انفضح أمر الديكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان الذى يسعى لنشر التطرف ودعم النزاعات المسلحة في كل الدول التي تشهد صراعا، حيث تعمد أردوغان ركوب "موجة" الرسومات المسيئة، والتنديد بما قاله الرئيس الفرنسى ماكرون وتلاعب بخطابه لجمع شعبية أكبر ومحاولة كسب مؤيدين لأفعاله التي تعتبر انتهاكات دولية.
ورغم أن أزمة الإساءة الفرنسية للمسلمين قوبلت باستنكار واستهجان كبير فى العالمين العربى والإسلامى، ونددت واستنكرت الحكومات والشعوب، لكن فى تركيا كان الأمر مختلفا، فقد شنت السلطات التركية حملة شرسة ضد باريس، فسرها مراقبون بكونها حملة مضادة تقوم بها أنقرة للتشويش على حملة مقاطعة البضائع التركية فى العالم، فى وقت يتهاوى فيه الاقتصاد التركى جراء الحملة، وهبطت الليرة التركية لأدنى مستوى لها، وفى ظل تدهور الاقتصاد التركى فى الفترة الأخيرة وتعدد الأزمات والخسائر الاقتصادية، كل هذه الأسباب دفعت أردوغان للقيام بحملة ضد باريس لإنقاذ نفسه من السقوط من خلال أزمة "الرسوم المسيئة"، وفى الوقت ذاته لم ينتفض أردوغان وسلطاته ويتصدون للرسوم المسيئة للأنبياء والرسل فى بعض الصحف التركية.
نشرت صحيفة تاج شبيجل الألمانية، تحليلاً سياسًا حول ما يفعله الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وحملته ضد رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، يشير إلى أن أردوغان يحاول صرف الانتباه عن المشكلات الخاصة به في السياسية الداخلية للبلاد، وما يقوم به من اعتداءات على سيادة وحدود الدول الأخرى، وذلك فى الخلاف الحالى بين باريس وأنقرة حول الرسوم الكاريكاتورية للنبى محمد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من الصعب أن يبقى ماكرون مكتوف الأيدى صامتًا، خاصة بعد أن سخر منه أردوغان علنًا فى نهاية الأسبوع الماضي، قائلًا: أنه يجب فحص ماكرون بشأن حالته العقلية.
وأكدت الصحيفة، أن أردوغان يسير على هذه الخطى منذ وقت طويل، وحتى قبل أزمة كورونا، حيث كانت البلاد تعانى من أزمة اقتصادية مع ارتفاع معدلات التضخم والبطالة الهائلة بين الشباب، وفى حين أن أردوغان بالكاد يستطيع خلق وظائف جديدة من خلال سياسته، فإنه الآن يلعب دور المدافع الأول عن العقيدة.
وأضافت الصحيفة، أن أردوغان صعد القضية، ودعا إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، مشيرة إلى أن المرجح أن يكون الضرر الفعلي للاقتصاد الفرنسي محدودًا.
وماكرون هو أحد أولئك الموجودين في الاتحاد الأوروبي الذين يطالبون بفرض عقوبات على تركيا بسبب عمليات التنقيب عن الغاز فى شرق البحر المتوسط، والمنطقة ليست المنطقة الدولية الساخنة الوحيدة التى يطلق فيها أردوغان النيران، فهناك ليبيا ومنطقة جنوب القوقاز ناجورنو كاراباخ من بينها أيضًا.
على صعيد آخر، دافع الاتحاد الأوروبى عن إيمانويل ماكرون في وجه رجب طيب أردوغان الذى هاجم بقوة الرئيس الفرنسي وطالبه "بعلاج نفسه".
وندّد وزير خارجية الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل ، بتصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ضد نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون معتبراً أنها "غير مقبولة"، داعياً أنقرة إلى "وقف دوامة المواجهة الخطيرة".
وكتب بوريل فى تغريدة: "تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان ضد الرئيس إيمانويل ماكرون غير مقبولة. أدعو تركيا إلى وقف دوامة المواجهة الخطيرة هذه".
وكانت فرنسا قد استدعت سفيرها لدى تركيا السبت، وقال مكتب ماكرون في بيان: الغضب والإهانات ليسا أسلوبا، ردا على تصريحات لأردوغان قال فيها إن نظيره الفرنسي يحتاج لعلاج نفسي لموقفه من المسلمين.
وكان أردوغان قد قال في كلمة ألقاها أمام مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه في مدينة قيصري بوسط تركيا: "ما هي مشكلة هذا الشخص الذي يدعى ماكرون مع المسلمين والإسلام؟ إنه يحتاج إلى علاج على المستوى النفسي".
وقال مسؤول بالرئاسة الفرنسية: "تصريحات الرئيس أردوغان غير مقبولة، وتصعيد اللهجة والبذاءة لا يمثلان نهجاً للتعامل، ونطلب من أردوغان أن يغيّر مسار سياسته لأنّها خطيرة على كل الأصعدة، ولن ندخل في سجالات عقيمة ولا نقبل الشتائم".
لكن ألمانيا عبرت عن "تضامنها" مع ماكرون بعد بيان الرئيس التركي، وقال المتحدث باسم الحكومة ستيفن سيبرت "إنها تعليقات تشهيرية غير مقبولة على الإطلاق ، خاصة على خلفية القتل المروع للمدرس الفرنسي صمويل باتي على يد متطرف إسلامي".
وفي تغريدة قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن هولندا تقف بحزم مع فرنسا ومن أجل القيم الجماعية للاتحاد الأوروبي، بعد خطاب أردوغان.
ونقلاً عن معهد الإحصاء التركى، فإن فرنسا هي عاشر أكبر مصدر للواردات إلى تركيا، ويُقال إن شركة رينو الفرنسية هي إحدى العلامات التجارية الرائدة للسيارات من حيث المبيعات في البلاد.
وتأتي دعوات أردوغان للمقاطعة بعد شهور من التوترات المتصاعدة بين فرنسا وتركيا، وتركيا وفرنسا حليفتان في حلف شمال الأطلسي، لكنهما على خلاف حول مجموعة من القضايا تتعلق بسياسات كل منهما في سوريا وليبيا، فضلا عن خلاف بشأن تنقيب أنقرة عن النفط والغاز وترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط، وكذلك موقفهما من الصراع بين أرمينيا وأذربيجان.
كما اشتبك الرئيس ماكرون مع أردوغان بشأن التنقيب عن النفط والغاز التركي في المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط، ونشرت فرنسا طائرات وفرقاطة في المنطقة في أغسطس وسط التوترات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة