واحدة من أكثر الروايات الأدبية شهرة هى رواية "رائحة البرتقال" للأديب محمود الوردانى، والصادرة عام 1992، عن هيئة الكتاب، والتى رغم أنها لم تحظى بقراءات نقدية جيدة، لكنها فرضت نفسها على الأوساط الأدبية والثقافية، كرواية من الروايات الجيدة.
تبدأ الرواية بـ نزول بطلها من الشقة التى كان فيها الى العالم. نزل الى العالم مصحوباً بروحه، التى رمز إليها بطفلة رضيعة لاحظ إختيار الرمز الأنثوى لتبدأ على الفور مطاردتهما، أو شعوره بأنهما مطاردان.
وتتقاسم قدره على طول فصول الرواية قوتان رئيسيتان محاولته النجاة من مطارديه، وسعيه للوصول الى يقين حول وجوده. وإشتغال هاتين القوتين يصيبه بين الحين والآخر بانهاك روحى وتعطش الى التطامن الذى سيتمثل فى المرأة. وفى أثناء ذلك كان عليه أن يشق طريقه وينجح فى الاختبارات المتتابعة دون أن يفقد روحه الحية الطفلة التى يحتضنها أينما حل ويرعاها. لكن فى آخر الرحلة بدا كما لو أنه صار لزاماً عليه أن يقر بالحقيقة المرة أن روحه قد ماتت، ولم يبق سوى أن يبحث لها عن قبر مناسب.
وقالت الناقدة اعتدال عثمان، عن رواية "رائحة البرتقال" لمحمود الوردانى، وأوضحت أن هذه الرواية واحدة من الأعمال التى تتطلب أكثر من قراءة؛ فمنذ بداية أحداثها يستشعر القارئ رمزية الأحداث والشخوص والأماكن، ثم تناولت البنية السردية عند محمود الوردانى، متخذة روايته "البحث عن دينا" نموذجًا تحليليًا.
ويرى الكاتب يسرى أبو القاسم، كل ذلك يجعلنا نسرح فى رمزية الوردانى، وكأن الرجل ليس هو الرجل، وكأن الطفلة ليست طفلة، بل كلاهما ضمير يبحث عن الحرية والعدل والمعانى السامية والافكار النبيلة، وكأنهما قلب يبحث عن الحب عن الدافئ عن الطمأنينة،عن رائحة البرتقال النفاذه التى تنعش الروح.
محمود الوردانى روائى من مواليد حى شبرا بالقاهرة. ضمت مسيرته الروائية روايات عديدة منها "نوبة رجوع" عام 1990، و"رائحة البرتقال" فى 1992، و"الروض العاطر" فى 1993"، و"أوان القطاف" عام 2003، و"البحث عن دينا" لعام 2016، وغيرها. والأحدث هى رواية "باب الخيمة" الصادرة العام الماضى 2018، وكذا مجموعات قصصية مثل "السير فى الحديقة ليلًا" الصادرة عام 1984، و"النجوم العالية" عام 1985 و"فى الظل والشمس" عام 1995.
