واقعة استشهاد اللواء ياسر عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات الذى استشهد أثناء مشاركته فى فحص حريق داخل محطة مترو مسرة، وسقوطه داخل الهواية خلال مساعدة رجال الحماية المدنية لإخماد الحريق، – بالأمس – تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك فرقا كبيرا وشاسعا بين ضابط أو رجل أمن يستشهد في - سبيل الله - لإنقاذ أرواح المواطنين الأبرياء، وإرهابي ينتحر لقتل الجميع وإراقة الدماء وقتل الأنفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق.
العجيب هذه المرة أن الشهيد اللواء ياسر عصر كان له واقعة مماثلة فى عام 2016، وهو برتبة عقيد، في أثناء خدمته فى شرطة النقل والمواصلات، كان مأمورا لقسم الضواحى بمحطة مصر، أيضا أنقذ المسافرين، ولكنه خرج سليما ليعيد الكرة مرة أخرى لإنقاذه أرواح الركاب بمحطة مسرة بمترو أنفاق شبرا الخيمة، ليفوز بالشهادة التي يسعى إليها كل إنسان مؤمن بربه وأرضه، فهكذا دوما يكون الشجعان.
السبب الأكيد في استشهاد اللواء ياسر عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات هو ومحاولته إنقاذ أرواح الركاب بمحطة مسرة بمترو أنفاق شبرا الخيمة، فإصراره على تأدية واجبه وتقديم روحه فداء لأبناء وطنه، والحفاظ على سلامتهم لم يؤخره لحظة عن المخاطرة بحايته مرة أخرى، واستشهد أثناء منع كارثة وحريق فى محطة مترو مسرة.
المفارقة في واقعة الاستشهاد أنها جاءت في حادث حريق بعدما استطاع الشهيد البطل السيطرة على حرائق هائلة نشبت في محطات قطارات كان يتولى قيادتها، وكان آخرها عام 2016، وكان حينها برتبة عقيد، ويشغل منصب مأمور قسم الضواحي بمحطة مصر، وتحديدا صباح الخميس 7 يناير، حين اشتعلت النيران في القطار 1551 القاهرة_ طنطا، وحينها لم ينتظر وصول دعم، فاقتحم النيران وبدأ في إخلاء الركاب، وأمسك بطفاية حريق وبدأ في التعامل مع مصدر الحريق، ومنعت شجاعته امتداد النيران لعربات أخرى.
يومها تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورته وتبدو على ملابسه وهيئته آثار المواد المستخدمة في الحريق، وأشادوا بما شهد به المتواجدون في الحادث، من سلوك بطولي والمبادرة التي قام بهامة الشهيد لإنقاذ أرواح الركاب.
هؤلاء ضباط ورجال الشرطة يواجهون الموت بشكل يومي، يقتربون من الموت بشجاعة منقطعة النظير، لا يشغلهم في هذا الأمر سوى إنقاذ حياة الأبرياء، مؤمنين دوما برسالتهم النبيلة في حفظ الأمن والموت في سبيل حفظ الأوطان، يتسابقون للحصول على الرتبة الأسمى في جهاز الشرطة "رتبة شهيد"، تفخر بهم أسرهم، لأنهم اختاروا الموت من أجل أن يعيش الجميع في سلام وأمان.
هكذا يكون رجال الشرطة إلا أنه على الجانب الآخر، وعلى النقيض تماماً من بطولات وتضحيات رجال الشرطة، تجد العناصر الإرهابية الذين يتاجرون بالدين، في حين أنهم لا يعرفون عن الإسلام سوى اسمه ولا عن القرآن سوى رسمه، ينتحرون لقتل الجميع، وإزهاق أرواح من قتلها فكأنما قتل الناس جميعاً، ليعلم الجميع أن هناك فارق كبير بين من يستشهد لينقذ ومن ينتحر ليقتل.
من جانبها، أعلنت أسرة اللواء ياسر عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، الذى استشهد أثناء مشاركته فى فحص حريق داخل محطة مترو مسرة، عن تشييع جنازته عقب صلاة الظهر اليوم الثلاثاء، ومن المقرر أن يتم نقل جثمانه من مستشفى الشرطة بالعجوزة، إلى محل إقامته بقرية مشتهر، التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية.
وتلقت غرفة النجدة، بلاغا باندلاع حريق داخل إحدى الهوايات بمحطة مترو مسرة فى شبرا، وعلى الفور انتقل رجال الحماية المدنية إلى مكان البلاغ، فى محاولة للسيطرة على الحريق.
ومع محاولات رجال الإطفاء السيطرة على الحريق داخل الهواية، حرص اللواء ياسر عصر وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، على تفقد موقع الحريق، وخلال محاولاته المساعدة على إخماده خوفا على حياة المواطنين، تعرض للسقوط داخل الهواية مما تسبب فى وفاته، وتم اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة، وتولت النيابة التحقيق.