أصحبت ألعاب الفيديو جيمز جزءا لا يتجزأ من حياة الكثير منا فى الوقت الراهن، خاصة مع انتشار الهواتف الذكية التى أصبحت تطبيقات الألعاب ضمن برامجها الأساسية، إذ يعتمد عليها الكثيرون للتسلية وقضاء وقت الفراغ، لكنها فى الوقت نفسه تمتلك العديد من الجوانب السلبية، مثل الإصابة ببعض الأمراض النفسية كالعزلة والاكتئاب، وقد تصل مخاطرها فى بعض الأحيان إلى الانتحار والإدمان بل والقتل، الأمر الذى تكرر بشكل كبير مع العديد من ألعاب ألفيديو الشهيرة.
- الإصابة بالسكتة القلبية:
تعد لعبة بابجى واحدة من أبرز ألعاب الموبايل خلال حول العالم، لكنها فى نفس الوقت تستحوذ على نصيب الأسد فيما يتعلق بوفيات الألعاب، حيث توفى طفل بمحافظة بورسعيد فى الثانية عشر من عمره إثر إصابته بسكته قلبية نتيجة استخدامه لعبة "بابجى" لساعات متواصلة، وتم نقله إلى المستشفى بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة فى منزله إثر سكته قلبية مفاجئة، فيما أكدت طوارئ مديرية الشئون الصحية، أن الطفل وصل جثة هامدة بصحبة بعض الأهالى نتيجة أنه توفى إثر إصابته بسكته قلبية نتيجة استخدامه لعبة "بابجى" حيث وجد هاتفه المحمول بجواره مفتوحا وعليه اللعبة.
كما تعرض شاب هندى فى ولاية "ماديا براديش" لأزمة قلبية أودت بحياته بعدما فشل الأطباء فى إنقاذه، بعد قضائه 6 ساعات متواصلة فى لعبة "بابجى" عبر هاتفه المحمول، ووفقا لموقع ndtv الهندى، فقال والد الفتى "فوركان كوريشي" الذى يبلغ من العمر 16 عاما، باللعب بعد تناول الغداء فى المنزل بلعب لعبة "ببجى" على هاتفه المحمول، مشيرا أنه استمر فى اللعب لمدة 6 ساعات متواصلة بعدها ثار غضبا على لاعبين آخرين".
- القتل:
كشف تقرير سابق أن خلافا حدث بين صديقين من كركوك فى العراق أثناء ممارسة إحدى الألعاب، إذ اندلع شجار بينهما بسبب رفض صديق مساعدة الآخر فى اللعبة، فأشهر سلاحه وأطلق ذخيرته الحيّة وأصاب مدنياً كان يقف أمام باب بيته يشاهد الشجار.
كما قتل شاب يبلغ من العمر 20 عاما رميا بالرصاص على يد مجهول، بينما كان يلعب "بوكيمون جو" خلال تواجده فى حديقة عامة بمدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، ووفقا لما نشره موقع businessinsider البريطانى، بحسب الشرطة المحلية، فإن الشاب "كالفين رايلى" تعرض لإطلاق النار فى حديقة Aquatic Park بالقرب من ساحة جيراريلى المشهورة فى سان فرانسيسكو مما أدى إلى وفاته.
كما تسببت لعبة Call of Duty فى جريمة قتل، وذلك بعدما نشبت مشاجرة بين لاعبين لـ Call of Duty على الإنترنت لتؤدى إلى وفاة رجل غير مسلح فى كانساس بالولايات المتحدة، وقال نائب رئيس شرطة ويتشيتا "تروى ليفينجستون" خلال مؤتمر صحفى إن شخصا مخادعا اتصل بالنجدة وقدم تقريرا كاذبا عن حادث إطلاق نار واختطاف، مما أدى إلى مقتل أب لطفلين، يبلغ من العمر 28 عاما، ولم يذكر الشرطى اسم اللعبة، لكنه قال إن المحققين يتتبعون العملاء المحتملين على الإنترنت.
كذلك فقد كانت هذه اللعبة سبب فى إنهاء حياة أحد الأشخاص طعنا بالسكين، وذلك عندما قام شخص يدعى جوليان بروكس بالبحث عن شخص يلعب ضده وبالفعل وجد ذلك الشخص ولعبا ضد بعضهما البعض، فقام هذا الشخص بقتل جوليان فى اللعبة مما جعله يغضب من هذا الفعل، ليقرر الانتقام وقتل الرجل فى الحقيقة، ليذهب إلى منزله ومعه سكينة حادة ويطعنه.
- انتحار
انتحر مؤخرا شاب يعمل سائقا بإحدى شركات توصيل المواطنين، بإلقاء نفسه من الطابق الرابع بمنطقة الساحل فى القاهرة، وتبين إحداث إصابة بجرح قطعى باليد والقدم قبل إلقاء نفسه، وذكر أفراد أسرته أنه انتحر لخسارته مبلغ 50 ألف جنيه، فى لعبة مراهنات إلكترونية، مما أدى لإصابته بأزمة نفسية انتحر على إثرها، وحرر محضر بالواقعة، وباشرت النيابة التحقيق.
وبسؤال والده "مدير فندق"، وشقيقه "طالب" مقيمان بذات العقار، ذكرا أنه انتحر بسبب قيامه بلعب لعبة مراهنات إلكترونية من خلال الكمبيوتر، وقد خسر من خلالها مبلغ مالى 50 ألف جنيه، مما أدى إلى مروره بأزمة نفسية واكتئاب، وأقدم على أثرها بالآنتحار، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وباشرت النيابة التحقيق.
الإدمان
وفى نفس السياق، تستعد الصين لإطلاق إجراءات صارمة فى محاولتها لإبعاد الأطفال عن المحتوى الرقمى الذى يسبب الإدمان، إذ ذكرت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) أن الصين صوتت لصالح قانون معدَّل يحظر منتجات وخدمات الإنترنت التى "تحث على الإدمان" لدى الأطفال، ويتعين على منشئى الألعاب وخدمات البث المباشر والشبكات الاجتماعية أيضًا إعداد حدود للوقت والاستهلاك.
وتضفى هذه الخطوة إلى حد ما الطابع الرسمى على ما فعلته الصين من قبل، إذ كانت بالفعل تستكشف إدمان الألعاب، وقد قام مطورون للألعاب مثل شركة Tencent بالفعل بوضع قيود وقواعد صارمة، ومع ذلك فإن الحظر الصريح للمحتوى الذى يسبب الإدمان قد يجبر المواقع ومنشئى الألعاب على الالتزام حتى يكونوا آمنين، حتى لو لم يكونوا مقتنعين بأن الأطفال سوف ينجذبون إلى المحتوى الخاص بهم.
كما أدمن اثنان من المراهقين فى مدينة بيكاسى بإقليم جاوة الغربية الإندونيسى ألعاب الهاتف المحمول، لدرجة أن مؤسسة محلية شخصت حالتهما بأنها اضطراب فى الصحة العقلية، وقال مرسان رئيس مؤسسة ألفجر برسرى تامبون سيلاتان لإعادة التأهيل، وفقا لصحيفة جاكرتا بوست على موقعها الإلكترونى، إن المراهقين البالغ عمر كليهما 17 عاما، يخضعان للعلاج فى المؤسسة لمدة عام، مؤكداً أن شجار المراهقين عادة ما يبدأ بسبب استخدام الهاتف المحمول.
وأضاف: "هذا مثال صارخ على الاستخدام المفرط للهاتف المحمول بسبب تطور ألعاب الهواتف النقالة"، مشيراً إلى أنه نادراً ما يشاهد المراهقان فى حياتهما اليومية مشتركين فى أى أنشطة اجتماعية.
الاضطراب العقلي
كذلك فقد أعلنت حكومة كوريا الجنوبية أنها ستشكل هيئة استشارية من خبراء الصحة ومسئولى صناعة الألعاب ومنظمات المجتمع المدنى، لمناقشة إجراءات المتابعة لقرار منظمة الصحة العالمية لتصنيف إدمان الألعاب على أنه اضطراب عقلى، فيما ذكرت صحيفة (كوريا تايمز) على الإنترنت، أنه من غير المرجح أن تستمر المناقشة بسلاسة، حيث تحتج شركات الألعاب بشدة على التصنيف، الذى يزعمون أنه لن يحل مشكلة الإدمان بل سيضر فقط بالصناعة.
اعتراف منظمة الصحة العالمية:
فيما وافقت منظمة الصحة العالمية (WHO)،على الاعتراف بإدمان الألعاب كاضطراب فى الصحة العقلية، ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، ولكى يتم تشخيص هذا الاضطراب، يجب أن يلعب الأشخاص ألعاب الفيديو لدرجة إعطاءها الأولوية عن اهتمامات الحياة الأخرى، وانعكس هذا التغيير فى التصنيف الدولى للأمراض التابع لمنظمة الصحة العالمية، وهى قائمة يستخدمها مقدمو الخدمات الصحية كدليل توجيهى لتشخيص المرضى.