استضافت مدينة ريبه في جنوب الدنمارك متحفا فريدا من نوعه يؤرخ الفترة المظلمة فى تاريخ الدنمارك ويعيد أجواء عصر مطاردة الساحرات الذي عصف بالقارة الأوروبية خلال القرنين السادس والسابع عشر، ليوضح للأطفال الدنماركيون في الزمن الحالي تنكر ملابس السحرة والساحرات وذلك تزامنا مع احتفالات عيد الهالوين.
كانت الدنمارك فى ذلك الوقت مجتمعا يؤمن بالخرافات حيث كان الخوف وانعدام الثقة غالبا متشابكين مع الاستخدام السرى للسحروحكمت الدنمارك على ألف شخص بالإعدام بتهمة ممارسة السحر، من عدد سكان البلاد الذى كان وقتها حوالى مليون نسمة، ومعظم المتهمين كان من النساء اللواتي ساد الاعتقاد أنهن تواطأن مع الشيطان
وفى كل أنحاء أوروبا، قدم نحو 100 ألف شخص لمحاكمتهم بتهمة ممارسة السحر، فيما حُرق ما يصل إلى 50 ألف شخص، و أن عداء الدنمارك للسحر يرجع بشكل كبير إلى الملك كريستيان الرابع (1577-1648).
ففي ظل حكمه، تم اعتماد أول تشريع في البلاد ضد هذه الممارسة في العام 1617 وأرسل بموجبه ممارسو السحر الأسود إلى عمود خشبي لإحراقهم. وخلال السنوات الثماني التي أعقبت اعتماد القانون، تفشت عمليات الاضطهاد وكانت تحرق ساحرة كل خمسة أيام.
وقالت ليندغارد مديرة المتحف أن الملوك تحملوا هذه المسؤولية بعدما أعلن الفيلسوف الفرنسي جان بودان في القرن السادس عشر أنه إذا لم يقم الملك باضطهاد الساحرات فهو المسؤول الوحيد عن المصائب التي تصيب رعاياه وأوضحت يحب الناس أن يشاهدوا ويقرأوا عن كل الأشياء... مثل الروايات والأفلام والمسلسلات التليفزيونية وأيضا عن جوانبها التاريخية".
وافتتح متحف "هيكس! ميوزيوم أوف ويتش هانت" في نهاية يونيو، واستقطب عشرة آلاف زائر في الشهر الأول لإطلاقه، وهو أمر يعزى إلى الطقس الصيفي المعتدل وشعبية موضوع العرض.
ويتعلم زوار المتحف أن معظم السحرة كانوا من النساء "واحد من كل أربعة كان رجلا"، على قولها.
ويعرض المتحف تعويذات ودمى وغيرها من الأشياء، بالإضافة إلى أدوات تعذيب وإعادة بناء محاكمات السحرة وكلها مصحوبة بموسيقى خلفية غريبة الاطوار.