"المحبة.. الأخوة.. الصداقة".. عنوان العلاقة الوطيدة التى تجمع الدولة المصرية ودولة الإمارات العربية المتحدة، فالإمارات، قيادة ممتدة فى حب مصر أرسى دعائمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ووسع أفقها أبناء زايد انطلاقا من وصيته الخاصة التى قال فيها "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائى بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. أن مصر بالنسبة للعرب هى القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة".
وتمتلك مصر والإمارات مخزونًا استراتيجيًا من الود والتقارب والحرص على المصلحة المشتركة، لا يتوافر فى كثير من العلاقات بين الدول الصديقة وبعضها البعض؛ وبالطبع، فالدولتان ترتبطان بعلاقات وثيقة مبنية على التكاتف والدعم المشترك فى القضايا والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية والعالمية، خاصة محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، والحفاظ على الدولة الوطنية ورفض التدخل فى الشئون الداخلية للدول.
وهو الأمر الذى توج مؤخرًا عبر موقع تويتر من خلال هاشتاج تصدر تريندات تويتر ممثل فى "محدش يزايد على ولاد زايد"، حيث شمل كلمات تعكس تلك المحبة الخالدة فى صفوف الشعب المصرى لنظيره الإماراتى والعكس، كما تضمن صور للرئيس المصرى والرئيس الإماراتى.
السيسى ومحمد بن راشد
أبو الغيط فى الإمارات
وفى سياق التعاون المستمر بين مصر والإمارات والدور البارز الذى تلعبه الإمارات إقليميا، استقبل عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولى فى دولة الإمارات، أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، حيث تناول اجتماعهما الذى عقد فى ديوان عام الوزارة بأبوظبي، بحث تطورات الأوضاع فى المنطقة ومجمل القضايا على الساحتين العربية والدولية.
الشيخ عبدالله بن زايد وأبو الغيط
وبحث بن زايد مع أحمد أبو الغيط مستجدات جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" وأهمية التعاون والتنسيق بين الدول العربية فى مواجهة تداعياته بالإضافة إلى العمل على دعم الجهود العالمية من أجل التوصل إلى لقاح للمرض وتأمين احتياجات شعوب المنطقة العربية منه.
ورحب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بأحمد أبو الغيط، مؤكدا حرص دولة الإمارات بدعم ورعاية قيادتها الرشيدة على تعزيز مسيرة العمل العربى المشترك بما يسهم فى تحقيق تطلعات الشعوب العربية فى التنمية والازدهار والرخاء.
وأشاد وزير الخارجية الإماراتى بجهود أحمد أبو الغيط ودور جامعة الدول العربية فى تعزيز وحدة الصف العربى وخدمة القضايا العربية.
مواقف مشتركة
مواقف دعم لاتحصى لدولة الإمارات العربية المتحدة تجاه مصر بعضها سياسى والآخر اقتصادى خلافا للجانب الاجتماعى الذى لا تخطأه عين، ففى حرب أكتوبر 1973 ساندت مصر حتى تحررت أراضيها، كما تبنت الإمارات سياسات محترمة فيما يتعلق بثورة الثلاثين من يونيو، وساندت إرادة الشعب المصرى ضد حكم الإخوان، ومن ناحيتها كانت مصر من أول الدول التى أيدت الاتحاد فور إعلانه عام 1971، فيما يرتبط الأمن القومى المصرى بالإمارات وبالخليج العربى ارتباطًا وثيقًا.
وفى نوفمبر العام العام الماضى كانت زيارة الرئيس السيسى إلى الإمارات تتويجا لتاريخ طويل من تلك العلاقات وتأسيس لمرحلة أكثر ازدهارا فى التعاون، فجاءت الزيارة فى إطار خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية وما يربط الدولتين من علاقات تعاون استراتيجية متشعبة على كافة الأصعدة، وحرص الدولتين على التنسيق المتواصل بشأن كيفية مواجهة التحديات التى تشهدها المنطقة فى المرحلة الراهنة التى تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومى العربي.
ورحبت دولة الإمارات العربية المتحدة المختلفة، بمختلف مؤسساتها، بزيارة الرئيس السيسى التى تزامنت مع أزمات إقليمية ودولية تحتاج إلى التوافق على كثير من الحلول إيمانا من الدولتين بلغة الدبلوماسية نهجا لترسيخ الأمن وتحقيق السلام والتنمية، وتعزيز آليات مكافحة التطرف والإرهاب.
و تزينت مبانى أبوظبى بالعلم المصرى وصورة الرئيس السيسى، وأصدرت الصحف الإماراتية، أعدادًا تاريخية بمناسبة الزيارة، واشادت فى افتتاحياتها بدور الرئيس السيسى فى التأكيد الدائم على ارتباط أمن الخليج بأمن مصر، كما أجمعت الصحف الإماراتية على أن الزيارة فى هذا التوقيت فى غاية الأهمية فى ظل الوضع الإقليمى والدولى الراهن.