أشاد الأمير عبد الله بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية النمسا ومحافظ المملكة السعودية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدور المهم الذى تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام فيما يتعلق بالتحـقـق والرصد من برنامج إيران النووى، وعلى المهنية والشفافـية العالية التى يتمتع بها مـفـتـشوها.
جاء ذلك فى كلمة المملكة السعودية التى ألقاها فى دورة مجلس محافظى الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA تحت البند (5): التحقق والرصد فى إيران على ضوء قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم (2231) لعام 2015.
وأشار إلى تقرير المدير العام للوكالة وما تَـضَـمَّـنَه من ارتفاع كمية اليورانيوم المخصب فى إيران فوق القيود المسموح بها فى الاتفاق، ما يعد استمرارًا للتصعيد والتجاوزات الإيرانية التى انعكست خلال التقارير السابقة التى أصدرها المدير العام، والتى تم فيها رصد مخالفات إيران لخطة العمل الشاملة المشتركة، وهذا الأمر يؤكد نِية إيران من الاتفاق النووى وطموحها من خلاله، كونها وجـدت فيه منذ البداية أوجه قصور، استخدمتها جسراً للوصول إلى مبتغاها وابتزازها وتهديدها الدائـمـين للأمن والسلم الدوليين، الأمر الذى يؤكد عدم قدرة هذا الاتفاق على تحييد نشاط إيران النووى غير السلمي، لاسيما فى ظل إصرارها على تطوير وسائل الإيصال، وسلوكها المزعزع لأمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع.
ونوه بأن هذا التقرير يؤكد للجميع مجددًا اتباع إيران لذات السياسة القائمة على الخداع والمراوغة؛ وذلك من خلال ما تضمنه من عدم مصداقية إيران فى تقديم تفسيرات منطقية ومنسجمة تقنياً مع نتائج تحليل العينات التى أخذتها الوكالة من موقع تُركَاز أباد، الذى يحتمل وجود أنشطة أو مواد نووية غير معلنة فيه، مع الأخذ فِى الاعتبار أن ذات الموقع قد تعرض لعمليات تطهير مكثفة، معرباً عن قلق المملكة إزاء استمرار إيران باتباع هذا النهج، مع الإشارة فى ذات الوقت إلى أن هذا الأمر ليس بمستغرب، فتاريخ النظام الإيرانى مليء بمثل هذه الأعمال غير المقبولة، كونها دأبت دوماً على إخفاء أجزاء ومكونات عديدة وحساسة من برنامجها النووي، وسعيها الحثيث لامتلاك أسلحة نووية سواءً فى الوقت الحالى أو فى المستقبل القريب.
وأكد دعوة المملكة لإيران للتعاون الكامل مع الوكالة من أجل تلبية طلباتها والإجابة على الاستفسارات المقدمة لها دون مزيد من التأخير والمماطلة وفقاً لاتفاق الضمانات والبرتوكول الإضافي، كما تأمل من الدول الأعضاء تقديم كامل الدعم للوكالة ومديرها العام، لمواصلة العمل على كل ما من شأنه الحفاظ على نظام الضمانات للحد من الانتشار النووي، وتحديداً فى إيران، لاسيما فى ظل وجود أدلة تـعزز من الشـكـوك حـيـال نواياها فيما يـتـعـلـق بـبـرنامجـها النووي.
وجدد دعم المملكة وتقديرها لجهود الوكالة ومديرها العام وتميزها فى أداء دورها الأصيل بمهنية وحيادية عالية، داعياً إلى إزالـة السـتـار عن المزيد من المعلومات المرتبطة بأنشطة إيران النووية، وتكثيف أعمال التفـتـيش داخـلـهـا لـلـكـشـف عـن أى مواقـع من المحـتـمـل أن تـسـتـخـدمـهـا لـلـقـيـام بأنـشـطة نووية غـير معـلـن عنها، مع أهمية إبـقـاء المجـلـس على اطلاع دائـم بـما يـسـتـجـد فى هذا الشأن، بما فى ذلك نتائج عينات الموقعين اللذين تم تحديدهما من قبل الوكالة، وعملية التحقق الإضافية لمخزون المواد النووية فى منشأة معلن عنها فى إيران؛ لإعادة التحقق من يورانيوم بتخصيب طبيعى مصنع على شكل معدن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة