مصر والسودان علاقات مصيرية.. القاهرة تعمل على تعزيز العلاقات العسكرية مع الخرطوم.. تنسيق وتعاون للدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة.. مشروع السكك الحديدية أحد أبرز المشروعات الاستراتيجية

السبت، 21 نوفمبر 2020 08:35 م
مصر والسودان علاقات مصيرية.. القاهرة تعمل على تعزيز العلاقات العسكرية مع الخرطوم.. تنسيق وتعاون للدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة.. مشروع السكك الحديدية أحد أبرز المشروعات الاستراتيجية رئيس الوزراء مصطفى مدبولى ونظيره السودانى عبد الله حمدوك
كتب : أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقوم الحكومة المصرية خلال الفترة الأخيرة بجهود حثيثة لتعزيز علاقاتها مع دولة السودان، التي تستند إلى روابط استراتيجية وتاريخية، وهناك حرص مصري على تعزيز عالقات التكامل مع السودان في كافة المجالات.
 
تعمل القاهرة والخرطوم تعزيز وتطوير العلاقات العسكرية ببين البلدين حيث توجه وفد عسكري مصري رفيع المستوى إلى الخرطوم برئاسة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في 31 أكتوبر الماضى على رأس وفد عسكري رفيع يضم قادة الأفرع الرئيسية ورؤساء الهيئات ومديري الإدارات التخصصية، في زيارة للسودان تستغرق يومين. وقد تناولت الزيارة سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني بين مصر والسودان والعمل المشترك في مجالات التأهيل والتدريب وتبادل الخبرات وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والتأمين الفني والصناعات العسكرية.
 
وتعد المرحلة الرئيسية للتدريب الجوي المصري - السوداني "نسور النيل - 1 " الذي يجري تنفيذه بإحدى القواعد الجوية بالسودان، بمشاركة وحدات من القوات الجوية وعناصر من القوات الخاصة لكال البلدين، فى دعم عالقات التعاون العسكري المشترك بين القوات المسلحة لكال البلدين، وتعزيز القدرة على إدارة أعمال جوية مشتركة باستخدام أسلحة الجو المختلفة.
 
ويعد "نسور النيل" هو أول تدريب جوي مشترك بين مصر والسودان، يستمر حتى 26 نوفمبر الحالي.
 
يشهد التدريب تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات من بينها، تخطيط وإدارة أعمال قتال مشتركة بين القوات الجوية المصرية والسودانية، وقيام المقاتلات متعددة المهام من الجانبين بالتدريب على تنفيذ عدد من الطلعات الجوية الهجومية والدفاعية على الأهداف موضوع التدريب، وتدريب قوات الصاعقة على أعمال البحث والإنقاذ القتالي.
 

التعاون الاقتصادي والتنموي

تعمل مصر على مواصلة التعاون والتنسيق مع السودان في الشأن الاقتصادي، والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية، من أجل شعبي البلدين، منها المشاريع المشتركة بين البلدين في مجالات النقل والطرق والرى، بناء الطريق الساحلي بين مصر والسودان بطول 280 كيلو مترا، مشروع طريق قسطل وادى حلفا،طريق أسوان - وادى حلفا – دنقلة، تطوير وإعادة هيكلة خطوط السكك الحديدية لتسهيل حركة نقل البضائع والأفرا، مد الشبكة الكهربائية إلى شمال السودان، استمرار التعاون في مجال الموارد المائية والري، بما في ذلك إحياء مشروع قناة جونجلى.
 
وتعمل مصر على تطهير الجزء الجنوبي من النيل، وتطوير شبكة الري والصرف في السودان.
 

مشروع السكك الحديدية

إن خط السكك الحديدية الرابط بين مصر والسودان سيمتد بطول 900 كم تقريبا، وتمتد المرحلة الأولى من أسوان في مصر حتى وادى حلفا في السودان، كما أن هذا الخط سيمتد في الأراضي السودانية بأطوال حوالي 250 كم، وسيكون تنفيذ خط السكة الحديد في السودان وفقا لمواصفات شبكة السكك الحديدية المصرية، حيث أن شبكة السكة الحديدية السودانية الحالية قديمة ومتهالكة تختلف عن شبكة سكك حديد مصر.
 
وتم الاتفاق مبدئيا أن التنفيذ سيكون وفقا لمواصفات شبكة سكك حديد مصر الأحدث مقارنة بشبكة سكك حديد السودان، حيث خط سكة الحديد الممتد من أسوان حتى الخرطوم البد أن يكون متماثل في المواصفات من حيث عرضه وأبعاده والقضبان الحديدية ومواصفاتها.
 
وسيتم ربط السكك الحديدية بين مصر والسودان بحيث يمكن للراكب استقلال القطار من محطة سيدي جابر بالإسكندرية حتى الخرطوم مباشرة بدون توقف، وسيتم استخدام هذا الخط في نقل الركاب والبضائع معا بين البلدين، ومخطط مده مستقبلا ليربط هذا الخط مصر بكافة الأراضي السودانية.
 
ويعد خط سكة الحديد المصري الحالي الممتد من الإسكندرية حتى أسوان والجاري تحديثه وتطويره حاليا سيتم مده من أسوان في اتجاه الخرطوم، حيث ستمد المرحلة الأولى من أسوان حتى وادي حلفا ثم يمتد الخط في اتجاه الخرطوم حتى يتم ربط كافة الأراضي بالبلدين بخط سكة حديد مما سيزيد الترابط وحركة التجارة بين البلدين.
 
سيكون المشروع أحد أكبر المشروعات الاستراتيجية بين البلدين، وستبدأ أعمال التنفيذ مباشرة بعد إعداد دراسات الجدوى والدراسات الفنية التفصيلية لهذا الخط، وستحدد الدراسات الخريطة الزمنية للتنفيذ بناء على التمويل المتوفر وما ستؤدى إليه المفاوضات بين البلدين، حيث متوقع تشكيل لجنة عليا تضم وزيري النقل والخارجية في البلدين لمتابعة تنفيذ هذا المشروع.
 

مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسودان

ينفذ المشروع على ثلاثة محاور، وتبلغ قدرة المرحلة الأولى من المشروع 300 ميجا وات، ويدرس الجانبان التوسع في هذا المشروع ليصل إلى 3 آلاف ميجا وات في المرحلة الثانية من المشروع، يضم خط الربط 300 برج على الأراضي المصرية، وتبلغ التكلفة الاستثمارية المتوقعة لمشروع الربط الكهربائي مع السودان حوالي 56 مليون دولار التي تخص الجانب المصري، ويسمح خط الربط مع السودان لمصر بالربط مع باقي الدول بأفريقيا وتقديم لهم ما يحتاجونه من الكهرباء.
 
تم الانتهاء من خط الربط الهوائي المزدوج الدائرة توشكي )2 / )وادى حلفا جهد 220 ك.ف ، ويبلغ الجهد الكهربائي للمحطة 220/66 فولت وتعمل بنظام العزل بالهواء أو AIS ، حيث بلغت التكلفة الاستثمارية للتوسعات حوالى 550,32 مليون جنيه، وأعلنت سيمنز الانتهاء من بناء محطة توشكي.
 
وستحصل مصر على اللحوم وفول الصويا وعباد الشمس من السودان مقابل قيمة الربط الكهربائي، وتتمثل فائدة الربط في توفير التكاليف وقيمة الوقود المستخدم في المحطات والاستفادة من أوقات الذروة وتحقيق عائدات مالية للدول التي تمر بها خطوط الربط الكهربائي.
 
وبدأ الربط الكهربائي المصري عمليا في الثالث من أبريل الماضى في تغذية الشبكة القومية وتغذية المناطق الواقعة شمال السودان، وذلك في إطار السعي الحثيث لتطوير الإمداد الكهربائي.
 

التبادل التجاري بين البلدين

بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2019 ليصل إلى نحو 648 مليون دولار، بنسبة زيادة قدرها نحو 6 %مقارنة بذات الفترة من عام 2018.
 
ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى السودان أيضًا لتصل إلى نحو 328 مليون دولار بنسبة زيادة 15 %عن الفترة نفسها من عام 2018.
 
وتعد اتفاقية الكوميسا التي تتم حالًيا في إطارها المعاملات التجارية بين البلدين، اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري وبرنامجها التنفيذي لإقامة منطقة تجارة حرة عربية كبرى، بروتوكول للتبادل التجاري بين البلدين ويتضمن أهم بنوده أن تتم المعاملات التجارية بالعملات الحرة القابلة للدفع وبنظام الصفقات المتكافئة، وتوقيع اتفاقية بين الجانبين في 2003 يقوم بمقتضاه الجانب المصري باستيراد اللحوم السودانية المبردة من السودان أبرز الاتفاقات بين الجانبين.
 

المساعدات الإنسانية

تأتي المساعدات الإنسانية تأكيدا على عمق الروابط والعالقات التاريخية الراسخة التي تجمع مصر والسودان الشقيق، وانطلاقا من دور مصر الرائد تجاه كافة دول قارة أفريقيا في أوقات المحن والأزمات، وتقديم الدعم والتضامن الكامل لهم
 
قامت مصر بإرسال شحنة مساعدات طبية للسودان في مايو 2019 .المساعدات المقدمة عبارة عن 25 طنًا من الأدوية والمستلزمات الطبية للمساهمة في تخفيف العبء عن كاهل الشعب السوداني، وقد تم إعداد وتجهيز شحنات المساعدات ونقلها عبر طائرات عسكرية إلى مطار الخرطوم بالسودان.
 
فيما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإرسال شحنة عاجلة من المستلزمات الطبية والأدوية إلى السودان الشقيق في مايو 2020 .وقد قامت القيادة العامة للقوات المسلحة بإعداد وتجهيز أربع طائرات عسكرية محملة بكمية كبيرة من المستلزمات الطبية العاجلة والأدوية مقدمة من جمهورية مصر العربية لمساعدة حكومة دولة السودان الشقيق في مواجهة خطر انتشار فيروس "كورونا".
 
تشمل شحنة المساعدات كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية للمساهمة في تخفيف العبء عن كاهل الشعب السوداني في ظل نقص الأدوية ومستلزمات الحماية والوقاية اللازمة لمواجهة فيروس "كورونا" ومساعدتها في الحد من تزايد أعداد الإصابات والوفيات بها.
 
كما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم المعاونة الأشقاء في السودان في أغسطس2020 ،حيث أقلعت طائرتان نقل عسكريتان على متنهما كميات كبيرة من المواد الغذائية وألبان الأطفال مقدمة من مصر الى السودان
 
وفي إطار تضامن مصر مع شعب السودان الشقيق المتضرر من السيول التي اجتاحته في سبتمبر 2020 ،تم إعداد وتجهيز كميات كبيرة من المساعدات العاجلة لمتضرري السيول من الأشقاء بدولة السودان
 
كما قامت القوات المسلحة تجهيز وإرسال عدد من خطوط إنتاج الخبز نصف آلي الميداني في أكتوبر 2020 ،حيث أقلعت ثالث طائرات نقل عسكرية من قاعدة شرق في رحلتهم الثالثة متجه إلى مطار الخرطوم الدولي بجمهورية السودان محملة بخطوط إنتاج الخبز والفنيين القائمين بتركيب وتشغيل الخطوط.
 

التعاون في مجال الصحة

تم الاتفاق على التعاون في مجال مكافحة الأمراض ومراجعة إطار عمل إرسال القوافل الطبية المصرية المتخصصة، ودعم بناء القدرات في السودان، وتعزيز استفادة السودان من مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعالج مليون افريقي من فيروس سي.
 
أعلنت مصر عن استعدادها للتنسيق مع الجانب السوداني للمساهمة في علاج 250 ألف سوداني من فيروس سي ضمن مبادرة الرئيس السيسي لعالج مليون أفريقى، إتاحة 10 منح دراسية سنوًيا للأطباء السودانيين ضمن برنامج الزمالة المصرية، إتاحة بروتوكولات عالج فيروس "سي" للجانب السوداني للاستفادة منها، تفعيل نظم الترصد والتحكم للأوبئة بين البلدين الشقيقين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة