حذرت المنظمات الإنسانية الدولية من استمرار الصراع في تيجراى شمال أثيوبيا ومدى تأثيره على الآلاف اللاجئين الفارين من الصراع الدائر بين الجيش الإثيوبي وقوات جبهة تحرير تيجراى، تصاعد الصراع أدى الي هروب الآلاف المواطنين من المنطقة في تيجراى ومحاولة اللجوء الى الدول الحدودية مما تسبب في فقدان العديد من الأطفال لذويهم وانقطاع الاتصال بين بعض الأسر.
ووفق الأمم المتحدة هناك توقعات بفرار أكثر من 200 ألف شخص من إثيوبيا خلال الأيام المقبلة في الوقت الذي أكدت فيه وكالات الإغاثة على الحاجة لإيجاد مواقع إضافية لإيواء الوافدين مع اكتظاظ المخيمات جنوب شرق السودان.
باباكار سيسيه، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، قال إن المجتمعات المضيفة تدعم اللاجئين الإثيوبيين وتقدم لهم الطعام والشراب، رغم أن هذه المجتمعات تعاني من الفقر الشديد.
وأوضح سيسيه: "رأينا العائلات والأطفال ينامون في العراء، كان مشهدا يفطر القلب" مشيرا إلى إطلاق خطة استجابة تستهدف 200 ألف فرد لمدة ستة أشهر. ويجري إعداد مواد غذائية لدعم 60 ألف شخص لمدة شهر وتسليمها من كسلا في غضون أيام قليلة".
وقال سيسيه:"يعمل المنسقون المقيمون وفرق الأمم المتحدة في ثلاثة بلدان، وهي إريتريا والسودان وجيبوتي، لمعالجة الوضع على الأرض والتأكيد على أنه لا ينبغي ادّخار أي جهد للحيلولة دون تحوّل ذلك إلى أزمة إقليمية لافتا إلى أن أول طالبي لجوء إثيوبيين وصلوا إلى السودان في 9 نوفمبر، حيث عبر نحو 7 آلاف شخص في غضون 24 ساعة".
وأضاف: "يظل الناس في مراكز الاستقبال للتسجيل، قبل أن يُنقلوا إلى مخيمات اللاجئين. لا يجب أن يبقوا هناك لأكثر من يومين، ونحن ملتزمون بمعالجة هذا التحدي العاجل فورا".
فيما قام ممثلون عن مفوضية شؤون اللاجئين واليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الأغذية العالمي إضافة إلى مسؤولين في الحكومة بزيارة مواقع اللاجئين جنوب شرق السودان استغرقت يومين، و شملت الزيارة مخيم حمداييت في ولاية كسلا ومخيم الفشقة في ولاية القضارف واستمع المسؤولين إلى شهادات من اللاجئين الذين يعانون أحيانا من الصدمة ولم يتوقعوا الرحيل.
منظمة الأمم المتحدة أكدت على الحاجة لإيجاد مواقع إضافية لإيواء اللاجئين الموجودين في مناطق مكتظة، وأشارت إلى أن الطريق من كسلا إلى مخيم أم ركبة يستغرق 12 ساعة على الأقل، ولا يمكن نقل أكثر من 1,500 شخص يوميا. ودعا المنسق المقيم إلى توفير المزيد من المركبات لنقل اللاجئين.
ولفت مسؤولو المنظمة الى ان مخيم أم ركبة حاليا يضم 4,440 إثيوبي، وعلى استعداد لاستضافة 10 آلاف شخص آخرين، كما يجري العمل على توسيعه لإيواء الأعداد المتزايدة من القادمين من إقليم تيجراي.
وقدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف أن نحو 12 ألف طفل – بعضهم غير مصحوبين بذويهم – من ضمن اللاجئين في المخيمات ومراكز التسجيل، وهم عرضة للخطر.
و قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور: "نعمل مع شركائنا لتقديم الدعم العاجل المنقذ للحياة، بما فيه الخدمات الصحية والتغذية والماء والصرف الصحي والنظافة".
وأضافت: داخل إقليم تيجراي، أدّت القيود المفروضة على الوصول الإنساني، وانقطاع الاتصالات المستمر إلى ترك ما يُقدّر بنحو 2.3 مليون طفل بحاجة إلى المساعدات الإنسانية التي تُعدّ بعيدة عن متناول أيديهم، بحسب اليونيسف.
وقال البيان إنه حتى قبل التصعيد الحالي، كان 54 ألف طفل على الأقل يعيشون في مخيماتٍ للاجئين في المنطقة، و36 ألف طفل كان ينزح داخليا بسبب الكوارث الطبيعية والعنف المسلح، وقد تشرّد الآلاف خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقالت فور: "أدعو جميع أطراف النزاع للسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول العاجل ودون عوائق وبشكل مستمر إلى جميع المجتمعات المتضررة من أجل الوصول إلى الأطفال والأسر وتقديم المساعدات المنقذة للحياة".
ودعت أطراف النزاع إلى الامتناع عن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق السكنية وحماية البنية التحتية المدنية الأساسية كالمدارس ومرافق الرعاية الصحية ومنشآت المياه والصرف الصحي.