عرفت بـ"صوت الحب" فكانت قيثارة تصدح بأصواتها فتعانق قلوب العاشقين أبواب السماء، سندريلا الشاشة فى الأربعينيات، صاحبة الابتسامة المبهجة، والرنة المعبرة والنظرة المفرحة، "ليلى" التى تمنى الجميع أن تكون ليلاه، إنها سندريلا الشاشة في الأربعينيات السيدة ليلى مراد.
وتمر اليوم الذكرى الـ25 على رحيل "ليلى.. بنت الأغنياء" الفنانة التى ملكت قلوب "الفقراء"، وأسعدت قلوب التعساء، وملأت حنين المحبين، وشغف العاشقين بصوتها العذب، وضحكتها الساحرة، وحضورها الطاغى على الشاشة وعلى القلوب ولا تزال، إذ غادرت دنيانا في صمت تام في 21 نوفمبر عام 1995.
غابت "ليلى" ولكنها لم تغن عن ليالينا، فأغانيها لا زالت تطرب أذن المستمعين، وتلهب حماس المحبين، وحتى يومنا بقيت أفلامها أيقونة جميلة بين أيقونات السينما العربية والأفلام الغنائية، وقبل أن ترحل أيضا تركت لنا سيرتها الرائعة والتي حكتها في حوار مطول مع الروائى الراحل صالح مرسى، فكانت مسك الختام لسيرة ومسيرة فنية رائعة.
خمسة عشرة ساعة تحكى ليلى مراد في حوارها إلى صالح مرسى، والذى نشره صاحب "البحار موندى" في كتابه "ليلى مراد"، لكن موقفا واحدا استوقف "مرسى" وظل يتذكره حتى وفاته، بعدما استبدل مقعده مع "القيثارة" ليلى مراد، وأصبحت هي من تسأل.
كتاب ليلى مراد
يقول صالح مرسى في مقدمة كتابه "ليلى مراد" عن أول ما تذكره بعدما سمع خبر رحيل مطربة الغرام الأولى ليلى مراد: "توقف سيل الذكريات، وتذكرت أننى أملك صوتها وهى تحكى لأكثر من خمسة عشرة ساعة، هرولت إلى حيث كنزى الحبيس، اخترت شريطا كيفما اتفق، كان الشريط في منتصفه، وضعته في المسجل، ضغطت الزر فجاءنى صوتها غاضبا:
أنت بتسألنى على طول، مش من حقى أنى اسألك؟
اسألى
فسألت: إيه أحلى أغنية بتحبها لى؟
يا ما أرق النسيم
هكذا قلت دون تردد، بدت عليها الدهشة فسألت:اشمعنى دى يعنى؟
وحكيت قصتى مع الأغنية، فقالت:
معقولةهو ده اللى حصل!
وساد الصمت، ثم انداح صوتها يشدو الأغنية، هنا فقط دمعت عيناى، ومع الصوت السابح بلا موسيقى، انهمر الدمع مرارا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة