مفتى الجمهورية يقدم تحليلًا لفكر "الإخوان" من أقوالها… ويعرض شهادات علماء الأزهر فيها
مفتى الجمهورية فى برنامج "نظرة" مع الإعلامى حمدى رزق:
- نقدِّر بيان هيئة كبار العلماء السعودية بتحريم الانتماء للإخوان
- على الشعوب أن تنتبه إلى خطر جماعة الإخوان وما تولد منها من جماعات إرهابية
- مسيرة الإخوان منذ نشأتها لا تؤدى إلى عمران بل تؤدى إلى زعزعة استقرار المجتمعات والدول
- حسن البنا هدد فى مجلة الجماعة بأن الإخوان سيستخدمون القوة العملية وإعلان الحرب على زعماء الدول وهيئاتها
- فكرة الاستعلاء إحدى ركائز دعوة الإخوان واعتبروا أنفسهم محتكرين للحق والإيمان
- شهادة الدكتور عبد العزيز كامل أحد أقطاب الإخوان أكدت أن البنا حرض على اغتيال الخازندار
- أصدرنا فى دار الإفتاء دراسة تحليلية حول "التأسلم السياسي" توصلنا فيها إلى أن الإخوان تتخذ الدين وسيلة للوصول للمناصب السياسية
- الإمام المراغى طالب بحل جماعة الإخوان وقال إنها تسعى لإنشاء كيان مواز للأزهر
- جماعة كبار العلماء أصدرت بيانًا بينت فيه حال الإخوان وأنهم انحرفوا وأعدوا لفتنة طائشة لا يعلم مداها إلا الله
- أرجو كل مشاهد وشاب أن يطلع على تقرير الشيخ السبكى على كتاب سيد قطب ليتبين ضلال منهجه
- جماعة الإخوان يستغلون حماسة الشباب ليكونوا ضد المجتمع والدولة
- سيد قطب يرى أن الإسلام انزوى منذ زمن بعيد وأن الجاهلية عادت مره أخرى
قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم: إننا نقدر البيان الصادر عن هيئة كبار العلماء السعودية، ونقدر موقف سماحة مفتى المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، فهو بيان مهم يضع النقاط على الحروف ويبين الموقف الشرعى من الانتماء إلى جماعة الإخوان وحرمته بناء على مقومات علمية سردها البيان.
وأكد المفتى، أن هذا البيان كاشف وراقٍ وجاء ليضع النهاية ويبلور الأفكار السابقة فى صورة نهائية الآن، وعلى الشعوب أن تنتبه إلى هذا الخطر الذى تمثله الجماعة الأم ويمثله المتوالد عنها أيًّا كان وصفه وأيًّا كان اسمه؛ لأنهم جميعًا يرجعون إلى أصل واحد وأم واحدة رضعوا جميعًا منها واستقوا كل أفكارهم وتوجهاتهم من هذه الجماعة الأم وهى "الإخوان"
وأضاف المفتى خلال لقائه الأسبوعى فى برنامج "نظرة" مع الإعلامى حمدى رزق، أن مفتى المملكة العربية السعودية قد أصاب فى حكمه وقد كان لدار الإفتاء المصرية فكر وحكم فى هذا الشأن مسبقًا، حيث انتهت فيه إلى حرمة الانتماء لجماعة الإخوان كما انتهت المملكة العربية السعودية الآن.
وأوضح أن الأدلة على تحريم الانتماء للجماعات الإرهابية -مثل الإخوان- كثيرة؛ حيث يقوم القرآن الكريم على التعاون والوحدة وما يؤدى إلى الاستقرار والعمران وما يؤدى إلى تحقيق خلافة الله فى الأرض من قِبل الإنسان خلافة حقيقية يسودها روح العمران الحقيقي. وإذا لاحظنا مسيرة الإخوان منذ عام 1928 والتنظير والتطبيق والفكر والفعل فلن نجد أى توأمة مع ما قاله القرآن، ونجد بالفعل أن اتجاهات الجماعة لا تؤدى إلى عمران بل تؤدى إلى زعزعة استقرار المجتمعات والدول والحكم.
وتابع المفتى مستشهدًا ببعض كلام حسن البنا مؤسس الإخوان حينما قال: "إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية، حيث لا يجدى غيرها، وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة، وهم حين يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء وسينذرون أولًا، وينتظرون بعد ذلك، ثم يقدمون فى كرامة وعزة، ويحتملون كل نتائج موقفهم هذا بكل رضاء وارتياح".
وعلَّق المفتى أنه يجب أن نضع تحت كلمة "ينذرون أولًا" خطوطًا كثيرة؛ لأنها تفصح عن فكر وثقافة، وقد أفصح عنها التفسير الحركى الخاطئ لسيرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم، الذى تكلم عنه "منير الغضبان" مراقب الإخوان فى سوريا فى كتابه "التفسير الحركى لسيرة النبي"، حيث قال فى مقدمه الكتاب: "إن أفكاره استقاها من الاتجاه الحركى عند سيد قطب. كذلك فكأن الذى يُنذر هنا ليس مسلمًا وكأنه يقول إنه صاحب رسالة، ونظرة جاهلية المجتمعات بدت واضحة فى كتاب سيد قطب.
وتابع المفتى عرض أفكار حسن البنا التى عرضها فى افتتاحية العدد الأول لمجلة "النذير" التابعة للجماعة حيث يقول: "سننتقل من حيز دعوة العامة إلى حيز دعوة الخاصة أيضًا، ومن دعوة الكلام إلى دعوة النضال والأعمال، سنتوجه بدعوتنا إلى المسئولين من قادة البلد وزعمائه ووزرائه وحكامه وشيوخه ونوابه وهيئاته وأحزابه وسندعوهم إلى منهاجنا ونضع بين أيديهم برنامجنا وسنطالبهم بأن يسيروا بهذا البلد المسلم، بل زعيم الأقطار الإسلامية فى طريق الإسلام فى جرأة لا تردد فيها، وفى وضوح لا لبس فيه، ومن غير مواربة أو مداراة؛ فإن الوقت لا يتسع للمناورات، فإن أجابوا الدعوة وسلكوا السبيل إلى الغاية آزرناهم، وإن لجأوا إلى المواربة والمراوغة وتستروا بالأعذار الواهية والحجج المردودة فنحن حرب على كل زعيم أو رئيس أو حزب أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام ولا تسير فى الطريق إلى استعادة حكم الإسلام ومجد الإسلام، سنعلنها خصومة لا سِلم فيها ولا هوادة معها حتى يفتح الله بيننا".
وعلق المفتى مؤكدًا أن تلك المفردات مثل "حتى يفتح الله بيننا" تأتى فى تعامل المسلمين مع الكفار وهو بيان يفصح عن جملة من الأشياء، أولها أنه يفصح عن المجتمع الذى نعيش فيه، ولاحظ أننا الآن بين جنبات علماء الأزهر الشريف، الذى كان موجودًا فى هذا الوقت كيف تكلم حسن البنا بهذه اللغة واللهجة ونصب نفسه أنه الحريص كل الحرص على الإسلام وكأن فكرة الجاهلية مستشرية فى المجتمع، وأن الدولة ليست سائرة على الإسلام، وكانت هذه الفكرة متأصلة منذ بداية دعوة الإخوان وبرنامجهم الذى يدعون الناس إليه ثم يُنَظِّر لها سيد قطب فيما بعد، لذلك فكلام حسن البنا يؤدى إلى التفريق وإيجاد أزمة فى المجتمع، ومن ثم فلو وضعناه فى نطاق الحق والعدل لقلنا إنه يَحرُم الانتماء إلى جماعة الإخوان بناءً على هذا الكلام الذى ذكره رئيس جماعة الإخوان.
وأشار المفتى إلى أن فكرة الاستعلاء موجودة لدى الجماعة الإرهابية وتعد إحدى الركائز الأساسية فى دعوة الإخوان، حيث اعتبروا أنفسهم أنهم من يحتكرون الحق والإيمان؛ ولذلك يدعون المجتمع إلى ما هم عليه وليس إلى ما عليه الإسلام، كما أن دعوتهم تبتغى الدعوة إلى مراكز القرار، أما الذى عليه الناس من الإسلام والتاريخ الرصين فلا يقيمون له وزنًا.
وقال المفتى إن هناك شهادة مهمة للدكتور عبد العزيز كامل، أحد أقطاب الإخوان لكنه انسلخ عنهم بعد ذلك، والذى أكد فى مذكراته تحت عنوان: "دم الخازندار" والتى أفصحت عن الموقف الذى يتبناه: "سألت البنا بعد اغتيال الخازندار قائلًا: هل أصدرت فضيلتكم أمرًا صريحًا لعبد الرحمن السندى بهذا الحادث؟ قال البنا لا: ولا أتحمل المسؤولية، ووجه السؤال نفسه للسندي، فقال: نعم تلقيت الأمر من البنا، ولا أحمل المسؤولية، فقال البنا: أنا لم أقل لك، ولا أحمل المسؤولية، وأن كل ما صدر منى من قول («لو ربنا يخلصنا منه» أو «لو نخلص منه»، أو «لو واحد يخلصنا منه»)، معنى لا يخرج عن الأمنية، فرد السندي: أنت قلت، وتحمل المسؤولية، ويتبرأ كل منهما من دم الخازندار، وجاءت فرصة قابلت فيها الأستاذ المحامى صلاح عبد الحافظ شقيق أحد المتهمين حسن عبد الحافظ فوجدته ناقمًا على الإخوان أشد النقمة، وقد مست القضية شرف المهنة التى يعمل فيها، والعدوان على القضاء الذى يقف أمامه".
وأوضح المفتى أن تلك الشهادة بمثابة شهادة حق مفصحة عن تاريخ طويل جدًّا من عدم التركيز وعدم إدراك الألفاظ وعدم إدراك تلاميذ البنا وماذا يحملون عنه، وبناءً على ذلك يكون مشتركًا معه متمردًا ومتحملًا للمسؤولية.
ولفت مفتى الجمهورية إلى أن دار الإفتاء أصدرت تقريرًا مهمًّا بعنوان: "جذور العنف عند الإخوان" نقلنا فيه هذا الكلام وتعرضنا لتلك الواقعة وغيرها بالوثائق والتاريخ، حيث أكدت الوثائق أن العنف متجذر عند الإخوان وهو نفس الكلام الذى ذكر بنصه فى المؤتمر الخامس للإخوان سنة 1938 .
وأضاف أنه علينا أن نتساءل ونضع علامات استفهام كثيرة من بينها: لماذا تحرص الجماعة على إنشاء كيانات موازية لكيانات الدولة؟ وهذا سؤال ما زال مطروحًا حتى الآن، مشيرًا إلى أن منهج الجماعة لا يعترف بالقوانين الموجودة الحاكمة لهذه الدولة.
وأوضح أنه فى دراسة موسعة أصدرتها دار الإفتاء المصرية بعنوان: "التأسلم السياسى .. دراسة تحليلية لعوامل فشل الاستغلال السياسى للإسلام فى الماضى والحاضر" انتهينا إلى أن حسن البنا رفض فكرة البناء عندما امتنع عن الدخول فى أحزاب ولم يرَ جدوى القوانين، ورأى أن التعددية الحزبية فى الإسلام غير صحيحة، وينظر إليها على أنها تعددية تؤثر على حقيقة الإسلام، ومن ثم لابد أن نؤكد على أن هذه المجموعات تريد الدين وسيلة للوصول إلى المناصب السياسية فحسب.
وفى إطار آخر أوضح المفتى أن جماعة الإخوان استهدفت الأزهر الشريف قديمًا فى محاولة لإيجاد علاقة تؤدى إلى شرعية لها، وذلك فى بعض الكيانات التى سبق وأشرت إليها بالصيغة التى وضعتها الإخوان من البيعة والسمع والطاعة وعدم النقاش، والبدايات التى لم ترتكن لأهل الاختصاص، ولو نظرنا فيمن أحاط بحسن البنا من علماء الأمة فلن نجد أحدًا معه فى دعوته، وهذا أول خلل حدث فى تاريخ الإخوان نظرًا لاعتمادهم على غير المختصين.
وأشار إلى بعض النماذج للأشخاص الذين أحاطوا بحسن البنا من غير المختصين، على سبيل المثال فقد أحاط بحسن البنا خمسة من الأشخاص وهؤلاء هم: حافظ عبد الحميد يعمل بالنجارة، وأحمد الحصرى يعمل بمهنة الحلاقة، وفؤاد إبراهيم يعمل مكوجيًّا، وعبد الرحمن حسب الله يعمل سائقًا، وإسماعيل المغربى ويعمل عجلاتيًّا، وتلك كانت المجموعة التى أحاطت بالبنا فى دعوته.
وقال المفتى: "مع احترامنا لتلك المهن الشريفة وهم أهل الاختصاص فى مهنهم هذه، إلا أنهم لم يكونوا أهل اختصاص فى هذا الأمر".
وأضاف: "ولذلك لم نجد علماء الأزهر موجودين فى دعوتهم حيث أرادوا الاقتراب من الأزهر فى مرحلة إعداد دستور الإخوان، واعتمدوا على كيانات موازية لمهمة الإفتاء وقصرها على الجماعة فى منصب مفتى الجماعة، حيث أنشأوا كيانًا موازيًا لمفتى الدولة بغرض منازعة الأزهر، لذلك وقف ضده علماء الأزهر وكان على رأسهم الشيخ محمد مصطفى المراغى حيث طالب الإمام المراغى رئيس الوزراء حينها أحمد ماهر بحل الجماعة".
وأشار المفتى إلى أن تلك الكيانات التى ابتدعها الإخوان موازية لكيانات الدولة مثل المنصة الدينية والكيان المؤسسى العسكرى والاقتصادى والاجتماعي، وكأنهم يريدون دولة داخل الدولة، موضحًا أن مكتب الإرشاد كان مختصًّا بشؤون الأزهر.
وتابع المفتى مستكملًا حديث الإمام المراغى الذى قال فى رسالته: "إن الجماعة تستخدم وسائل تحول هذه الجماعة إلى مرجعية بديلة عن الأزهر ورجاله من غير أن تكون مؤهلة للأمر، فأباحت لنفسها الفتوى فى الدين"، ومن هنا طلب الشيخ المراغى بحل جماعة الإخوان ومطالبته هذه نشرتها مجلة الإخوان فى هذا الوقت تحت عنوان "4 محاولات لحل جماعة الإخوان".
كما أوضح المفتى أن الإخوان تفتقد للمدارس والشيوخ، ونحن على سبيل المثال لدينا منصب شيخ الأزهر الشريف قائم على تاريخ فى تلقين العلوم وتبصير الناس دون أغراض سياسية أو غيرها فى سبيل هذا التعليم، فنحن نعلم ونربى الملكة العلمية والأخلاقية وملكة قبول الآخر "التعددية" ونترك ابننا ينشر هذا الأمر فى المجتمع؛ لذلك فالإخوان استهدفوا الأزهر ضمن خطة ممنهجة للتمكين.
ولفت المفتى النظر إلى أن جماعة كبار العلماء بالأزهر الشريف فى نوفمبر عام 1954، كان لها موقف من جماعة الإخوان، ويتضح ذلك فى الفقرات التى جاءت فى بيان كبار العلماء بالأزهر وقتها ووجهته إلى الشعب المصرى الكريم وإلى سائر المسلمين قالت فيه: "أيها المسلمون: إن الدين الإسلامى دين توحيد ووحدة وسلام وأمان، وهو لذلك رباط وثيق بين الناس وربهم، وبين المسلمين بعضهم وبعض، وبينهم وبين مواطنيهم ومن والاهم من أهل الكتاب، فليس منه تغرير ولا تضليل، وليس منه تفريق ولا إفساد، ولا تآمر على الشر ولا العدوان، وقد قام الإسلام من أول أمره على هذه المبادئ، فجمع بين عناصر متنافرة، وقرَّب بين طوائف متباعدة، وأقام حياة المجتمع الإسلامى على أسس قوية كريمة، وقد ابتلى المسلمون فى عصورهم المختلفة بمن أخذوا تلك المبادئ على غير وجهها الصحيح، أو لعبت بعقولهم الأهواء، فجعلوا منها باسم الدين وسائل يجتذبون بها ثقة الناس فيهم، ويستترون بها للوصول إلى غاياتهم ومطامعهم، والتاريخ الإسلامى حافل بأبناء تلك الطوائف التى شبَّت فى ظلاله، وزعمت أنها جنود له، ثم كانت حربًا عليه أشد من خصومه وأعدائه. وقد كان فى ظهور طائفة الإخوان المسلمين -أول الأمر- ما صرف الناس عن التشكيك فيهم، والحذر منهم، بل كانت موضع ارتياح فيما اتخذت من أساليب الدعوة، واجتذاب جمهرة من الناس ناحية الدين، ولكنه -والأسف يملأ نفس كل عارف بدينه ومخلص لأمته ووطنه– قد شذ من هذه الجماعة نفرٌ انحرفوا عن الجادة، وسلكوا غير ما رسم القرآن، فكان منهم من تآمر على قتل الأبرياء، وترويع الآمنين، وترصد لاغتيال المجاهدين المخلصين، وإعداد العدة لفتنة طائشة، لا يعلم مداها فى الأمة إلا الله".
وأضاف المفتى أن الأزهر الشريف أصدر كذلك بيانًا آخر عام 1965 بعنوان: "رأى الإسلام فى مؤامرات الإجرام" كتبه الإمام الأكبر شيخ الأزهر حسن مأمون رحمه الله، قال فيه: "وإذا كان القائمون على أمر هذه المنظمات قد استطاعوا أن يشوهوا تعاليم الإسلام فى أفهام الناشئة، واستطاعوا أن يحملوهم بالمغريات على تغيير حقائق الإسلام تغييرًا ينقلها إلى الضد منه، وإلى النقيض من تعاليمه، فإن الأزهر لا يسعه إلا أن يصوب ضلالهم، ويردهم إلى الحق من مبادئ القرآن والسنة المشرفة، وإن الإسلام الذى يتجرون باسمه يصون حرمة المسلم فى دمه وماله وعرضه، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دم مسلم يشهد أن لا إله إلا الله"، وقال: «من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا»، وإذا ثبت هذا فى اغتيال النفس الواحدة فما بالك باغتيال الجماعات البريئة وترويع الآمنين الوادعين، والاعتداء على المال العام، والمصالح المشتركة، والمرافق الحيوية التى يحيا بها الوطن وتعيش عليها الأمة".
كما استعرض المفتى خلال الحلقة التقرير الذى أعده الشيخ محمد عبد اللطيف السبكى عضو جماعة كبار العلماء فى الأزهر الذى طُلب منه عام 1965 أن يقرأ كتاب سيد قطب "معالم فى الطريق"، فقرأ هذا الكتاب وكتب تقريرًا مهمًّا.
وقال: "أرجو كل مشاهد وشاب وإنسان يريد الحقيقة أن يطلع على هذا التقرير ويقرأ فيه الضلال المبين الذى ضمنه سيد قطب فى كتابه".
وعرض مفتى الجمهورية لتقرير الشيخ السبكى الذى قال فيه: "لأول نظرة فى الكتاب يدرك القارئ أن موضوعه: الدعوة إلى الإسلام، ولكن أسلوبه أسلوب استفزازي، يفاجأ القارئ بما يهيِّج مشاعره الدينية، وخاصة إذا كان من الشباب أو البسطاء، الذين يندفعون فى غير روية إلى دعوة الداعى باسم الدين، ويتقبَّلون ما يوحى إليهم من أحداث، ويحسبون أنها دعوة الحق الخالصة لوجه الله، وأن الأخذ بها سبيل إلى الجنة".
وختم المفتى معلقًا: وهكذا يستغل جماعة الإخوان طائفة الشباب من أجل أن يثير عندهم الحماسة لكى يكونوا ضد المجتمع والدولة والمسلمين.