلق تنتاب الحكومة البريطانية، بعدما دخل رئيس الوزراء بوريس جونسون الغزل الذاتي منذ مساء الأحد، بعد مخالطته حالة ثبت إصابتها بوباء كورونا، ما أعاد للأذهان الفترة القاتمة التي أصيب خلالها جونسون قبل أشهر، وكان قاب قوسين أو أدني من الفشل في التعافي، وفى الوقت الذي تواجه فيه لندن ملفات حاسمة بمقدمتها وضع خطط التعامل مع الموجة الثانية للوباء، بخلاف ملف الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، فوجئ الجميع بقرار جونسون الأخير بدخول العزل الذاتي، حيث قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن تلك الخطوة تأتي في الوقت الذي بدأ فيه أسبوعًا حاسمًا مصممًا لاستعادة الهدوء وإظهار جو من الكفاءة والاستقرار بعد فوضى مغادرة كبير مساعديه، دومنينك كامينجز لخلاف يتعلق بخطيبته كارى سيموندز.
وكانت هناك مخاوف من عودة كوفيد-19 إلى داونينج ستريت نتيجة اجتماع استمر 35 دقيقة بين رئيس الوزراء ومجموعة من نواب حزب المحافظين في رقم 10 (مقر رئاسة الوزراء)، وأثبت أحدهم فيما بعد أنه مصاب بالفيروس.
بوريس جونسون ولى اندرسون المصاب بكورونا
والتقطت صورة لجونسون وهو يقف بجوار لي أندرسون ، النائب عن أشفيلد في نوتنجهامشير ، داخل داونينج ستريت يوم الخميس، ويبدو أن المسافة بين الرجلين أقل من مترين ولم يكن أي منهما يرتدي قناعًا.
وأصر المسؤولون على أن داونينج ستريت كان مكان عمل آمن ، لكنهم قالوا إن برنامج "الاختبار والتتبع" التابع لهيئة الخدمات الصحية، بينما قالت إن العوامل بما في ذلك طول الاجتماع تعني أن جونسون يجب أن يعزل نفسه كإجراء احترازي.
وعقد رئيس الوزراء اجتماعات مع العديد من الشخصيات الأخرى منذ يوم الخميس ، بما في ذلك مساعديه دومينيك كامينغز ولي كاين، الذين استقالوا هذا الأسبوع قبل أن يأمرهم جونسون بالمغادرة يوم الجمعة بعد اجتماع استمر 45 دقيقة في رقم 10.
تأتي نصيحة جونسون بالعزل الذاتي لمدة 10 أيام في وقت صعب بالنسبة للحكوم فمن المتوقع أن يستمر في الإدلاء بتصريحات عامة من داخل داونينج ستريت ، بما في ذلك الخطط الخضراء للحكومة.
ويعد هذا أيضًا أسبوعًا محوريًا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، حيث تصل المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي إلى مرحلتها النهائية.
وقالت داونينج ستريت إن جونسون سيتواصل مع السلطات البرلمانية بشأن المشاركة عن بعد في إجراءات مجلس العموم. بموجب الترتيبات البرلمانية "المختلطة" ، يمكن للنواب المشاركة في بعض الإجراءات فقط عن طريق الفيديو. ولم يتضح ما إذا كان سيشارك في أسئلة رئيس الوزراء يوم الأربعاء.
وقال ناطق باسم رئاسة الوزراء:"رئيس الوزراء سيتبع القواعد ويعزل نفسه. وسيواصل العمل من داونينج ستريت ، بما في ذلك قيادة استجابة الحكومة لوباء الفيروس التاجي. رئيس الوزراء بصحة جيدة وليس لديه أي أعراض لـ "Covid-19
وأصيب جونسون بالمرض بنفسه في أواخر مارس ، بعد وقت قصير من إعلان أول إغلاق على مستوى البلاد.
ومن بين المسئولين الآخرين الذين ثبتت إصابتهم أو عانوا من أعراض وزير الصحة ، مات هانكوك ، وكبير المسئولين الطبيين في إنجلترا كريس ويتتي ، ووزير مجلس الوزراء السابق مارك سيدويل ، وكامينجز.
ومع صدور قرار في وقت مبكر من هذا الأسبوع بشأن ما إذا كانت صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قابلة للتحقيق ، أُجبر المتحدث باسم داونينج ستريت على الإصرار يوم الأحد على أن رئيس الوزراء لن "ينحرف عن المسار" بعد أيام من الاضطرابات.
