دائمًا ما تشهد غرفة خلع ملابس الأندية العديد من الكواليس التى يتم الكشف عن بعضها، فيما يتبقّى الكثير منها بمثابة أسرار لا يعلم عنها أحد شيئاً، وغالباً ما يكون لهذه الكواليس دور كبير فى العديد من القرارات المهمة التى قد تؤثر فى مستقبل بعض اللاعبين، لأن غرفة ملابس الفرق تُعد "المطبخ" الذى تخرج منه الشرارة الأولى لقرارات مهمة وتعليمات قوية ويكون لها دور كذلك فى تحقيق الانتصارات والصعود إلى منّصة التتويج، كما يكون لها دور كذلك فى استقبال الهزائم وخسارة البطولات، كما تشهد غرفة الملابس مناقشات صاخبة أحياناً ووصلات هزار أحيانا أخرى، لذا سنقدم فى سياق التقرير التالى كواليس بعض ما يحدث فى غرف الملابس بالكرة المصرية.
الكثير من الكواليس والأسرار تُكشف بين الحين والآخر عن تفاصيل أقوى صفقات الأهلى والزمالك، خاصة عندما يفوز أحد القطبين بلاعب يُصبح بعد ذلك نجمًا كبيرًا مؤثرًا فى مسيرته وجالبا للعديد من البطولات والإنجازات لأحدهما، وأحد أبرز هؤلاء النجوم، يأتى وائل جمعة، مدافع منتخب مصر والأهلى الأسبق، الذى كان هدفًا للقطبين عندما كان لاعبًا فى المحلة، ويروى وائل جمعة كواليس التفاوض معه مشددًا على أنه كان قريبًا من الانضمام للزمالك قبل أن يوقع للأهلى وينضم رسميًا للقلعة الحمراء، قائلاً: "وقعت للزمالك قبل اللعب فى الأهلى، وكان توقيعى على ورقة رغبة، وسبحان الله ربنا يسر لى اللعب فى القلعة الحمراء، رغم أنى تلقيت عرضا من الزمالك قبل انتقالى للأهلى وبالفعل ذهبت للتوقيع وجلست فى منزل حلمى طولان لكن كانت هناك بنودًا فى العقد لم أوافق عليها، لأعود للمحلة".
وأضاف جمعة: "هذه المفاوضات جاءت عقب مباراة الأهلى والمحلة، ووقتها أرسل حلمى طولان لى سيارة خاصة لتقودنى من الاستاد إلى منزله وكانت الساعة الثانية صباحا ولا يوجد عقود فى منزله، فوقعت على ورقة رغبة بأننى أريد اللعب فى الزمالك رغم أننى أهلاوى وأعشق النادى الأهلى"، لكن ما حدث أنه خلال هذه المباراة سمير كمونة حدثت له مشكلة وتم إيقافه لمدة موسم كامل، وعلى الجانب الآخر كانوا يسألون مانويل جوزيه عن اللاعب الذى أعجبه فى اللقاء، فأجاب رقم 5 هنا ورقم 5 هناك، يقصدنى أنا وسمير كمونة، فأوضحوا له أن كمونة سيتم إيقافه، فطلب منهم أن يتعاقدوا معى".
وأشار نجم الأهلى السابق إلى أن نائب رئيس نادى الزمالك فى وقتها جعله يوقع على ورقة الرغبة ليستخدمها كنوع من أنواع الضغط بأنه أصبح ملكًا للأبيض، قائلاً: "ولكن بعد نزولى من منزل حلمى طولان مسؤول بالأهلى اتصل بى فذهبت له ووقعت للأحمر واختفيت كعادة النادى الأهلى يقولون لك وقع واختفى ولا تجعل أحد يراك".
ومن جانبه، يسرد محمد عبد الوهاب، عضو مجلس إدارة النادى الأهلى الأسبق الواقعة بتفاصيلها، قائلاً: "حين طلب جوزيه من محمود الخطيب نائب رئيس الأهلى آنذاك التعاقد مع وائل جمعة، كان الأخير على وشك الانتقال للزمالك، بعد أن تحرك حلمى طولان المدير الفنى للزمالك وقتها بسرعة لخطفه وأخذه إلى منزله فى مدينة نظر، ووضع كذلك طولان شرطًا جزائيًا فى عقد وائل جمعة الذى وقعه على بياض للزمالك"، مضيفًا: "اتصل بى أحد الصحفيين وأبلغنى بهذا الموضوع، فاتصلت بكابتن محمود الخطيب وحكيت له الموضوع كله وسألته هل ترغب فى ضم اللاعب؟.. فأجاب بيبو "فورًا".
وأضاف: "بعد ذلك اتصلت بالصحفى، وقلت له أرغب فى التحدث لوائل جمعة وحين وصلت للصخرة طلبت منه أن يأتى إلى مكتبى فى اليوم التالى، وبالفعل وصل وائل جمعة وكما اتفقت معه كان برفقته كل اخوته، وبناء على تعليمات كابتن محمود الخطيب جعلت الصخرة يمنحنى عقده مع الزمالك، ثم وقع جمعة للأهلى على عقد من 4 نسخ على بياض، واللاعب أمانة وقع فورًا دون السؤال عن أى مقابل مالى حتى"، متابعًا: "كنت حريصًا على أن يحصل وائل جمعة على هاتف جديد، ومنحته شريحة أخرى بنمرة جديدة مختلفة حتى لا يصل إليه أى شخص أخر، ولم يكن أحد فى مصر كلها يعرف تلك النمرة إلا أنا وكابتن محمود الخطيب، ثم استفسرنا قانونيًا وأدركنا أن العقود على بياض لا يعتد بها، وهنا ذهب كابتن الخطيب إلى إدارة المحلة رأسًا وحسم الصفقة".