سار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان العالق فى الماضى على نهج أتاتورك لتتريك المدن العربية بعد تدخلاته العسكرية فى سوريا وتجاهله للقوانين الدولية، وانتقل الرئيس التركى من الغزو العسكرى إلى الغزو الفكرى، حيث أطلقت ولاية "شانلى أورفة" التركية دورات لتعليم اللغة التركية فى كل من رأس العين وتل أبيض فى منطقة شمال سوريا، كما أوضحت الولاية فى بيان لها أن دورات تعليم اللغة التركية تجرى بإشراف مركز الدعم والتنسيق السورى التابع لها، ويشارك فى الدورات التعليمية 100 شخص وستسمر لمدة 3 أشهر.
محاولات "التتريك" فاشلة
لم يقتصر التتريك على رأس العين وتل أبيض، فقد فرض أردوغان تدريس اللغة التركية فى مدارس عفرين وعمد إلى تغيير أسماء القرى لأسماء تركية كما رفعت قواته العلم التركى فوق مركز مدينة عفرين، وبعد عملية عسكرية يطلق عليها اسم "درع الفرات" قامت بها القوات التركية بمشاركة الفصائل السورية التابعة لها فى حلب، تم فرض اللغة التركية كمادة أساسية فى مناهج التدريس فى منتصف العام 2016م، بالإضافة إلى ذلك فقد جرى نقل 3 ملايين و600 ألف كتاب من الكتب التى طبعتها وزارة التربية التركية إلى مناطق الشمال السورى ليتم توزيعها على المدارس السورية.
تدخل سافر بشمال تركيا
التدخل التركى فى مناطق شمال سوريا بدأ فى أغسطس من عام 2016م، ولاتزال القوات التركية بأمر من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تواصل قصفها بمشاركة قوات سورية موالية لها، فقد أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان بأنه تم رصد قصف صاروخى نفذته القوات التركية وفصائل موالية لها فى اليوم الخامس عشر من نوفمبر من العام الحالى على قرى "خربة بقر، كور حسن، صوامع قزعلي" فى ريف تل أبيض، وتسببت التدخلات العسكرية التركية فى مناطق شمال سوريا مثل عملية "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام"، بتهجير وتشريد عشرات آلاف المدنيين السورين الأمر الذى تسبب بأوضاع إنسانية مأساوية فى تلك المناطق، وأدت تلك التدخلات إلى مقتل أكثر من 1500 مدنى منذ بداية تدخل أنقرة فى الصراع وفقًا لتقرير المرصد السورى لحقوق الإنسان، وأوضح التقرير أن أكثر من 270 من الضحايا كانوا من الأطفال، فيما بلغ عدد النساء أكثر من 165 امرأة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة