يمر اليوم 33 عاما على وفاة الفنان الكبير عبد المنعم إبراهيم الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 17 نوفمبر من عام 1987 بعد حياة حافلة بالفن والكوميديا، استطاع خلالها أن يرسخ بأعماله فى وجدان الملايين الذين أسعدهم ولا يزال فنه باقياً ليسعد أجيالاً لم تعاصره.
فمن منا لا ينسى همومه حين يشاهد "عصفور" فى "سر طاقية الإخفاء"، وتذوب أحزانه وهو يتابع "سكر هانم"، وتعلو ضحكاته وهو يرى الشيخ "عبدالبر" فى فيلم "إسماعيل ياسين فى الأسطول"، و"محروس" وهو يقلد صوت هند رستم فى فيلم "إشاعة حب"، وخفة ظل المجنون فى فيلم "بين السما والأرض"، ولم يتفوق عبد المنعم إبراهيم فى الكوميديا فقط لكن كان لديه إمكانيات فنية كبيرة لم تستغل وكان لديه القدرة على تجسيد كل الأدوار ، فيكفى أن تراه مجسداً شخصية ياسين فى ثلاثية نجيب محفوظ، أو عم أدم فى مسلسل أولاد أدم لتعرف كم يمتلك من هذه المواهب والإمكانيات.
وفى ذكرى وفاة شارلى شابلن العرب الفنان الكبير عبدالمنعم إبراهيم تحدثنا مع ابنته سمية عبدالمنعم إبراهيم لتكشف تفاصيل الأيام الأخيرة فى حياة والدها الذى عاش حياة حافلة بالأحزان، حيث رحلت والدته وهو يؤدى اختبارات القبول بمعهد الفنون المسرحية، ثم رحلت زوجته فى شبابها بعد رحلة مرض تاركة 4 أطفال فى أكبرهم 8 سنوات وأصغرهم لا يتجاوز عام واحد، كما رحل والده تاركأ أشقائه فى رقبته، ورحل شقيقه فى شبابه قبل أن يتزوج.
وقال سمية عبدالمنعم إبراهيم لليوم السابع أن والدها كان يشعر بدنو الأجل، رغم أنه لم يمرض مرضًا شديدًا، وحزن جدًا لوفاة أصدقائه الذين ماتوا قبله، خاصة الفنان محمد رضا، وكان يقول "دورنا قرب".
وتابعت: "أوصانا بأن تخرج جنازته من المسرح القومى لأنه كان يعشق المسرح ويعتبره بيته، وأن ندفنه فى قريته، ميت بدر حلاوة، التى أقام فيها مقبرة حتى نظل مرتبطين بمسقط رأسه طوال حياتنا، وكان يعمل حتى آخر أيام حياته، وعندما أصيب بمياه على الرئة ودخل الرعاية المركزة، صمم على الخروج رغم رفض الأطباء، وانفعل لأنه كان مرتبطًا بمواعيد تصوير، وقال للطبيب: "لازم أخرج، المنتج هيتخرب بيته"، وأثناء قيامه بدوره فى مسلسل "أولاد أدم" كنا نأخذ الطبيب ليعطيه الحقن خلال التصوير".
وأضافت الابنة: "بعد خروج والدى من المستشفى بشهر وفى أثناء عرض مسرحية «5 نجوم» على مسرح السلام، قال لشقيقتى سهير فى أحد الأيام: «أنا سددت فلوس الجزار والبقال وليس علينا أى أموال لحد»، وقال لعمتى التى جاءت لزيارتنا «نفسى آكل الرز بتاعك»، فطبخته وأكل منه، ثم دخل لينام ساعة قبل نزوله للمسرح، ودخلت أختى سهير لتستأذنه بالخروج، فانتفض، وقال لها: «إزاى ماتصحنيش الساعة 7 وعندى مسرح»، وارتدى ملابسه بسرعة، وبمجرد نزوله نادانا عامل الجراج، حيث وقع والدى وطلب كوب ماء، واصطحبناه بسرعة للطبيب الذى أوصانا بنقله فورًا للمستشفى، ولكنه توفى فى 17 نوفمبر ونفذنا وصيته، فخرجت جنازته من المسرح القومى ودفن بقريته فى 19 نوفمبر 1987 إلى جوار والده ووالدته وشقيقه".